علي عدنان العلي - الكويت
منذ 4 سنوات

 العلم والدين لا يتعارضان

هناك من يقول أن العلم الحصولي لا ينفك عن العلم الحضوري بل هما متلازمان مثلاً الجهاز الذي أمامي هو علم حصولي وصورته علم حضوري، والعلم الحضوري مقتصر على الاحاسيس والشعور وما شابه. ما مدى صحة هذه المقولة ؟


الأخ علي عدنان العلي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك فرق بين العلمين في المنشأ ينبغي التنبّه له: فما كان صورته المنتزعة بأدوات الإحساس هي الحاضرة عند العالم ـ دون وجوده الخارجي ـ فهو علم حصولي، والصورة المذكورة هي المعلومة بالذات وفي نفس الوقت واسطة لمعرفة ذلك الوجود الخارجي. وما كان وجوده حاضراً ومعلوماً عند العالم من دون توسيط شيء أو صورة فهو علم حضوري كعلم الإنسان بنفسه. فإن قال قائل: إنّ العلم في هذا المثال أيضاً حصولي. قلنا: بأن هذا التوهّم باطل، إذ العلم الحصولي ـ كما وضحنّاه ـ يحتاج إدراكه إلى توسيط صورة تدلّ على الوجود الخارجي، فلو قلنا بهذا في المثال المذكور، يلزمنا تعيين صورة دالّة على الإنسان عند نفسه ، ثمّ نبحث عن نوعيّة العلم على هذه الصورة، فلو كان العلم عليها حضوري ثبت المطلوب، وإن قلنا بأنّه حصولي يحتاج هذا الآخر لمعرفته إلى صورة ذهنيّة أخرى، وهلّم جرّاً يتسلسل الأمر والتسلسل واضح البطلان. فالحلّ أن نقطع السبيل ونجزم بوجود نوع من العلم لا يحتاج في إدراكه إلى صورة توسيطيّة، بل انّه مجرّد حضور المعلوم والمدرَك عند العالم والمدرك، وهو الذي يسمى بالعلم الحضوري، ويختلف جذريّاً مع العلم الحصولي. ودمتم في رعاية الله