logo-img
السیاسات و الشروط
( 18 سنة ) - العراق
منذ سنة

الرد على اتهام الشيعة بقتل الحسين

السلام عليكم هل يجوز الرد بالاية التي تقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) على من يقول ان الشيعة قتلوا الحسين وماهو افضل رد على هكذا شبهة ؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا وسهلا بكم في تطبيق المجيب إن من يقول هذه الشبهة يعني أن الشيعة الذين كانوا في زمن الإمام عليه السلام هُم من قتلوا الإمام الحسين، ثم يريد أن يحمّل الشيعة في هذا الزمان جريمة قتلة الحسين باعتبار أن أولئك كانوا شيعة، والآية الكريمة تصلح ردّ على الشق الثاني من الشبه، وهو أنه لو سلّمنا أن شيعة القرن الأول قتلوا الحسين عليه السلام فلا يصح نسبة قتل الحسين لشيعة هذا الزمان. لكن الشبهة من أساسها باطلة بالدلائل التأريخية، ونحن نذكر بيانا مختصرا لذلك فنقول: إن أهل الكوفة في ذلك الزمان كانوا على أربعة أقسام القسم الأول : الشيعة المخلصين الذين كاتبوا الإمام الحسين عليه السلام وهُم سادة الشيعة ورؤوسهم في الكوفة، وفيهم من العوام الذي لا رئاسة له لكنه معروف بحبه وإخلاصه لأهل البيت عليهم السلام، ولكن أغلبهم ألقي في السجن قبل وصول الحسين عليه السلام إلى العراق فكانوا في واقعة الطف في السجن ولذا لا طريق لهم لنصرته عليه السلام، وهذا القسم فيه عدد كبير جدا يتراوح بين أربعة آلاف شخص إلى إثني عشر ألف بحسب ما تذكر كتب التأريخ. القسم الثاني : بعض بسطاء الشيعة وعوامّهم وهم طائفة متخاذلة تعتقد بإمامة أهل البيت ووجوب نصرتهم لكنهم لا يملكون القدرة الكافية على تحدي السلطة القائمة في الكوفة آنذاك، وهذا قسم قليل نسبيا. القسم الثالث : طبقة انتهازية ووصولية كتبوا إلى الامام الحسين أيضا كما كتب له الشيعة وهؤلاء كانوا يحتملون استتباب السلطة للإمام الحسين في الكوفة فأرادوا أن يحجزوا مقعدا مرموقا في السلطة الجديدة، فلما وجدوا السلطة مستتبة لبني أمية قاتلوا الحسين عليه السلام، وهذه الفئة ليسوا بشيعة أصلا بل هم من أنصار بني أمية في زمن معاوية. القسم الرابع : وهُم أعداء أهل البيت وهواهم مع عثمان وبني أمية ولم تتغير مواقفهم ضد أهل البيت، وهُم طائفة ليست بالقليلة في الكوفة خصوصا بعد حملات الإبادة والقتل والتشريد التي مارسها معاوية ضد الشيعة في الكوفة حتى كادت أن تخلو من شيعة علي عليه السلام لولا ثبات وتحمل الشيعة لقهر السلطة الأموية وظلمها. بعد بيان هذه الأقسام الأربعة نقول إن من قاتل الإمام الحسين عليه السلام هُم القسمين الثالث والرابع، وأما القسم الثاني وهم بعض بسطاء الشيعة الخائفين من بني أمية فهؤلاء مؤاخذون على عدم نصرتهم للإمام الحسين عليه السلام، لكنهم لا يتحملون جريمة قتله عليه السلام، وغالب هؤلاء قد شارك في الثورات اللاحقة لمقتل الحسين ثأرا لدمائه الطاهرة، كثورة التوابين وثورة المختار الثقفي، وأما القسم الأول فلا يتحمل جريمة قتل الحسين عليه السلام مطلقا. وهذه الأقوال التي تتهم الشيعة بقتل الحسين تريد تنزيه ساحة بني أمية من هذه الجريمة النكراء، ولم أجد من يعتقد ذلك إلا جاهلا بالتأريخ أو مبغضا للحسين عليه السلام.

2