الدليل العقلي على غيبته (عجل الله فرجه)
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكركم لما تقدّموه لنا و جزاكم الله خير الجزاء. هنالك حركة في العراق يسمونها هم " دعوة " والتي تدعي لشخص يقال إسمه " أحمد الحسن " . فيقولون هذا هو اليماني و ابن المهدي و وصيه و رسوله !!! فأحدهم إتصل بي و دعاني إليها سارداً الأدلة، كما دخلت في غرفتهم في البالتولك و طلبت منهم الحوار في الموضوع. و من ناحية أخرى اسعاف الاخوة الموالين بالادلة لكي لاينجرّوا أو يُخدعوا من قبل اصحاب هذه الحركة. هؤلاء مثلهم مثل الوهابيين لأنّهم يهاجمون علمائنا و سادتنا الكرام ولذا هاجمناهم (أنا شخصيّاً وبعض الأخوة ممن دخولوا معي في الروم للرد عليهم) و ردّينا أباطيلهم بالعقل و النقل و لله الحمد. كما عند ذكرهم للرسول صلوات الله عليه وآله يكتفون بذكر اسمه و لم يصلّوا عليه . مثلاً يقولون " محمّد وصّى به " أو " نحن مع محمّد و أهل بيته " و تركيبات أخرى تؤذينا لأنّهم لا يحترمون حبيب الله صلوات الله عليه وآله. فكان بودي احاطتكم علماً ببعض الأدلة التي يقيمون دعوتهم عليها، و البعض الآخر التي لم نفهما نحن حيث نحتاج الى شرحكم العلمائي المتين : أولاً: قال رسول الله (ص) : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتدٍ به قبل قيامه، يتولّى وليه، ويتبرّأ من عدوه، ويتولى الأئمة الهادية من قبله، أولئك رفقائي وذوو ودّي ومودتي، وأكرم . انتهى . لم يذكروا المصدر. ثانياً: ورد في الرواية عن الباقر(ع) (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) انتهى . الغيبة - محمد بن ابراهيم النعماني ص 264 . ثالثاً: عن ثوبان عن النبي (ص) قال: إذا رأيتم الرايات السود من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي . انتهى . المهدي المنتظر الموعود باب24 ص67 رابعاً: قال رسول الله ص لفاطمة ع : ... علي افضل امتي وحمزة وجعفر هذان افضل امتي بعد علي وبعدك وبعد ابني وسبطي الحسن والحسين وبعد الاوصياء من ولد ابني هذا _ واشار الى الحسين ع _ منهم المهدي. والذي قبله افضل منه، الاول خير من الآخر لأنه امامه، والآخر وصي الاول. انتهى . سليم ابن قيس ص 134 خامساً: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين أحداهما تطول حتى يقول بعضهم : قتل ويقول بعضهم : ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لايطلع على موضعه أحد من ولده ولاغيره إلا المولى الذي يلي أمره . انتهى . غيبة الطوسي ص162 . سادساً: إبنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي أسم كاسمي وأسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين . انتهى . يـــــدّعون هذا هــو " احمد الحسن" . أعتقد يقولون هذه الرواية في بحار الأنوار . سابعاً: إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي فهذه أسماءه ثلاثتها . انتهى . غيبة الطوسي ص305 ثامناً: يقتل عنذ كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا تصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونهم قتالاً لا يقاتله قوم ثم ذكر شاباً فقال إذا رأيتموه فبايعوه فإنه خليفة المهدي . انتهى . بشارة الأسلام ص 30-31 . تاسعاً: قال رسول الله (ص) في خبر طويل ... ثم ضرب بيده على الحسين عليه السلام فقال يا سلمان، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما من ولد هذا. إمام بن إمام، عالم بن عالم، وصي بن وصي، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم. قال: قلت: يا نبي الله، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال: أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم لأن الله هداهم به . انتهى . كتاب سليم،ص430-431 بتحقيق الانصاري الزنجاني سادتي الكرام كانت هذه بعض الرّوايات التي يستدل به هؤلاء . فمن الرّواية الخامسة والى التّاسعة كانت لدينا بعض المشاكل في فهمها و طلبنا منهم اتاحتنا بعض الوقت للرد وقبلوا ذلك. و أذكر لكم النقاط التي يستدلون بها و التي لم يسعفنا علمنا المتواضع : في الرّواية الخامسة : يدّعون عبارة " المولى الذي يلي أمره " هو احمد الحسن . في الرّواية السادسة : يدّعون " ابنه أول المقربين ... " هذا هو احمد الحسن . في الرّواية السابعة : يدّعون " إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد ... " هذا احمد الحسن . في الرّواية الثامنة : يدّعون " فبايعوه فإنه خليفة المهدي " هذا احمد الحسن . في الرّواية التاسعة : يدّعون " أبوه الذي يليه " يعني الحجّة عجّل الله تعالى الشّريف يلي ابنه المدعو احمد الحسن . نحن نعلم بأنهم يتلاعبون بالكلام و يريدون تطبيق الرّواية على صاحبهم و يأتون بهكذا روايات لكي يشتبه الأمر على البسطاء منّا، ولكن بحاجة الى شرحكم الكافي و الوافي للرد عليهم و شرح الرّوايات لمن في غرفتهم حيث نرى هذا من واجبنا لذا نرجوا تزويدنا بما هو لازم و ضروري في نقاش اصحاب هذه الحركة العميلة . والسّلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الأخ صادق المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: هذه الرواية بهذه العبارة جاءت في الغيبة للطوسي (ص 456 ح 466 ), وجاءت في كمال الدين للشيخ الصدوق (ص 287) ولكن بهذه العبارة (وهو مقتد به قبل قيامه يأتم به وبأئمة الهدى قبله) وفي رواية آخرى قبلها (كمال الدين ص 286) جاءت العبارة هكذا (وهو ياتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى اولياءه)
