محمد آل سعيد - العراق
منذ 4 سنوات

 حدود علم الائمة (عليهم السلام) (1)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما معنى قوله تعالى (( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم )) وكيف نرد على من يتهمنا بالغلو لأننا نقول أن الأئمة عليهم السلام عندهم علم الكتاب منذ ولادتهم بينما الآية تنفي-بدواُ- العلم بالكتاب والإيمان قبل الوحي عن النبي صلى الله عليه وآله


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معنى الآية أنه كما أوحينا الى الأنبياء من قبلك أوحينا اليك عن طريق روح القدس كما ورد في الروايات الكثيرة عن أئمتنا عليهم السلام وان ما عندك من المعارف والشرائع ليس مما أدركته بنفسك بل أمر من عندنا منزل عليك بالوحي، وليس معناه أنه لم يكن يعلم أو لم يكن مؤمناً قبل الوحي. وانما تريد الآية أن تبين الفرق بين حالته صلى الله عليه واله وسلم قبل الوحي وبعده. وأما الاشكال فقد أجاب الميرزا الشعراني على مثله بما يلي: لا يدعي أحد من الشيعة الإمامية أن النبي صلى الله عليه واله وسلم والأئمة عليهم السلام كانوا مستغنين عن الله تعالى، بل ندعي استغنائهم عن الخلق فقط، علمهم بتعليم الله اياهم ولم يكن علمهم عين ذاتهم فان هذه خاصة لواجب الوجود ولا ينافي ذلك كونهم عالمين منذ بدء خلقهم من الله تعالى، ولو لم يكن تعليمه اياهم لم يكونوا عالمين بذاتهم كما أن وجودهم من الله تعالى ولولا ايجاده لم يكونوا موجودين بذاتهم، فعدم علمهم مقدم على علمهم لان عدم علمهم ذاتي وعلمهم مقتبس من العلة وما بالذات مقدم على ما بالغير والآيتان لا تدلان على مضي زمان عليه صلى الله عليه واله وسلم وهو جاهل الا ان ادعى مدع اختصاص التقدم والتأخر عرفاً ولغة بالزمان وليس كذلك بل يطلقان على الذاتيين أيضا اذ لا يختلف أهل العربية في ان الفاء وثم تدلان على الترتيب، ومع ذلك يصح في اللغة أن يقال: تحركت اليد فتحرك المفتاح دون العكس مع كون الحركتين معا زمانا وتاخر حركة المفتاح عن حركة اليد ليس بالزمان بل بالذات. فثبت أن أهل العرف واللغة يعرفون معنى التأخر الذاتي ويستعملونه في كلامهم ولا يجب حمل جميع ماورد في الكتاب والسنة من الترتيب والتأخر على الزمان ولا يصح دعوى من يدعي اختصاص التأخر الذاتي بأصحاب العلوم النظرية وانه شيء لا يعرفه أهل اللغة والعرف، فقوله تعالى (( مَا كُنتَ تَدرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ )) (الشورى:52) أي ما كنت تعرافها بنفسك بل هو شيء عرفته بتعليم الله تعالى إياك منذ أول خلقتك (شرح أصول الكافي 4/142 الهامش). ودمتم في رعاية الله