حدود علم الأئمة (عليهم السلام) (2)
اليس هذا الأقوال : ولا ينافي ذلك كونهم عالمين منذ بدء خلقهم من الله (الشورى:52) أي ما كنت تعرافها بنفسك بل هو شيء عرفته بتعليم الله تعالى إياك منذ أول خلقتك (شرح أصول الكافي 4/142 الهامش). تخالف هذا الرواية : 30 - ير : أحمد بن محمد عنأبيه محمد بن عيسى عن عبدالله بن طلحة قال : قلت : لابي عبدالله عليه السلام : أخبرني يابن رسول الله عن العلم الذي تحدثونا به، أمن صحف عندكم،أم من رواية يرويها بعضكم عن بعض، أو كيف حال العلم عندكم ؟ قال : يا عبدالله الامر أعظم من ذلك وأجل، أما تقرأ كتاب الله ؟ قلت : بلى، قال : أما تقرأ : " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان " أفترون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان ؟ قال : قلت هكذا نقرؤها، (( قال : نعم قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله تلك الروح فعلمه بها العلم والفهم ))، وكذلك تجري تلك الروح، إذا بعثها الله إلى عبد علمه بها العلم والفهم (1) . ير : محمد بن عبدالحميد، عن منصور بن يونس، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله . (2) ير : إبراهيم بن هاشم عن أبي عبدالله البرقي عن ابن سنان أو غيره عن عبدالله بن طلحة مثله (3) موضع الشاهد : " قال : نعم قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله تلك الروح فعلمه بها العلم والفهم ))
الأخ أبا علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لابد لك من التفريق بين الحال والزمان، فلم يقل: قد كان في زمان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، حتى يصح الاعتراض بأن دلالة هذه الرواية تعارض ما نقلناه في جوابنا، فالحال الذي لم يكن يعلم فيه ما الكتاب ولا الايمان هو حال كونه بشرا محتاجا لتعليم الله تعالى، وإلا لكان عالما بذاته، وليس عالمٌ بذاته إلا الله عزوجل، وقد ضربنا مثلا للسبق الذاتي بحركة المفتاح في اليد، فقلنا أن الحركتين كانتا في زمان واحد مع أن حركة المفتاح متأخرة عن حركة اليد بالذات، ولو أردنا استعارة الفاظ الرواية للتعبير عن ذلك ولو تنزيلا لقلنا: أنه قد مر على المفتاح حال لا يدري ما الحركة وهو في اليد المتحركة، أي أن الحركة لم تكن من نفسه بل بتحريك اليد له، وإلا لو كان في حال يدري ما الحركة لكان متحركا في ذاته من دون حاجة إلى تحريك اليد له، فافهم. وهكذا حال النبي والإمام، فإنهما قد كانا في حال لا يدريان ما الكتاب ولا الايمان؛ أي أنهما لم يكونا عالمين بذاتيهما، بل هما محتاجان إلى التعليم، وأن الله تعالى قد علمهما عن طريق تلك الروح التي جعلها معهما، وهذا لا يدل على أن الروح قد فارقتهما في بعض الزمان حتى يصح الاعتراض بأن ذلك يدل على أنهما كانا جاهلين وقتا ما في أول أمرهما ثم علمهما الله تعالى عن طريق تلك الروح فأصبحا عالمين، بل هي لم تفارقهما أبدا منذ أول نشأتهما، وهذه الحال التي لم يكن يعلمان فيها الكتاب ولا الإيمان هي حال كونهما محتاجين في ذاتيهما إلى تعليم الله، كحال سائر الناس في الاحتياج اليه عزوجل. ودمتم في رعاية الله