أحمد - البحرين
منذ 4 سنوات

 حدود علم الائمة (عليهم السلام) (1)

السلام عليكم.. عندي سؤال عن روايتين قد يفهم منهما أنّ الأئمّة(عليهم السلام) أنبياء بعد رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)... الأولى: ما ورد في (الكافي 1/272): ((الحسين بن محمّد، عن المعلّى بن محمّد، عن عبد الله بن إدريس، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره؟ فقال: يا مفضّل! إنّ الله تبارك وتعالى جعل في النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) خمسة أرواح: روح الحياة فبه دبّ ودرج، وروح القوّة فبه نهض وجاهد، وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، وروح الإيمان فبه آمن وعدل، وروح القدس فبه حمل النبوّة، فإذا قبض النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) انتقل روح القدس فصار إلى الإمام...)). الثانية: في (بصائر الدرجات: 446): ((أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن جابر الجعفي، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام): (يا جابر! إنّ الله خلق الناس ثلاثة أصناف، وهو قول الله تعالى: وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً  فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ  وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ  وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ  أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(الواقعة (56): 7 ــ 11)، فالسابقون هو رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخاصّة الله من خلقه، جعل فيهم خمسة أرواح أيّدهم بروح القدس، فبه بعثوا أنبياء، وأيّدهم بروح الإيمان فبه خافوا الله، وأيّدهم بروح القوّة فبه قووا على طاعة الله، وأيّدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وكرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذي يذهب به الناس ويجيئون...))). والظاهر أنّ سند رواية البصائر صحيح.. فقد يفهم من تلك الروايتين: أنّ روح القدس بها يبعث الأنبياء وهي مستمرّة في الأئمّة(عليهم السلام)، فكأنّ النبوّة لم تنتهي برسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم).. فنرجو توضيح هذا الإشكال، وذكر أقوال العلماء في هذا الأمر، وذكر مصادرها، للاستدلال بها مع المخالف. وجزاكم الله خير الجزاء.


الأخ أحمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مجرّد تسديد الأئمّة(عليهم السلام) بروح القدس لا يجعلهم أنبياء، فلا دلالة على أنّ روح القدس مختص بالأنبياء، وما ذكر في الرواية الأولى من أنّه (فبه حمل النبوّة)(الكافي 1: 272 كتاب الحجّة باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمّة عليهم السلام)، فلأن الكلام كان عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثمّ بعد ذلك ذكر انتقال روح القدس إلى الإمام، فلا يفهم من تلك العبارة أنّ كلّ من سدّد بروح القدس كان نبيّاً. أمّا الرواية الثانية، فقد ورد في (بحار الأنوار) كما ذكر في الهامش: أنّ في نسخة أخرى: (فيه عرفوا الأشياء) بدل: (فيه بعثوا أنبياء)(بصائر الدرجات: 466 الجزء التاسع، بحار الأنوار 25: 53 كتاب الإمامة)، وبذلك يرتفع الإشكال. وعلى فرض صحّة تلك النسخة التي بها (فيه بعثوا الأنبياء)، فانّ الظاهر حدوث سقط في الرواية، لأنّ الصفار روى رواية أخرى عن جابر وبنفس المضمون من تقسيم الناس على الطبقات الثلاث حسب الآية، قال: ((فأمّا ما ذكر من السابقين فهم أنبياء مرسلين وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح روح القدس وروح الإيمان وروح القوّة وروح الشهوة وروح البدن، وبيّن ذلك في كتابه حيث قال: تِلكَ الرُّسُلُ فَضَّلنَا بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ مِنهُم مَن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعضَهُم دَرَجَاتٍ وَآتَينَا عِيسَى ابنَ مَريَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ( البقرة (2): 253)، ثمّ قال في جميعهم (وأيدهم بروح منه) فبروح القدس (لاحظ هنا نهاية السقط) بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين...))، الرواية.(بصائر الدرجات: 466 الجزء التاسع). فلا إشكال في البين بعد أن نجمع بين كلّ الروايات المصرّحة، على أنّ السابقين يشمل الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام)، وأنّ روح القدس مع الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام)؛ فلاحظ! ودمتم في رعاية الله