logo-img
السیاسات و الشروط
فاطِمة ( 15 سنة ) - لبنان
منذ 11 شهر

التَّمسك بالزي الشَّرعي و الإلتزام الدّيني

السَّلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته عمري ١٥ سنة و منذ سنة بدأت بارتداء عباءة الكتف السَّوداء دائمًا و الالتزام بالزي الشرعي المَطلوب، عوضًا عن ذلك بدأت بالالتزام بالأحكام الشرعية و للّٰه الحمد، منذ ذلك الوَقت و اخوَاتي يحاولن اقناعي بنزعها (يقولون لا زلتِ صغيرة على لبس السواد و على هذا اللباس) و أشخاص آخرون يسخرون مني لأنني أحاول الإبتعاد عن الحرام . هل هناك حل لاجتناب هكذا نوع من الأشخاص علمًا أنهم أقرب النّاس إلي، ماذا أفعَل و كيف أتعامَل مَعهم؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي العزيزة، رزقكم الله الثبات على الدين الحق، وهداكم إلى صراطه المستقيم أنتم وجميع المؤمنين. يا مؤمنة، الالتزام بالدين وبأحكام الشريعة يعني سلوك طريق التكامل الإنساني واتباع العقل الشريف السليم من كلّ هوس وهوى وباطل، ومن يكون بغير ذلك، أعني من لا يلتزم بالشرع الأقدس، فهو قطعاً مخالفاً للعقل ومحالفاً للهوى والشيطان والنفس الأمّارم بالسوء، وبالنتيجة هو غير سالك طريق التكامل الإنساني، ومن لم يكن كذلك فهو إلى الحيوانية والبهيمية أقرب منه إلى الإنسان. وعليه يا مؤمنة، عندما يأتي الذم ممن يكون بعيداً عن الإنسانية وعن الدين والشرع الأقدس، فهذا اللوم والعتب ليس بشيء لأنّهم يجهلون بالدين والحقيقة وما يجب أن يكون عليه الإنسان، بل والناس أعداء نا جهلوا، ولا يُصار إلى كلام الجاهل لأنّه جاهل حتى بنفسه، وغير محترماً لعقله. وهنا ننصحكم بما يلي علّها تنفعكم في منهجكم وسيركم التكاملي، وهو: ١- ليكن لكم إيمان راسخ وقوي وكبير وصلب، لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف، ومع ذلك تكونون نقطة إضاءة ونور في درب الجهله والغافلين، تنيرون لهم الدرب والطريق. ٢- عليكم بالتفقه والتعلم، وتقوية الإدراكات العلمية والمعرفية، من أجل أن يكون لكم إطمئنان بما أنتم ملتزمون به، وتكونوا قادرين في الدفاع عن منهج الحق وما أنتم ملتزمون به. وخصوصاً ليكن لكم قوة رد عقلي دافع لتبجح من يتهجم عليكم. ٣- عليكم بالصبر والتحمل، وسعة الصدر وعدم الإنزعاج من كلامهم وملامهم وتهجمهم، وليكن في نفسكم أنّ هذا الإلتزام هو بعين الله تعالى، ولانتطار صاحب الزمان عليه السلام بوجه أبيض وباحتشام مقبول عند المولى. ٤- لو ارغمتم على النقاش معهم، فقولوا لهم، هل الله موجود؟ فإن قالوا نعم، قولي: وهذا القرآن والدين والتشريع وما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أحكام الشريعة الإسلامية التي هي فيها كمال للإنسان ولضمان السعادتين له في الدين والدنيا والآخرة، هل هذا موجود صحيح أو ليس بصحيح؟؟ إن قالوا صحيح، فقولي لهم أنّني ملتزمة بما يُكمل لي العقل والإنسانية التي هي موافقة ومطابقة وعين الدين. فأين المشكلة مع الموافقة للدين والحق والعمل بما يُسعد صاحب الزمان عليه السلام، وبذلك تكوني قد أوصلتي رسالة الدين ورسالتك الإيمانية إلى عقولهم وقلوبهم إن كانوا يفهمون ويدركون. ٥- حاولوا أن تدركوا الرسالة الإلهية لأحوالكم وشؤونكم، حتى تقدرون على العمل بها، وأن تكونوا قادة مسيرة الدعوى الإيمانية، ولكن هذا يحتاج إلى جهد وعمل وتعلم وادراك لمعارف أهل البيت عليهم السلام من الأحكام والعقائد والانلاق والآداب والعلوم القرآنية والعقلية وما شابه ذلك من معارف الإنسان. والحمد لله خير ناصر ومعين.