logo-img
السیاسات و الشروط
جابر علي - السعودية
منذ 5 سنوات

 ما ورد فيه من مصادر السنة

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته سؤالي بخصوص عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل. (عاتكة العدوية) روي انها تزوجت من : 1) عبد الله بن أبي بكر 2) عمر بن الخطاب بعض الرويات تقول انه بالإغتصاب : الطبقات الكبرى لابن سعد (8 / 265) 3) الزبير بن العوام س: يروي أهل السنة في منتدياتهم أن أمير المؤمنين علي عليه السلام خطبها بعد وفاة الزبير فرفضت ذلك معللة : إني لأضن بك يا ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن القتل، فأخذ برأيها ورجع عن خطبتها وكان يردد بعد ذلك: من أحب الشهادة الحاضرة فليتزوج عاتكة. 4) ثم بعد ذلك يروون انه تزوجها الحسين بن علي عليهما السلام و ضلت معه حتى وقعة الطف و رثته بأبيات: وحسيناً، فلا نسيت حسينا أقصدته أسنة الأعداء *** غادروه بكربلاء صريعاً جادت المزن في ذرى كربلاء. فما مدى صحة روايات خطبة و زواج الإئمة عليهم السلام بها ؟ وما مدى صحة زواج عمر بن الخطاب قهراً منها ؟


الأخ جابر علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يخفى عليكم أن موقعنا مختص بالأبحاث العقائدية، وأما الأسئلة التاريخية المحضة المتعلقة بالأشخاص دون الجانب العقائدي فهي ليست من اختصاصنا وخارجة عن محل عملنا. ولكننا سنجيب على هذه الأسئلة ونشير إلى بعض الأمور المهمة فيها، ولعل الجانب المهم في رسالتكم هو سؤالكم عن مدى صحة تزوج عمر بن الخطاب من عاتكة بنت زيد قهراً، إذ لازم هذا الأمر أن الزواج ليس صحيحاً، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول سلوك (الخليفة) وسيرته هذه التي يتبجح أهل السنة بأنها كانت موافقة للكتاب والسنة الشريفة. والقصة كما ذكرها ابن سعد في (الطبقات8: 265) هي: أن عاتكة بنت زيد، كانت تحت عبد الله بن أبي بكر، فمات عنها وأشترط عليها أن لا تتزوج بعده، فتبتلت وجعلت لا تتزوج , وجعل الرجال يخطبونها، وجعلت تأبى فقال عمر لوليها، إذكرني لها فذكره لها فأبت عمر أيضاً، فقال عمر زوجنيها فزوجه إياها فأتاها عمر فدخل عليها فعاركها حتى غلبها على نفسها فنكحها، فلما فرغ قال: أف أف أف أفف بها ثم خرج من عندها. (انتهى). فمن الناحية الفقهية أن المرأة الثيب تكون مالكة لأمر الزواج وهي تتزوج ممن تشاء على خلاف المرأة البكر، إذ يكون أبوها ولياً عليها بإجماع الفقهاء. وقد روى أهل السنة: قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ليس للولي مع الثيب أمر) (صحيح سنن الترمذي 2:688 حديث 3061، صحيح أبي داود 2: 395 حديث 1848). وأيضاً رووا قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تنكح الثيب حتى تستأذن) (صحيح سنن ابن ماجة 1: 315 حديث 1871، صحيح سنن الترمذي 2: 688 حديث 3063). وقد ورد أيضاً أن خنساء بنت خذام أن أباها زوجها وهي ثيب، فكرهت ذلك فأتت رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فرد نكاحه. (أنظر: صحيح سنن الترمذي 2: 689 حديث 3066، صحيح البخاري 9:34 باب 43 حديث 71). فالمتحصل، ان عاتكة كانت أرملة، أي أن أمر زواجها بيدها، ولا يصح تزويجها من غير إذنها ورضاها، وليس زواجها بيد وليها أو أبيها، إلا أن عمر تجاوز كل ذلك، ودخل عليها من دون إذنها ورضاها!! وقد ذكر أصل الزواج جملة من محدّثي ورواة أهل السنة، كعبد الرزاق الصنعاني في (مصنفه 3: 148، 4: 187)، وابن أبي شيبة في (المصنف 2: 615) ... المزید وهكذا غيرهم. وأما عن تعرض الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لعاتكة بالخطبة، فقد ذكره جماعة من المؤرخين، كابن الأثير في (أسد الغابة 5: 499)، وابن كثير في (البداية والنهاية 6: 389)، والحلبي في (السير الحلبية 3: 83)، وكذا غيرهم. وقد ذكروا إنها امتنعت عن التزوج بأمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت تقول له: يا أمير المؤمنين أنت بقية الناس وسيد المسلمين وأنا أنفس بك عن الموت.. فلم يتزوجها، لأنها كانت ترى نفسها نذير شؤم على من يتزوج بها، ومن هنا امتنعت عن قبول خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام). وأما أنه (عليه السلام) كان يقول بعد ذلك: من أراد الشهادة الحاضرة فعليه بعاتكة، فقد ذكر البعض أن هذا القول لعبد الله بن عمر وليس لأمير المؤمنين (عليه السلام). وبالنسبة لزواجها من الحسين (عليه السلام) وأن الأبيات المذكورة قالتها في رثائه (عليه السلام)، فلم يثبت عندنا زواجه بها، وقد ذكر بعض المؤرخين أن الأبيات المذكورة هي للرباب بنت أمرئ القيس ـ زوجة الحسين (عليه السلام).) كما في (الكامل لأبن الأثير 4: 45، وأعيان الشيعة 1: 622 ) . ودمتم في رعاية الله

2