logo-img
السیاسات و الشروط
( 16 سنة ) - العراق
منذ سنة

كيفية التغلب على الحزن والذنوب المتكررة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا يتيم الأب من ال 11 سنة تقريباً والآن أصبح عمري 16 سنة ولا زلت متأثر بغيابه ومن بعد أبي عانيت من الأمراض والمشاكل العائلية والدراسية وفقدان الأصدقاء وأصبحت وحيداً فلا أستطيع أن أضهر حزني لأحد لأنّي فقدت الثقة بالجميع و حياتي عبارة عن حزن وبكاء على الذين فقدتهم وأنا والحمدلله ملتزم لكن في بعض المرات أذنب وبسبب ذنبي يزداد حزني أكثر والآن أنا لا تهمني الدنيا فأرجو منكم أن ترشدوني بأن تعطوني نصائح أصبر بها على فقدان أحبتي وبرنامج عبادي يضمن لي الجنة بعد موتي مباشرة وماذا أفعل اذا أذنبت مرارا وتكرارا


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، رزقكم الله الخير والقوة والفوز في جميع امتحانات الحياة. يا مؤمن، الموت والحياة هي بيد الله تعالى، ولا يوجد مخلوقاً يُخلدّ إلى ما شاء الله تعالى، بما في ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذن ليس لأحدٍ الخلد والبقاء في هذه الدنيا، والموت هو رحمة لنا، وباب للإنتقال إلى عالمٍ أجمل من عالمنا الذي نحن فيه. وعليه يا مؤمن، المولى الحق يعلم بما يُصلح العبد، والموت راحةٌ للعبد، ومن يموت فهو ما له من الدنيا قد نفد فيه رزقه، فنفد رزقه من الماء والهواء والطعام والشراب، والحياة، فليس له مقدار ذرة، ولذلك الأجل إذا جاء لا يتقدم ولا يتأخر، لأنّه عند نفاد الرزق لا يتأخر الموت لأنّ بقاءه يعني بقاءه في ألمٍ وضيقٍ وشدّة، وهو عند ذاك سوف يتمنى الموت، ولكن المولى لرأفته بعبده يقبضه إليه في عزةٍ وكرامةٍ. وعليه، يا مؤمن هل تقبل ببقاء والدك ومحبوبيك من ذويك وليس لهم رزق من الحياة والماء والهواء والطعام والشراب، وما شابه ذلك، ويبقون في عناء وألمٍ وشدّة، ولا يجدون الراحة أبداً، قطعاً أنت لا ترضى بذلك، بل تُحب لهم الراحة والطمأنينة والسكون، والموت هو الذي يحقق لهم ذلك. نعم، نحن نحزن عليهم لأننا فقدناهم، ولكن لا نجعل طول عمرنا فقط ننوح عليهم، ونتصور فقدهم، والحرمان، وأننا لا نستطيع العيش من دونهم، والدنيا قد أغلقت الأبواب علينا، وما شابه ذلك، من تصويرات مقيته تجعلنا في نوح وبكاء دائم، وحزنٍ كبير لا يفارقنا، حتى يتفاقم الأمر إلى أن نسلب الراحة والسكون، ونصاب بالكآبة والأمراض، والهروب من الواقع ومن الصداقات، بل وقد يتحول الأمر إلى العدوانية والكراهية، فيكره الناس والآخرين لخوفه من فقد الأحباب. وجميع هذه وغيرها سلبيات يُمكن أن يمر بها العبد بسبب ضيق التفكير، والهوس بمن يموت وينتقل إلى العالم الآخر. وهنا ننصحكم ببعض النصائح عسى أن يجعل الله تعالى فيها الخير والنفع لكم في برنامج حياتكم، وهي: ١- عليكم بالاهتمام بأنفسكم في تكميلها والعروج بها إلى أوج الكمال الإنساني، ومنها الخروج من الدائرة الضيقة التي وضعتم أنفسكم بها. ٢- عليكم بترك التذكر المستمر للماضي، والخروج من دائرة الحزن التي ضيقت على قلبكم، والعيش بحال الطبيعة كأيّ إنسانٍ طبيعي، ولا تبقون في النوح والبكاء والتصوير الذهني للماضي ولصور الحزن، بل ليكن ذهنكم فيه صور جيدة وجميلة ترسم لكم المستقبل. ٣- عليكم باشغال النفس والذهن بالعلوم النافعة مثل علوم الشريعة الإسلامية من الأحكام الفقهية والعقيدة الإسلامية والآداب والسنن والعلوم الآخرى، وكذا اشغال النفس بواجباتكم الحالية واتقانها على أحسن وجه. ٤- عليكم بتوطين علاقة الحب والعشق مع الذوات المقدسة عليهم السلام ومع المولى المتعال، حتى تحرق نار عشقه كلّ شيء تمرّ به. ٥- عليكم بالتوبة والاستغفار من الذنوب، والرجوع إلى الله تعالى، وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ٦- ليكن نظركم إلى برنامج تكميل الذات بالعلم والمعرفة والعبادة، وهذا يتم بمتابعة الجدول اليومي لأعمالكم العلمية والعبادية وما شابه ذلك، ويحسن لكم أن ترجعوا إلى ذوي الشأن في متابعة برنامجكم الذي ترغبون أن تلتزموا به. فمثلاً ترجعون إلى أهل العلم الذين تعرفونهم، وتنسقوا معهم درساً علمياً أو معرفياً تلتزمون به، وتعملون بذلك البرنامج. ٧- ويمكنكم العمل بالبرنامج اليومي، ومنه: ١- النوم مبكراً والجلوس لصلاة الليل، والمناجاة والدعاء وقراءة القرآن، وثم صلاة نافلة الفجر، وثم صلاة الفجر، والتعقيب من بعد ذلك مع القرآن إلى شروق الشمس. ٢- تتوجه من بعد الشروق إلى أعمالكم الخاصة، ووظائفكم المقررة لكم، كمثل الدراسة وتحصيل العلم. ٣- صلاة الظهرين، وإن تمنكنتم من النوافل فثماني ركعات قبل الظهر، وثماني ركعات قبل صلاة العصر، والتعقيبات من بعد ذلك. ٤- استقبال الغروب بقراءة القرآن، وثم صلاة المغرب والعشاء مع التعقيبات، صلاة نافلة المغرب مع نافلة الغفيلة، ونافلة العشاء من بعد صلاة العشاء. ٥- قراءة كتاب في العقيدة أو في بيان الأحكام الشرعية أو سماع درس تعليمي، أو محاضرة أو ما شابه ذلك مما يساهم في تقوية الجانب الديني. ٦- الوقت الذي يكون بين صلاة الظهرين إلى صلاة العشائين، لابد من ادخال شيئاً في ذلك الوقت مما يساهم في نفع دينكم وعلمكم ومعرفتكم. ٧- عليكم بمراقبة أعمالكم وأقوالكم وأفكاركم وأخلاقكم وأحوالكم من أن يكون فيها ما يسخط الله مما هو محرم، أو مما لا يرضى به الله تعالى، وتجاهدوا أنفسكم من كلّ ما يخالف رضا الله تعالى. ٨- ليكن لكم في كلّ يوم أو اسبوع أو ما شابه ذلك، مراجعة للنفس ورفع عن نفوسكم خلقاً ذميماً وتثبيت خلقاً جيداً وصالحاً. والحمد لله له الكمال التام.

5