تكرار الخطأ بعد التوبة وقبولها من الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ١- ما تفسير هذه الآية: إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّمۡ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِيَهۡدِيَهُمۡ سَبِيلَۢا ١٣٧ ٢- مشكلتي أتوب وأرجع إلى المعصية في كل مرة ووقعت في الخطأ خمس مرات تقريباً، وفي كل مرة أندم، فهل سيقبل الله توبتي حتى وإذا تكرر الخطأ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب أمّا السؤال الأوّل: فقد ذكر الشيخ الطّبرسي في تفسير مجمع البيان: المعنى: ثم قال تعالى (إن الذين آمنوا ثم كفروا) قيل في معناه أقوال أحدها: إنه عنى به الذين آمنوا بموسى، ثم كفروا بعبادة العجل، وغير ذلك (ثم آمنوا) يعني النصارى بعيسى (ثم كفروا) به (ثم ازدادوا كفرا) بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، عن قتادة. وثانيها: إنه عنى به الذين آمنوا بموسى، ثم كفروا بعد موسى، ثم آمنوا بعزير، ثم كفروا بعيسى، ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، عن الزجاج، والفراء. وثالثها: إنه عنى به طائفة من أهل الكتاب، أرادوا تشكيك نفر من أصحاب رسول الله، فكانوا يظهرون الايمان بحضرتهم، ثم يقولون: قد عرضت لنا شبهة أخرى فيكفرون، ثم ازدادوا كفرا بالثبات عليه إلى الموت، عن الحسن، وذلك معنى قوله تعالى: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون). ورابعها: إن المراد به المنافقون، آمنوا ثم ارتدوا، ثم آمنوا ثم ارتدوا، ثم ماتوا على كفرهم، عن مجاهد، وابن زيد. وقال ابن عباس: " دخل في هذه الآية كل منافق كان في عهد النبي، في البحر والبر ". (لم يكن الله ليغفر لهم) بإظهارهم الايمان، فلو كانت بواطنهم كظواهرهم في الايمان، لما كفروا فيما بعد (ولا ليهديهم سبيلا) معناه: ولا يهديهم إلى سبيل الجنة، كما قال فيما بعد: ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم. ويجوز أن يكون المعنى أنه يخذلهم، ولا يلطف بهم، عقوبة لهم على كفرهم المتقدم(١). أما سؤالكم الثاني بخصوص التوبة : فقد رُوي في نهج البلاغة أنّ قائلاً قال بحضرة أمير المؤمنين عليه السلام: أستغفر الله، فقال له عليه السلام: ثكلتك أُمُّك! أتدري ما الاستغفار؟! إنّ الاستغفار درجةُ العِلّيين وهو اسم واقع على ستة معان: أوّلها: الندم على ما مضى. الثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً. والثالث: أن تؤدّيَ إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله سبحانه ليس عليك تَبِعة. الرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيَّعتها فتؤدّيَ حقَّها. والخامس: أن تعمد إلى اللّحم الذي نبت على السُّحت فتذيبَه بالأحزان حتى تُلصِقَ الجلد بالعظم وينشأَ بينهما لحم جديد. والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول: أستغفر الله(٢). ودمتم في رعاية الله ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ ١-(الطّبرسي،مجمع البيان،ج٣،ص٢١٦). ٢-(حكمة رقم 417، أنظر نهج البلاغة، الملحق بالمعجم المفهرس، ص224).