السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآيه ٣١ من سورة الأعراف: ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
فما هو المقصود بالزينة؟ ولماذا اقترن الأكل والشرب مع كلمة المسجد؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب
ذكر الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره الأمثل: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد)، هذه الجملة يمكن أن تكون إشارة إلى كل " زينة جسمانية " مما يشمل لبس الثياب المرتبة الطاهرة الجميلة، ومشط الشعر، واستعمال الطيب والعطر وما شابه ذلك كما يمكن أيضا أن تكون إشارة إلى كل " زينة معنوية " يعني الصفات الإنسانية والملكات الأخلاقية، وصدق النية وطهارتها وإخلاصها.
كما أنه يتضمن - أيضا - نصيحة لأولئك الذين يرتدون عند إقامة الصلاة أو الدخول إلى المساجد ثيابا وسخة خلقة أو ألبسة تخص المنزل، ويشتركون في مراسيم عبادة وهم على تلك الهيئة المزرية، الأمر الذي نشاهده اليوم - وللأسف - بين بعض الغفلة السذج من المسلمين، في حين أننا مكلفون - طبقا للآية الحاضرة، والروايات الواردة في هذا الصعيد - بأن نرتدي لدى ارتيادنا للمساجد أفضل ثيابنا وألبستنا.
ثم في العبارة اللاحقة يشير سبحانه إلى مواهب أخرى، يعني الأطعمة والأشربة الطاهرة الطيبة، ويقول: وكلوا واشربوا.
ولكن حيث أنّ الإنسان حريص بحكم طبيعته البشرية، يمكن أن يسئ استخدام هذين التعليمين، وبدل أن يستفيد من نعمة اللباس والغذاء الصحيح بالشكل المعقول والمعتدل، يسلك سبيل الإسراف والتبذير والبذخ .
فالمستفاد من تفسير الآية المباركة إن الأكل والشرب لم يقترن بالمسجد،نعم الزينة جاءت مقترنة بالمسجد .
ودمتم في رعاية الله وحفظه
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
(مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل ، ج٥ ،ص٢١-٢٢)،تصرف بسيط .