حدود علم الائمة (عليهم السلام) (1)
قرأنا أن علم الأنبياء و الأئمة "ع" ينقسم إلى ناسوتي و لاهوتي ، الرجاء شرح هذين القسمين مع الأمثلة إن أمكن .
الأخ جمال أحمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن علم الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) قد يكون من مبدأ الوحي بلا واسطة أو بواسطة , فهذا علم الهي , أو قد يعبّر عنه البعض بعلم لاهوتي . وقد يكون منشأ علمهم الطرق المتعارفة والمألوفة عند الناس , وهذا علم عادي , وقد يسميه البعض بعلم ناسوتي . ثم إن القسم الاول هو المايز بين المرتبطين بعالم الوحي وغيرهم , إذ لا إشكال في عدم طرق الخطأ والزلل في هذا العلم , ومن ثم سوف يكون عالمه معصوماً من جميع الجهات , كما هو واضح بأدنى تأمل. ومن هذا القسم , علم الأحكام والعقائد والمعارف الالهية . وأما القسم الثاني , فيحصل من مقدمات عادية ومتداولة , وهذا القسم يشمل العلم بالموضوعات الصرفة التي لا علاقة لها بأصل الدين والوحي , فالنبي أو الامام (ع) يتصرف في مورده بمعونة القواعد العقلية والعرفية . وهذا القسم وإن كان يحتمل فيه الخطأ والخلل عند الناس بصورة عامة , إلا أن المصلحة الالهية تقتضي نفي هذا الاحتمال بالنسبة للنبي والامام (ع) , وهذه المصلحة هي حفظ مكانة المعصوم (ع) في أعين الناس عن مطلق السهو والخطأ , ولأن التمييز بين الأحكام والموضوعات ليس أمراً سهلاً عند الجميع , فينبغي سد باب الاحتمال لئلا يكون إغراءاً لهم في المقام . ودمتم في رعاية الله