السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
جاء في كتاب دور الشــيعــة في بناء الحضارة الإسلامية ، الشيخ جعفر السبحاني ،ص ۱۸ ـ ۲۳:
وإليك أسماء بعض من شعراء الشيعة مع ذكر أبيات من شعرهم الخالد:
۱ ـ قيس بن سعد بن عبادة:
سيّد الخزرج، و الصحابي الجليل، كان زعيماً مطاعاً، كريماً ممدوحاً، وكان من شيعة عليّ _ عليه السلام _ ومن أشدّ المتحمّسين له، بعثه أميراً على مصر سنة (۳٦هـ)، وهو وأبوه وأهل بيته من الذين لم يبايعوا أبا بكر وقالوا: لا نبايع إلاّ عليّاً.
ومن أشعاره التي أنشدها بين يدي أمير المؤمنين _ عليه السلام _ في صفّين:
قلتُ لما بغى العدوّ علينا * حسبنا ربّنا ونعم الوكيلُ
حسبنا الذي فتح البصـ * ـرة بالاَمس والحديث الطويلُ
وعليٌّ إمامنا وإمامٌ * لسوانا أتى به التنزيلُ
يوم قال النبيّ من كنت مو * لاه فهذا مولاه خطبٌ جليلُ
إنّما قاله النبيّ على الاَُمّـ * ـة حتمٌ ما فيه قالٌ وقيلُ
۲ ـ الكميت بن زيد (٦۰ ـ ۱۲٦هـ):
شاعر مقدم، عالم بلغات العرب، خبير بأيّامها، و من شعراء مضر. كان معروفاً بالتشيّع لبني هاشم، مشهوراً بذلك، وقد حظي بتقدير أئمّة أهل البيت لاِجهاره بالحق، ولجهاده في سبيله، وهاشمياته المقدّرة بـ ٥۷۸ بيتاً خلّدت ذكراه في التاريخ وهي مشتملة على ميمية وبائية ورائية وغيرها.
وإليك أبياتاً من عينيّته:
ويوم الدوح دوح غدير خمٍّ * أبان له الولاية لو أُطيعا
ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطراً مبيعا
ولقد طبع ديوان الكميت غير مرّة، وشرحه الاَُستاذ محمد شاكر الخيّاط والاَُستاذ الرافعي.
۳ ـ السيد الحميري (ت ۱۷۳هـ):
أبو هاشم إسماعيل بن محمّد الملقّب بالسيّد، الشاعر المعروف، ومن المكثرين المجيدين، ومن الثلاثة الذين عدّوا أكثر الناس شعراً في الجاهلية والاِسلام وهم: «السيّد» و «بشار» و «أبو العتاهية»، وكان السيّد الحميري متفانياً في حبّ العترة الطاهرة فلم يكن يرى لمناوئيهم حرمة وقدراً، وكان يشدّد النكير عليهم في كلّ موقف ويهجوهم بألسنة حداد في كلّ حول وطول.
ومن قصائده المعروفة عينيّته، وقد شرحها عدة من الاَُدباء ومستهلّها:
لاَُمّ عمرو باللوى مربَع * طامسة أعلامها بلقعُ
تروع عنها الطير وحشيّة * والوحشُ من خيفته تفزعُ.
٤ ـ دعبل الخزاعي (المتوفّى ۲٤٦هـ):
أبو عليّ دعبل بن عليّ الخزاعي، من بيت علم وفضل وأدب، يرجع نسبه إلى بديل بن ورقاء الخزاعي الذي دعا له النبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم .
قال النجاشي: أبو علي الشاعر المشهور في أصحابنا، صنّف كتاب طبقات الشعراء، ومن أراد التوغّل في حياته وسيرته فليقرأ النواحي الاَربعة من حياته:
۱ ـ تهالكه في ولائه لاَهل البيت:.
۲ ـ نبوغه في الشعر والاَدب والتاريخ وتآليفه.
۳ ـ روايته للحديث والرواة عنه ومن يروي عنهم.
٤ ـ سيرته مع الخلفاء ثمّ ملحه ونوادره ثمّ ولادته ووفاته .
وإليك مطلع تائيّته المعروفة:
تجاوبن بالاَرنان والزفراتِ * نوائح عجم اللفظ والنطقات
٥ ـ الاَمير أبو فراس الحمداني (۳۲۰ ـ ۳٥۷هـ):
أبو فراس الحارث بن أبي العلاء، قال عنه الثعالبي: كان فرد دهره، وشمس عصره، أدباً وفضلاً وكرماً ونبلاً ومجداً وبلاغة وبراعة وفروسية وشجاعة، وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة، والسهولة والجزالة، والعذوبة والفخامة، والحلاوة والمتانة(۱) .
وتبعه في إطرائه والثناء عليه ابن عساكر.
من قصائده المعروفة ميميّته التي مستهلّها:
الحقّ مهتضم والدين مخترم * وفيء آل رسول الله مقتسمُ
والناس عندك لا ناس فيحفظهم * سوم الرعاة ولا شاءٌ ولا نعمُ
ويطيب لي في هذا المقام أن أُشير إلى أسماء بعض من أنجبتهم مدرسة أهل البيت: في حلبة الشعر والاَدب في القرن الرابع والخامس، من أُناس معدودين في القمّة، يمكن للقارىَ الكريم أن يجد الشيء الكثير عن حياتهم في دواوينهم، أو في كتب الاَدب المختلفة:
۱ ـ ابن الحجّاج البغدادي (المتوفّى ۳۲۱هـ) صاحب القصيدة المعروفة:
يا صاحب القبّة البيضاء في النجف * من زار قبرك واستشفى لديك شُفي
هل بعد مفترق الاَظغان مجتمع * أم هل زمان بهم قد فات يرتجع
هذا عرض موجز لبعض الشعراء البارزين من الشيعة، وفيه كفاية لمن أراد الاِجمال، و أمّا من أراد التوسّع فليرجع إلى الكتب التالية:
۱ ـ الاَدب في ظلّ التشيّع: للشيخ عبد الله نعمة.
۲ ـ تأسيس الشيعة: للسيّد حسن الصدر، الفصل السادس.
۳ ـ الغدير: للعلاّمة الاَميني بأجزائه الاَحد عشر.
دمتم في رعاية الله