مرتضى - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 حدود علم الائمة (عليهم السلام) (1)

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين .. اللهم عجل لوليك الفرج وحفه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين .. لدي صديق سني عزيز .. وهو انبهر بشخصية وهابية هزيلة جداً  لكنه يراه أسد أهل السنة !! على كل حال اتفقنا على ان نتناقش فطرح علي هذا السؤال .. ان في الكافي رواية وهي الإمام الصادق (عليه السلام) مع اصدقاءه ذهب إلى مكانٍ ما فسألهم هل توجد عين ( جاسوس ) فقالوا لا فقال أننا نعلم علم ما كان ويكون وعلم ما بين السماء والأرض .. قلت له هذا العلم بأذن الله وهذا العلم يفيضه الله على أهل البيت عليهم السلام لأمر هو يعلمه ولحكمة هو يعرفها ..وقلت له هذا حذيفة رضوان الله عليه مسلم ينقل انه عنده علم ما يكون إلى قيام الساعة .. فقال لي ومن يقول هذا حديث صحيح ؟ أفهمته بأنهم السنة يعتبرون صحيح مسلم والبخاري 100% صحيح ولكنه أجابني بالصمت ولا أدري ما في قلبه حول هذا الأمر ( صحة الصحيحين ) .. وقلت له ان الله تعالى قال في القرآن الكريم وما تلك بيمينك ياموسى ؟ مع ان الله يعرف ما بيده ولكنه قال لي هذا ليس كهذه الرواية هذا الله !! أردت ان اجيبه برسالة لكن الله ألقى في قلبي أن أراسلكم وأرسل جوابكم أليه .. وهذا عشمي فيكم أساتذتي وأعزائي حفظكم الله وسددكم .. على كل حال  ولا أريد ان أتجاوز حدودي فانا تلميذ ( ان قبلتموني ) ولكن ارجوا ان تسمحوا لي بان اعلق أيضاً .. بان هناك  شواهد من السنة النبوية على صاحبها وآله الآف الصلاة والسلام .. النبي صلى الله عليه واله يقول أليستُ أولى بكم من أنفسكم؟ ويسألهم .. ما معناه .. أننا ببلد حرام بيوم حرام ؟؟ هكذا على ما أذكر .. وهذه الأسألة كلها عند الله عز وجل ورسوله صلى اله عليه واله معلومة .. فضلاً عن كون هذا من أساليب البلاغة وللأسف لا اعرف حول هذا الأسلوب شيء إلا القليل .. أعتقد أسمه اللفيف والتقدير .. على كلٍ .. هذا سؤالي وانتظر جوابكم .. تحياتي لكم.


الأخ مرتضى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1- الرواية المذكورة من الكافي حكم عليها المجلسي بالضعف في مرآة العقول, ولكن هذا لا يعني عدم الاعتقاد بعلم أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لما كان وما يكون ويعلمون ما بين السماء والأرض لوجود روايات عديدة مستفيضة بحيث لا يمكن ردها تنص على هذا المعنى, يمكنك الاستشهاد بها. 2- إن ما أوردته على صاحبك السني من نقوضات صحيحة وفي محلها فليس السؤال عن شيء أو طلب الحصول على معرفةٍ ما, يدل على الجهل بذلك الشيء أو المعرفة, وإنما هناك أغراض أخرمختلفة منها تقرير السامعين على معنى معين كما في سؤال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ومنها الالفات إلى شيء ما لترتيب قضيّة عليه كما في قوله تعالى (( ما تلك بيمينك يا موسى )) وليس هناك فرق من هذه الجهة بين الله وغيره بعد فرض وجود العلم المسبق ومنها التاكيد على معنى معين كما في قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (إننا ببلد حرام بيوم حرام..) ومنها اخبار المخاطبين بمعنى آخر وراء العلم بالشيء عن طريق العمل لا الإخبار فقط كما في هذه الرواية عن الكافي فإن الإمام (عليه السلام) أراد تعليمهم وافهامهم أهمية التقية وإن يحرصوا على عدم إفشاء سرّ الأئمة (عليهم السلام) أمام المخالفين خاصة مثل هذا المطلب وهو علمهم بكل شيء. 3- لقد أجاب علمائنا على ما ورد من إشكال في هذه الرواية بخصوص سؤال الإمام عن العين وكيف لا يعلم به وهو يعلم بكل شيء, فقالوا أن الأئمة (عليهم السلام) مكلفين بالعمل بالظاهر العام في تصرفاتهم العامة, لا استخدام علمهم الموهوب من الله في ذلك وأن هذا العلم له موارده الخاصة المستخدم فيه وأمّا في العادة فهم يتصرفون كغيرهم ومنها ما ذكرناه في النقطة السابقة من أنه أراد (عليه السلام) تعليم أصحابه التقيّة وأهميتها. وارجع إلى صفحتنا تحت عنوان: (علم المصعوم). ودمتم في رعاية الله

1