خلق الخير والشر; إنّ فيما أوحي إلى موسى، وأنزل عليه في التوراة: إني أنا الله لا إله إلا أنا * خلقت الخلق، وخلقت الخير وأجريته على يدي من أحب، فطوبى لمن أجريته على يديه * وأنا الله لا إله إلا أنا * خلقت الخلق، وخلقت الشر، وأجريته على يدي من أريده، فويل لمن أجريته على يديه * وويل لمن يقول: كيف ذا؟ وكيف ذا؟ *. فأنا عندي حساب وأنشر عن التوبة عسى الناس أن تستفيد وأنشر أشياء مفيدة هل هذا يعني أني مؤمنة والله يريد لي الخير وهذا الحديث يقصد أم لا؟
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
إنّ معنى الرواية أنّ الخير الذي يصدر من أيّ إنسان هو بتوفيق من الله تعالى، وطوبى للإنسان الذي يجعل نفسه في معرض توفيق الله تعالى، وأنّ الشرّ الذي يصدر من أيّ إنسان هو بتقدير الله وتحت سلطانه، وويل لمن يجعل نفسه في مورد عذاب الله باختياره فعل الشرّ.
وأمًا نشركم الأشياء المفيدة فهو عمل خير، لابد أن تشكروا الله تعالى عليه، إذ وفقكم لذلك، وهذه الأحاديث التي تحفز على فعل الخير يمكن اعتبارها من المبشرات للإنسان بأنه على الصواب، والطريق الصحيح في هذا الفعل، لكن ذلك لا يعني التزكية التامة للإنسان الذي يفعل الخير، فالمؤمن ظنين بنفسه يحاسب نفسه، فإن وجد خيرا حمد الله، وإن وجد سوءًا استغفر الله، وقد وصف الله تعالى أهل الجنة بأنهم كانوا في الدنيا مشفقين، أي خائفين من عذاب الله، قال تعالى (( قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنا وَ وَقانا عَذابَ السَّمُومِ ))( الطور ، ٢٦-٢٧ ) .