وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلاً وسهلاً بكم في برنامج المجيب
حوَّاء مؤنث أحوى من الفعل حوّ
والأحوى ما شاب حمرته أو خضرته سواد
اي من شدت الإحمرار يشوب لونه سواداً للناظر
ويقال لسمرة الشفة رجل احوى وأمرأة حواء وهي الحمراء التي تضرب على السواء
﴿فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحوى﴾ [الأعلى: ٥] الحُوّه: سواد إلى خضرة، أحمرة إلى سواد. و الأحوى: الأخضر الغضُّ يضرب إلى السواد من شدة الخضرة و الري.
فيمكن أن تكون سميت حواء لغضاضتها ونضارته وحسن جمالها سميت حواء كونها حمراء بها سُمرة
ويمكن إن تكون من القبض
حَوَّيْتُ، أُحَوِّي، حَوِّ، مصدر تَحْوِيَةٌ
حَوَّى السِّكِّينَ : قَبَضَهُ
حَوَّى الشَّيْءُ : اِنْقَبَضَ
وسئمت حواء لأن الله قبضها وخلقها من شيء آخر
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) قال :وإنما سميت حواء حواء لأنها خلقت من الحيوان .(١)
اي قبضت وكوّنت من شئ آخر
عن أبو المقدام: سألت أبا جعفر (عليه السلام) من أي شئ خلق الله حواء -: أي شئ يقول هذا الخلق؟ قلت: يقولون: إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم. فقال: كذبوا، كان يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك يا بن رسول الله من أي شئ خلقها؟ فقال: أخبرني أبي عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله: إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه - وكلتا يديه يمين - فخلق منها آدم، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء.(٢)
وفي خبر ابن سلام سأل النبي (صلى الله عليه واله )قال: فأخبرني عن آدم خلق من حواء أو خلقت حواء من آدم؟ قال: بل حواء خلقت من آدم، ولو كان آدم خلق من حواء لكان الطلاق بيد النساء، ولم يكن بيد الرجال.
قال: فمن كله خلقت أم من بعضه؟ قال: بل من بعضه، ولو خلقت من كله لجاز القصاص في النساء كما يجوز في الرجال.
قال: فمن ظاهره أو باطنه؟ قال: بل من باطنه، ولو خلقت من ظاهره لانكشفن النساء كما ينكشف الرجال، فلذلك صار النساء مستترات.
قال: فمن يمينه أو من شماله؟ قال: بل من شماله، ولو خلقت من يمينه لكان للأنثى كحظ الذكر من الميراث، فلذلك صار للأنثى سهم وللذكر سهمان، وشهادة امرأتين مثل شهادة رجل واحد.
قال: فمن أين خلقت؟ قال: من الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر.(٣)
فالروايات التي ترد إن الله خلق حواء من ضلع ادم اي من الطينة التي بقت من آدم وكان أخر ما خلقه الله من ضلعه الأيسر فيُعبر خلقها من ضلعه مسامحةً لكون ضلعه آخر ما خُلق
وأحتمل العلامة المجلسي بأن أسم حواء مشتق من لفظ يدل على الحياة في اللغات الاولى كالعبريّة والسريانية قال (وأما اشتقاق حواء من الحي أو الحيوان لكون الأولى واويا " والآخريان من اليائي يخالف القياس، ويمكن أن يكون مبنيا على قياس لغة آدم عليه السلام، أو يكون مشتقا " من لفظ يكون في لغتهم بمعنى الحياة، مع أنه كثيرا " ما يرد الاشتقاق في لغة العرب على خلاف قياسهم فيسمونه سماعيا " وشاذا فليكن هذا منها.(٤)
وما احتمله العلامة المجلسي رضوان الله عليه صحيح فعند البحث في اللغة العبرية تجد إن حواء مشتق من الحياة أو العيش أو الحي.
ودمتم بحفظ الله ورعايته
---------------
١-ميزان الحكمة - ج ٤ - ص ٣٠٢٧
٢-ميزان الحكمة - ج ٤ - ص ٣٠٢٧
٣-بحار الأنوار- ج ١١ - ص ١٠١
٤- بحار الأنوار- ج ١١ - ص