لماذا عمر كان يقول دائما: من أراد ان تثكله أمه فليتبعني خلف الجبل !!!
ولماذا خلف الجبل ؟؟
وماذا يفعل خلف الجبل ؟؟
وهل تدل على شجاعته ؟
يرجى مراجعة المصدر التالي كنز العمال ج12 ص 575
وشكرا
الأخ علي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما موجود في كنز العمال يختلف عما ذكرته أولاً والمذكور هنا تحدي عمر في الهجرة إلى المدينة وبيان لشجاعته وعدم خوفه من المشركين وقد أجاب عن ذلك العلامة العاملي في الصحيح من السيرة ج3ص347 بقوله:
ونحن نقطع بعدم صحة هذا الكلام. لان عمر لم يكن يملك مثل هذه الشجاعة, وذلك:
أولا: لما تقدم في حديث اسلامه عن البخاري وغيره, من أنه حين أسلم اختبأ في داره خائفا, حتى جاءه العاص بن وائل, فأجاره, فخرج حينئذ. وفي بدر تكلم وأساء الكلام, حيث كان يجبن النبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمين.
ثانيا: إن مواقفه الحربية كانت عموما غير مشجعة لنا على تصديق مثل هذا الكلام فلقد فر في أحد, وفر في حنين, رغم أنه يرى الخطر يتهدد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله ) فلا يلتفت إليه, ولا يفكر إلا في الحفاظ على نفسه. وأما فراره في خيبر فهو أعجب وأعجب حيث إنه كان معه من يدافع ويحامي عنه. أما في واقعة الخندق ففر فيها أيضا كما أنه لم يجرؤ على الخروج إلى عمرو بن عبد ود. وحينما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) سيفا في أحد, وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه طلبه أبو بكر, وعمر فلم يعطهما إياه. وأعطاه أبا دجانة. إلى غير ذلك مما لا مجال له هنا. ولسوف نشير إليه فيما يأتي إن شاء الله تعالى. حين الكلام على الغزوات المشار إليها. والغريب في الامر: أننا لم نر ولم نسمع: أن عمر, وأبا بكر, وعثمان قد قتل واحد منهم أحدا, أو بارز انسانا, وما ذكر من ذلك قد ثبت عدم صحته. كما أنه لم يجرح أي من هؤلاء ولا دميت له يد ولارجل في سبيل الله. مع أن أعاظم صحابته (صلى الله عليه وآله) قد أصيبوا في الله وضحوا في سبيله, الامر الذي يشير إلى أن هؤلاء كانوا شجعانا في الرخاء, غير شجعان عند اللقاء.
ثالثا: لقد أشرنا فيما سبق إلى أنه لم يجرؤ على أن يأخذ رسالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للمكيين في عام الحديبية, بحجة: أن بني عدي لا ينصرونه ان أوذى!! فمن كانت هذه فعاله في تلك المواقع الصعبة هل يحتاج إلى بني عدي, أو إلى غيرهم؟!.
رابعا: قال أبو سفيان في فتح مكة للعباس, حينما كانا يستعرضان الألوية, فمر عمر, وله زجل: يا أبا الفضل, من هذا المتكلم؟! قال: عمر بن الخطاب. قال: لقد أمر بني عدي بعد - والله - قلة وذلة. فقال العباس: يا أبا سفيان إن الله يرفع من يشاء بما يشاء, وإن عمر ممن رفعه الاسلام.
وخامسا: إنهم متفقون على أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان أشجع البشر دون استثناء, بل سيأتي أن بعضهم يحاول ادعاء أشجعية أبي بكر على سائر الصحابة - وإن كان سيأتي أن العكس هو الصحيح - ونحن نرى في حديث الهجرة أن النبي (صلى الله عليه وآله) يختفى في الغار, حذرا من المشركين, كما أن أبا بكر يخاف ويبكى, رغم كونه مع النبي الأكرم, الذي يتولى الله رعايته وحمايته, وظهرت له آنئذ الكثير من المعجزات الدالة على ذلك. وقد ذكر الله خوف وحزن أبي بكر في القرآن.
فكيف يخاف أبو بكر ويحزن مع أنه إلى جانب رسول الله الذي يتولى الله حمايته ورعايته, مع ادعاء محبي أبي بكر أنه أشجع الصحابة بعد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) - نعم كيف يخاف أبو بكر ولا يخاف عمر؟! ولماذا يعمل الرسول بالحزم, ويراعي جانب الحذر من قريش, ولا يفعل ذلك عمر بن الخطاب؟! ولماذا لم يحم عمر رسول الله (صلى الله عليه وآله), حتى يخرجه من مكة إلى المدينة؟!. ولماذا يرضى عمر للنبي (صلى الله عليه وآله) أن يتحمل كل هذه الصعاب والمشاق, حتى يتمكن من التخلص من الورطة التي هو فيها؟! بل إذا كان لعمر هذه الشجاعة والشدة؟ فلماذا يضطر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الهجرة,؟ فليحمه هذا البطل الشجاع, وليرد عنه بعض ما كانت قريش تؤذيه به؟!. ثم إننا لا ندري لماذا لم يحدثنا التاريخ عن موقف مماثل لحمزة بن عبد المطلب, أسد الله وأسد رسوله, الذي شج رأس أبي جهل شجة منكرة, وعز المسلمون باسلامه؟!. ولماذا يترك النبي والهاشميين محصورين في الشعب, يكادون يهلكون جوعا, ولا يجرؤ أحد على أن يوصل لهم شيئا من طعام؟!. لان عمر عند هؤلاء قد أسلم قبل الحصر في الشعب, وان كنا أثبتنا في ما تقدم بشكل قاطع: أنه قد أسلم قبل الهجرة بقليل. إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي لن تجد لها عند هؤلاء الجواب المقنع والمفيد.
ودمتم في رعاية الله