ومعنى (وهو مقتد به قبل قيامه) في رواية الطوسي أي يجعل قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) قدوته يتبعه ويطيعه بما أنه أمام بدلالة مافي رواية الصدوق الأولى (وهو مقتد به قبل قيامه يأتم به) حيث بين معنى الاقتداء بانه يجعله اماماً قال (يأتم به وبأئمة الهدى قبله) وأما معنى قوله في رواية الطوسي (يتولى وليه ويتبرأ من عدوه) أن يتولى من يجعل القائم امامه وهم الشيعة المؤمنين بأمامة المهدي (عجل الله فرجه) ويتبرأ من أعداءه وأعداء أهل البيت (عليهم السلام) فان (ولي) في كلمة (وليه) اسم جنس يشمل كل من يتولى المهدي (عجل الله فرجه),ولا يعني أنه فرد واحد مشخص بقرينة المقابلة مع قوله (ويتبرأ من عدوه) فأن عدوه كثير وكذلك بقرينة ما جاء برواية الصدوق الثانية (ويتولى اولياءه) فمن يستدل بهذه العبارة على أن وليه شخص واحد جاهل مغفل لا يفهم العربية . ثانياً: أن (اليماني) نسبة معرفة لاهل اليمن, قال الجوهري اليمن بلاد للعرب والنسبة إليها يمني ويمان مخففه والالف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه: وبعضهم يقول يماني بالتشديد (السان العرب 13: 464 ).
وهذا الذي يدّعونه لا ينتسب إلى اليمن بل هو عراقي اباً و جداً وقد جاء في بعض الروايات في علامات الظهور: وخروج اليماني من اليمن (كمال الدين: 338) وأيضاً في علامات القائم: اليماني من اليمن (عيون الحكم والمواعظ للواسطي: 244) وهو واضح من جهة المقابلة بين السفياني من الشام والخراساني من خراسان. فليس كل من يدعي أنه اليماني ينطبق عليه الوصف لان الدعوى لا تكفي وحدها بدون دليل على الانطباق فان لليماني علامات مذكورة في الروايات . ثالثاً: ورواية الرايات السود التي فيها خليفة الله المهدي رواية عامية رواها ابن طاووس في الملاحم والفتن (ص 119) عن نعيم.
وقد نقل المجلسي في البحار اربعين رواية عن كشف الغمة كلها عن الحافظ ابو نعيم, منها: بسنده عن ثوبان أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اذا رأيتم الرايات السود قد اقبلت من خراسان فاتوها ولو حبواً على الثلج فان فيها خليفة الله المهدي. (البحار 51: 82)
ومنها: باسناده عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتلاً لم يقتله قوم ثم يجيء خليفة الله المهدي فاذا سمعتم به فاتوه فبايعوه فانه خليفة الله المهدي. (البحار 51: 83)
منها: بأسناده عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تجييء الرايات السود من قبل المشرق كان قلوبهم زبر الحديد فمن سمع بهم فليأتهم فبايعهم ولو حبواً على الثلج (البحار 51: 84)
ومن الواضح خطأ الراوي في الرواية الاولى وحدوث السقط عنده بالمقارنة مع الروايتين التي بعدها. مع أنها لا تعارض المقطوع به من خروج المهدي (عجل الله فرجه) في مكة وكثرة الروايات في ذلك. رابعاً: أما قوله (والذي قبله افضل منه ): فان فاطمة (عليها السلام) لماذا سئلت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) من هو الافضل ممن ذكره (صلى الله عليه وآله), بدأ يرتبهم حسب الفضل بعده, وبدأ بعلي (عليه السلام) ثم ذكر حمزة وجعفر انهم افضل منه بعد علي (عليه السلام) ولكنه أستثنى فاطمة والحسن والحسين والتسعة الأوصياء من ولد الحسين من هذا التفضيل لحمزة وجعفر. فكان فضل حمزة وجعفر بعد فضل النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين (عليه السلام) منهم المهدي (عجل الله فرجه).
فكل الذين ذكرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا التفضيل من اول الرواية ستة عشر شخص هم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والاحد عشر من وحمزة وجعفر ولم يذكر غيرهم ليكون السابع عشر, فيما يتخيله بعض المغفلين من أنه يعنى غيرهم في عبارته (صلى الله عليه وآله) (والذي قبله افضل منه) وهم وسذاجة .
فأن المراد بالعبارة هو ترتيب الأفضلية بين الأئمة (عليهم السلام) أن السابق افضل من اللاحق كما يقوله بعض من علماء الامامية, ومناسبتها واضحة بعد أن سألته فاطمة (عليها السلام) من الافضل فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهذه العبارة لبيان الترتيب في الفضل حتى قال بعدها (الاول خير من الآخر لانه امامه والآخر وصي الاول) وهذا واضح لا يغالط به الا متحذلق سفيه. خامساً: روى هذه الرواية النعماني في الغيبة (ص 176) بسنده إلى عبد الله بن جبلة عن ابراهيم بن المستنير عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)