حديث لا يحبك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق، ومن سب عليا .. لا يدخل فيه معاوية بالنفاق والنصب، لانّه الخلاف بين معاوية والإمام علي كان متعلق بأمور الدنيا أمر دنيوي وخلاف سياسي لا علاقة له بالنصب والنفاق، فهل توجد اثباتات عندكم إنّ معاوية كان يحارب الإمام علي من ناحية الدين وسنة النبي؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
١- فكرة ان الذي يبغض ويُحارب اهل البيت لامر دنيوي هو ليس ناصب هي فكرة جاء بها ابن تيمية حتى يُخرج معاوية وغيره ممن حارب امير المؤمنين بان حربهم بالحقيقة هي حرب لرسول الله (صلى الله عليه واله )
٢- امير المؤمنين لم يحارب الا لاجل الدين ما كان حربه من اجل السلطة فهي كذلك من نفاق ابن تيمية ، بل كان في حربه علامة لمنافقي عصره لحديث رسول الله (صلى الله عليه واله ) بانه يُحارب على تاويل القران كما حارب النبي على تنزيله
١- روى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله، فرمى به إلى علي رضي الله عنه، فقال: إن منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القران كما قاتلت
على تنزيله، قال أبو بكر: أنا، قال: لا، قال عمر: أنا، قال: لا، ولكن خاصف النعل (1).
كما روى احمد في مسنده والحاكم في المستدرك
٢- وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي سعيد قال: كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم، فانقطع شسع نعله، فتناولها علي يصلحها، ثم مشى، فقال: إن منكم لمن يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله، قال أبو سعيد:فخرجت فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكبر به فرحا، كأنه قد سمعه (2).
وأخرجه الإمام أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك (3).
٣- وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن منكم من يقاتل على تأويله، كما قاتلت على تنزيله، قال: فقال أبو بكر وعمر أنا هو، فقال صلى الله عليه وسلم: لا، ولكن خاصف النعل (4).
٤- وروى الحاكم في المستدرك بطريقين عن أبي سعيد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانقطعت نعله، فتخلف علي يخصفها، فمشى قليلا، ثم قال: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله. فاستشرف لها القوم، وفيهم أبو بكر وعمر، قال أبو بكر: أنا هو؟ قال: لا، قال عمر: أنا هو؟ قال: لا، ولكن خاصف النعل - يعني عليا - فأتيناه، فبشرناه، فلم يرفع به رأسه، كأنه قد كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (5).
٥ - وفي رواية أخرى عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه، قال: كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا بعده، فانقطعت نعله، فتخلف علي يخصفها، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضينا معه، فقال صلى الله عليه وسلم: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله، فاستشرفنا لها، وفينا أبو بكر وعمر، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لا، ولكنه خاصف النعل (٦).
٦- أخرجه أحمد في المسند والفضائل، وقال الشوكاني في در السحابة:
أخرجه أحمد بإسناد رجاله رجال الصحيح، فطر بن خليفة وهو ثقة، وأخرجه الحاكم في المستدرك، وقال صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي:
وأخرجه ابن أبي شيبة (12 / 64) والبغوي في شرح السنة، وأبو نعيم في الحلية، وابن المؤيد في فرائد السمطي، وابن حباه (544 موارد) والقطيعي في زوائد الفضائل (٧).
٧- وروى ابن الأثير في أسد الغابة (٨) بسنده عن عامر الشعبي عن عبد الرحمن بن بشير قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال: ليضربنكم رجل على تأويل القرآن، كما ضربتكم على تنزيله، فقال أبو بكر: أنا هو؟ قال: لا، قال: عمر: أنا هو؟ قال: لا، ولكن خاصف النعل، وكان علي يخصف نعل النبي.
٨- وقال السيوطي في الخصائص الكبرى: وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي سعيد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانقطعت نعله، فتخلف علي يخصفها، فمشى قليلا، ثم قال: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما
قاتلت على تنزيله، فقال أبو بكر: أنا، قال: لا، قال عمر: أنا، قال: لا، ولكن خاصف النعل (٩).
ولو استقصينا الحديث لطال بنا المقام وبما ذكرنا كفاية للبيب
٣- كان قتال امير المؤمنين لم حاربه بامر رسول الله (صلى الله عليه واله ) كما امر اصحابه ان تنحاز وتُحارب من يحاربه امير المؤمنين
روى هذا الحديث عدّة من الصحابة والتابعين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله), وقد ذكرت هذا الحديث عدّة من مصادر الفريقين, نذكر لك بعض الروايات من كتب أهل السنة :
1- روى الحاكم باسناده عن عتاب بن ثعلبة : حدثني أبو أيّوب الأنصاري في خلافة عمر بن خطاب, قال : أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.(١٠)
2- وروى باسناده عن أبي أيوب الأنصاري ( رضي الله عنه ), قال : سمعت النبي (صلى الله عليه) يقول لعلي بن أبي طالب: تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات والنهروانات وبالسعفات, قال أبو أيوب : قلت يا رسول الله مع من تقاتل هؤلاء الأقوام ؟ قال : مع علي بن أبي طالب. (١١)
3- روى الحمويني بأسناده عن أبي سعيد الخدري قال : أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين, فقلنا يا رسول الله, أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من نقاتلهم ؟ قال : مع علي بن أبي طالب, معه يقتل عمار بن ياسر (١٢) وكان عمار يوم صفين كراية يتسدلون بها على اي الفريقين على هدى وايهم على ضلال
يقول النوويُّ: «وكانت الصحابة يوم صفِّين يتبعونه -أيْ: عمَّار- حيث توجَّه؛ لعلمهم بأنه مع الفئة العادلة لهذا الحديث» ويقصد النووي حديث (عمار تقتله الفئة الباغية
عن عبدالله بن سلمة قال: "رأيت عمارا يوم صفِّين، شيخا كبيرا، آدم طوالا، آخذا الحربة بيده ويده ترعد، فقال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات، وهذه الرابعة، والذي نفسي بيده، لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعرفت أن مصلحينا على الحق، وأنهم على الضلالة".(١٤)
وللحديث مصادر اخرى
٣- الحديث عام فكل يبغض علي فهو منافق سواء كان لامر دنيوي أو ديني كالذي من يبغض رسول الله لا يختلف حكمه سواء كان لامر دنيوي أو ديني
ودمتم بحفظ الله ورعايته
____________
١- تهذيب الخصائص ص 88.
٢- فضائل الصحابة 2 / 627.
٣-مسند الإمام أحمد 3 / 82، المستدرك للحاكم 3 / 122.
٤- المسند 3 / 33.
٥- المستدرك للحاكم 3 / ١٢٢
٦- المسند 3 / 182.
٧- الشوكاني: در السحابة ص 225، المستدرك للحاكم 3 / 123، البغوي: شرح السنة 10 / 33، حلية الأولياء 1 / 67، ابن المؤيد: فرائد السمطين 1 / 159، 160، 161، 280، القطيعي:
زوائد الفضائل (1071)، ابن كثير: البداية والنهاية 7 / 305.
٨- ابن الأثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة 3 / 429 (دار الشعب - القاهرة 1970).
٩-السيوطي: الخصائص الكبرى 2 / 138.
١٠- المستدرك على الصحيحين 3 / 139
١١- المستدرك على الصحيحين 3 / 139
١٢- فرائد السمطين 1 / 281
١٣- تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٣٨).
١٤- أخرجه أحمد (١٨٨٨٤)، وابن حبان (٧٠٨٠) .