وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي العزيزة، رزقكم الله العفة والحياء، وتمام الستر، ورعاية الحدود الشرعية. يا مؤمنة، يجب على العبد الإلتزام بحدود الشرع، ولا يجوز النظر المحرم بشهوة إلى الجنس الآخر، وكذا ما يؤدي إلى الانجرار إلى الحرام شيئاً فشيئاً. وهنا يا مؤمنة، ينبغي لكم التحرز من تسويلات الشيطان، لأنّ دوام المتابعة لشخصٍ ما أياً كان ذلك الشخص، تجر المتابعة إلى الاعتياد عليها، ومن ثم الاعجاب بما ينشر ويقول، حتى يصل إلى الميل القلبي والاعجاب به، حتى يتحول إلى التفكير به، وقد يصل الأمر إلى الهوس به، ما يستتبع ذلك، وجميع هذه سببها النظرة الأولى، والمعرفة بالمقابل، وإلا عدم النظرة والمعرفة بالمقابل، والجهل به لا تدفع بالعبد إلى ما لا يُحمد عقباه. وعليه، عليكم بترك المتابعة له، والحديث معه، وكذا غيره، فان الشيطان لا يكف عن العبد حتى يوقعه في المعصية والحرام. وإن كنتم ليس لكم زوج، فعليكم بكثرة الدعاء والتوسل بأهل البيت عليهم السلام ليقضوا لكم حاجتكم وتنالون الخير وسعادة الدارين. والحمد لله وحده لا شريك له.