عبد الله - السعودية
منذ 4 سنوات

 حدود علم الائمة (عليهم السلام) (1)

س1- ما رايكم في هذي الروية التي يتبر الامام الحجة المهدي عليه السلام من الذين يقلون بأن الامام يعلم الغيب روى الطبرسي في كتاب [الاحتجاج‏] قال: وَمِمَّا خَرَجَ عَن صَاحِبِ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ - رَدّاً عَلَى الغُلَاةِ - مِنَ التَّوقِيعِ جَوَاباً لِكِتَابٍ كُتِبَ إِلَيهِ عَلَى يَدَي مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هِلَالٍ الكَرخِيِّ يَا مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ, تَعَالَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَمَّا يَصِفُونَ, سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ لَيسَ نَحنُ شُرَكَاءَهُ فِي عِلمِهِ, وَلَا فِي قُدرَتِهِ‏, بَل لَا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرُهُ كَمَا قَالَ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (( قُل لا يَعلَمُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ الغَيبَ إِلَّا اللَّهُ )) وَأَنَا وَجَمِيعُ آبَائِي مِنَ الأَوَّلِينَ آدَمُ وَنُوحٌ وَإِبرَاهِيمُ وَمُوسَى وَغَيرُهُم مِنَ النَّبِيِّينَ وَمِنَ الآخِرِينَ, مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَعَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ وَغَيرُهُم مِمَّن مَضَى مِنَ الأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ إِلَى مَبلَغِ أَيَّامِي وَمُنتَهَى عَصرِي عَبِيدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (( وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى‏ قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمى‏ وَقَد كُنتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى‏ )) يَا مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ قَد آذَانَا جُهَلَاءُ الشِّيعَةِ وَحُمَقَاؤُهُم وَمَن دِينُهُ جَنَاحُ البَعُوضَةِ أَرجَحُ مِنهُ. وَأُشهِدُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَكَفَى بِهِ شَهِيداً وَمُحَمَّداً رَسُولَهُ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَنبِيَاءَهُ وَأَولِيَاءَهُ وَأُشهِدُكَ وَأُشهِدُ كُلَّ مَن سَمِعَ كِتَابِي هَذَا أَنِّي بَرِي‏ءٌ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ مِمَّن يَقُولُ إِنَّا نَعلَمُ الغَيبَ أَو نُشَارِكُ اللَّهَ فِي مُلكِهِ أَو يُحِلُّنَا مَحَلًّا سِوَى المَحَلِّ الَّذِي نَصَبَهُ اللَّهُ لَنَا وَخَلَقَنَا لَهُ أَو يَتَعَدَّى بِنَا عَمَّا قَد فَسَّرتُهُ لَكَ وَبَيَّنتُهُ فِي صَدرِ كِتَابِي وَأُشهِدُكُم أَنَّ كُلَّ مَن نَتَبَرَّأُ مِنهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَبرَأُ مِنهُ وَمَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ وَأَولِيَاءَهُ. وَجَعَلتُ هَذَا التَّوقِيعَ الَّذِي فِي هَذَا الكِتَابِ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ وَعُنُقِ مَن سَمِعَهُ أَن لَا يَكتُمَهُ مِن أَحَدٍ مِن مَوَالِيَّ وَشِيعَتِي حَتَّى يَظهَرَ عَلَى هَذَا التَّوقِيعِ الكُلُّ مِنَ المَوَالِي, لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَتَلَافَاهُم فَيَرجِعُونَ إِلَى دِينِ اللَّهِ الحَقِّ وَيَنتَهُونَ‏[8] عَمَّا لَا يَعلَمُونَ مُنتَهَى أَمرِهِ, وَلَا يَبلُغُ مُنتَهَاهُ؛ فَكُلُّ مَن ‏فَهِمَ كِتَابِي وَلَم يَرجِع إِلَى مَا قَد أَمَرتُهُ وَنَهَيتُهُ فَلَقَد حَلَّت عَلَيهِ اللَّعنَةُ مِنَ اللَّهِ وَمِمَّن ذَكَرتُ مِن عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ[9] ونخرج من هذا النص بعدة أمور: 1- أن هذا الكتاب كان رداً على الغلاة كما فهمه الراوي أو الطبرسي. 2- نفي علم الغيب عن الأئمة وعن الأنبياء عليهم السلام. 3- أنهم عبيد الله ولا يشاركونه في علم الغيب ولا الخلق ولا الرزق. 4- أن من يدعي مثل هذه الأمور لهم يؤذيهم وهو من الجهلاء والحمقاء. 5- أن من يدعي مثل هذه الأمور للأئمة فهو ضعيف الدين وخفيف إلى حد أن جناح البعوضة أقوى منه. يعني من صفات المغالي انه يعتقد ان الائمة بعلم الغيب س2- ما ريكم في هذي الروية قال: أخبرني الحسين بن أحمد بن المغيرة(1) قال: أخبرني أبومحمد حيدر بن محمد السمرقندي قال: أخبرني أبوعمر ومحمد بن عمرو الكشي قال: حدثنا حمدويه بن نصير قال: حدثنا يعقوب بن يزيد, عن ابن أبي عمير, عن ابن المغيرة قال: كنت أنا ويحيى بن عبدالله بن الحسن عند أبي الحسن عليه السلام فقال له يحيى, جعلت فداك إنهم يزعمون أنك تعلم الغيب, فقال: سبحان الله, ضع يدك على رأسي فوالله ما بقيت شعرة فيه و [ لا ] في جسدي إلا قامت, ثم قال: لا والله ما هي إلا وراثة عن رسول الله صلى الله عليه وآله) الامالي للمفيد المجلس الثالث وايضاء روية اخرى الإمام علي (ع) فيما روي عنه عن بعض الأشياء الغيبية, بعد أن قالوا له: هل هذا علمُ غيب؟ فقال: "لا, ولكنه علمٌ من ذي علم", أي أنَّني تعلَّمت ذلك من رسول الله, مما علمه الله, وهو القائل أيضاً: "علّمني رسول الله ألف بابٍ من العلم فُتح لي من كل باب ألف باب". وهذا يعنى انه علم وراثي وليس علم غيب؟ فما رايكم ارجو اقناعي با الدليل والبرهان لاني متخبط !


الأخ عبد الله المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جواب السؤال الأول: يجب أن نفرق بين أن المعصوم عنده علم الغيب باستقلاله, وبدون إلهام وتعليم من الله تعالى, أي أنه في مقابل علم الله, وبين أن الله تعالى يعلم الغيب إلى الرسول (صلى الله عليه وآله), وإلى المعصوم أي أن المعصوم يتعلم بتعليم من الله والرسول, والمعنى الأول هو الذي ينفيه التوقيع الصادر لمحمد بن علي بن هلال الكرخي (الاحتجاج2/288). ودون المعنى الثاني ويتضح ذلك من خلال بعض القرائن الموجودة في نفس الرواية من قبيل استشهاد الإمام (عليه السلام) بقوله تعالى: (( قُل لا يَعلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ الغَيبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشعُرُونَ أَيَّانَ يُبعَثُونَ )) (النمل:65). وكذلك قوله (عليه السلام): ((إني بريء إلى الله وإلى الرسول ممن يقول: أنا نعلم الغيب ونشاركه في ملكه)), وهو ظاهر في نفي العلم الاستقلالي ـ أي بلا تعليم من الله - والملك الاستقلالي - أي بلا تمليك من الله ـ. أما تعلم الغيب للمعصوم من علاّم الغيوب, فهذا مما لا أشكال فيه, قال تعالى: (( عَالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلَى غَيبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارتَضَى مِن رَسُولٍ.. )) (الجـن:26-27). وكما أن النبوة هي خلافة الله فان الإمامة هي خلافة النبوة, وقال أمير المؤمنين (عليه السلام: (علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألف باب من العلم ففتح كل باب ألف باب), خصه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مكنون سره بما يخص أمير المؤمنين (عليه السلام) أكرم الخلق عليه فكما خص الله نبيه (صلى الله عليه وآله) خصّ نبيّه (صلى الله عليه وآله) أخاه علياً من مكنون سره بما لم يخص به أحداً من قومه, حتى صار إلينا فتوارثنا من دون أهلنا) بحار الأنوار46/308. جواب السؤال الثاني: إن الإمام (عليه السلام) في رواية ابن أبي عمير (أنظر أمالي الشيخ المفيد ص23), ينفي العلم الغيبي الاستقلالي ولا ينفي تعلم الغيب بل أن الرواية تثبت أن علم الإمام بما فيه تعلمه للمغيبات يكون من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بوراثة أو غير ذلك, ويؤيد ذلك أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام), يقول: (إنما هو تعلم من ذي علم) بعد أن سأله رجل من علمه بالغيب (راجع شرح أصول الكافي 6/30) أي أن الإمام تعلم من رسول (صلى الله عليه وآله) وليس علمه للغيب باستقلال عن تعليم الرسول وتعليم الله, ونشير إلى أن علم الإمام إذا كان وراثة فأن هذا العلم الوراثي يشتمل على علم الغيب فلا منافاة لأن أصله تعليم من الله تعالى. ودمتم في رعاية الله

3