تفسير آية
قال تعالى في سورة الممتحنة: ﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٨)﴾ ما تفسير الآية المتعلقة بالتعامل الحسن مع غير المسلمين؟
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب جاء في تفسير مجمع البيان، للشيخ الطّبرسي، ج٩، ص (٤٥٠): (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم) أي ليس ينهاكم الله عن مخالطة أهل العهد الذين عاهدوكم على ترك القتال، وبرهم ومعاملتهم بالعدل وهو قوله: (أن تبروهم وتقسطوا إليهم) أي وتعدلوا فيما بينكم وبينهم من الوفاء بالعهد، [عن الزجاج]. وقيل: إن المسلمين استأمروا النبي (صلى اللّٰه عليه وآله وسلم) في أن يبروا أقرباءهم من المشركين، وذلك قبل أن يؤمروا بقتال جميع المشركين، فنزلت هذه الآية، وهي منسوخة بقوله: (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) [عن ابن عباس والحسن وقتادة]. وقيل: إنه عنى بالذين لم يقاتلوكم من آمن من أهل مكة، ولم يهاجر، [عن قتادة]. وقيل: هي عامة في كل من كان بهذه الصفة، [عن ابن الزبير]. والذي عليه الاجماع أن بر الرجل من يشاء من أهل الحرب، قرابة كان أو غير قرابة، ليس بمحرم، وإنما الخلاف في إعطائهم مال الزكاة والفطرة والكفارات. فلم يجوزه أصحابنا، وفيه خلاف بين الفقهاء. وقوله: (أن تبروهم) في موضع جر بدل من الذين، وهو بدل الاشتمال، وتقديره: لا ينهاكم الله عن أن تبروا الذين لم يقاتلوكم (إن الله يحب المقسطين) أي العادلين. وقيل: يحب الذين يجعلون لقراباتهم قسطاً مما في بيوتهم من المطعومات. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه