إبراهيم البحراني - البحرين
منذ 4 سنوات

 دلالة حديث الغدير على امامة الامام علي (عليه السلام)

السلام عليكم عندي سؤال في في آية التبليغ. قال تعالى (( يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) جاء في الروايات ما يلي: 1- أنه تكرر نزول الامر الإلهي بضرورة التبليغ . 2- نتيجة لخوف الرسول الاعظم من تداعيات التبليغ من التكذيب والإنكار وغيره أدى به (ص) إلى تأخير التبليغ. 3- نزلت الآية وفيها من التهديد والوعيد والحث لرسول الله (ص) بأن رسالته لا قيمة لها إن لم يبلغ الرسالة في ولاية علي بن أبي طالب (ع). 4- وإن الله يطمئن قلب الرسول بأنه سوف يعصمه أي يحميه من أذى الناس وتكذيبهم إياه . السؤال 1. هل ان الرسول قد تباطىء في أداء الرسالة أو بمعنى آخر انه تردد في تنفيذ أمر الله سبحانه وتعالى؟ 2. وتحت أي مبرر قد حدث هذا التردد؟ مع شكري الجزيل على إتاحة هذه الفرصة للسؤال مع تمنياتي لكم بالمزيد في الموفقية لخدمة خط أهل البيت والزود عنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ إبراهيم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال السيد الطباطبائي في (تفسير الميزان - ج 6 - ص 43 - 44): والآية تكشف عن أمر قد انزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ( إما مجموع الدين أو بعض أجزائه ) وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخاف الناس من تبليغه ويؤخره إلى حين يناسبه, ولولا مخافته وإمساكه لم يحتج إلى تهديده بقوله: (( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )) كما وقع في آيات أول البعثة الخالية عن التهديد كقوله تعالى: (( اقرأ باسم ربك الذي خلق )) إلى آخر سورة العلق, وقوله: (( يا أيها المدثر * قم فأنذر )) (المدثر:2), وقوله: (( فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين )) (حم السجدة:6) إلى غير ذلك. فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يخافهم ولم يكن مخافته من نفسه في جنب الله سبحانه فهو أجل من أن يستنكف عن تفدية نفسه أو يبخل في شئ من أمر الله بمهجته فهذا شئ تكذبه سيرته الشريفة ومظاهر حياته, على أن الله شهد في رسله على خلاف ذلك كما قال تعالى: (( ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا * الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا )) (الأحزاب:39), وقد قال تعالى في أمثال هذه الفروض: (( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )) (آل عمران:175) وقد مدح الله سبحانه طائفة من عباده بأنهم لم يخشوا الناس في عين أن الناس خوفوهم فقال: (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )) (آل عمران:173). وليس من الجائز أن يقال: إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يخاف على نفسه أن يقتلوه فيبطل بذلك أثر الدعوة وينقطع دابرها فكان يعوقه إلى حين ليس فيه هذه المفسدة فإن الله سبحانه يقول له صلى الله عليه وآله وسلم: (( ليس لك من الامر شئ )) (آل عمران:128), لم يكن الله سبحانه يعجزه لو قتلوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحيى دعوته بأي وسيلة من الوسائل شاء, وبأي سبب أراد. نعم من الممكن أن يقدر لمعنى قوله: (( والله يعصمك من الناس )) أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخاف الناس في أمر تبليغه أن يتهموه بما يفسد به الدعوة فسادا لا تنجح معه أبدا فقد كان أمثال هذا الرأي والاجتهاد جائزا له مأذونا فيه من دون أن يرجع معنى الخوف إلى نفسه بشئ .انتهى. ومن ثم نقول: من هنا فانا نرحج ما جاءت به الروايات أن خوف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان من ردة فعل قريش والمنافقين والطلقاء من اتهامه بالمحاباة لعلي (عليه السلام) كما بان حقيقتها بعد تبليغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمر الله وما سطرته لنا السيرة الى آخر يوم من وفاته من اتهامه بالهجران - نعوذ بالله -. ودمتم في رعاية الله