مُرتجى ( 17 سنة ) - العراق
منذ 10 أشهر

تفاصيل نزول وجمع القرآن الكريم

ما هي آخر آية نزلت من القرآن الكريم؟ ومن الذي جمع القرآن الكريم؟


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب انّ المتسالم عليه عند أهل البيت (عليهم السلام) أن آخر ما نزل من القرآن سورة المائدة وبالتحديد آية إكمال الدين. جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام): "يقول الله (عزَّ وجلَّ): لا أنزل عليكم بعد هذه -فريضة الولايةـ فريضة، قد أكملت لكم الفرائض" (الكافي : 1/289). ويؤيد هذا الرأي روايات صحيحة وكثيرة في مصادر السنّة؛ منها مثلاً: ١- عن أبي ميسرة قال: آخر سورة أنزلت سورة المائدة، وأن فيها لسبع عشرة فريضة. (الدر المنثور : 2/252) . ٢- روينا من طريق عائشة أم المؤمنين أن سورة المائدة آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها حلالاً فحللوه، وما وجدتم فيها حراماً فحرّموه. (المحلى : 9/407 ). ٤- قال عبد الله بن عمر: آخر سورة نزلت المائدة. (تفسير التبيان : 3/413). ويمكن القول: بأنّ آية ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾ (المائدة: ٣) وحدها تكفي دليلاً على أنها آخر آية نزلت من كتاب الله تعالى لأنها تنص على أن نزول الفرائض قد تمّت بها، فلا يصح القول بأنه نزل بعدها فريضة. وعليه فكل ما نزل بعدها من القرآن لابد أن يكون خالياً من الفرائض والأحكام، لأن التشريع قد تمّ بنزولها، فلا حكم بعدها. وآية ﴿سأل سائل بعذاب واقع﴾ (المعارج: ١) ليست حكماً ولا فريضة، فلا مانع من نزولها بعد آية الإكمال، فتكون آية الإكمال آخر آية تشريعية نزلت، وآية السائل آخر آية غير تشريعية نزلت. وأما سؤالكم الثاني وهو من الذي جمع القرآن، فنقول: إننا نعتقد أنّ القرآن الكريم قد دون في زمن الرسول الأكرم (صلى اللّٰه عليه وآله وسلّم) إذ ليس من المعقول أن يترك الرسول (صلى اللّٰه عليه وآله وسلّم )الدستور الإلهي الذي هو دستور الناس إلى يوم القيامة من دون أن يجمعه، وإلّا مّا معنى قولهم فلان كاتب الوحي، نعم هناك عملية تنظيم وترتيب لآياته وسوره و ... المزید قام بها الإمام علي (عليه السلام) مع إضافة بعض التفاسير وبيان أسباب النزول وغير ذلك من الأمور، علماً أنّ القرآن كما كان مدوناً في زمن الرسول (صلى اللّٰه عليه وآله وسلّم) على الورق والخشب والجلود، كان كذلك محفوظاً في صدر الإمام علي (عليه السلام) ومن هنا قام أمير المؤمنين بجمعه ضمن مصحف واحد بين الدفتين وبمواصفات خاصة. يمتاز مصحف الإمام عليه السلام بعدة مواصفات فريدة وذات فائدة علمية مهمة هي: أولاً: ترتيب السور والايات بحسب نزولها. ثانياً: إثبات قراءته كما قرأه رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله وسلّم) حرفاً بحرف. ثالثاً: اشتماله علي توضيحات -علي الهامش- وبيان المناسبة التي استدعت نزول الآية، والمكان الذي نزلت فيه، والساعة التي نزلت فيها، والاشخاص الذين نزلت فيهم. رابعاً: اشتماله على تآويل القرآن. ودمتم في رعاية الله

3