علم الرجال عند الشيعة
قال الألباني في السلسلة الصحيح ج5 حديث 2487 صفحة 639 قد خبط عبد الحسين الشيعي في " مراجعاته " (ص 180) في تخريج هذا الحديث خبطا عجيبا، فقال بعدما عزاه للحاكم وأحمد : " وأخرجه البيهقي في " شعب الإيمان "، وسعيد بن منصور في " سننه "، وأبو نعيم في " حليته "، وأبو يعلى في " السنن "، 2585 في ص 155 من الجزء 6 من (الكنز) " . قلت : وهذا مما يدل على جهله البالغ بكتب الحديث، وقلة تحقيقه، فإن الحديث في " الكنز " الذي أشار إليه مرموز له فيه بـ (حم ع هب، ك حل ص) . وقد وقع في رمز (هب ص) تصحيف، والصواب (حب، ض) كما في " الجامع الكبير " للسيوطي (1 / 223 / 2)، وبناء على ذلك التصحيف الذي لم يتنبه له الشيعي جاء منه ذلك العزو الذي لا أصل له : " البيهقي في شعب الإيمان وسعيد بن منصور في سننه " ! فإن قيل : لا لوم على الشيعي في ذلك، لأنه فسر الرمز الذي رآه في الكتاب، وليس كل من ينقل من كتاب ما يكلف أن يحقق في نصوصه ورموزه . فأقول : هذا حق، ولكن في ترتيب الرموز الواقعة في " الكنز " ما يشعر العالم بأن فيها تحريفا دون أن يكلفه ذلك مراجعة ما، فرمز (هب، ك، حل، ص) غير معقول ولا مهضوم عند أهل العلم، لأن (هب) المرموز به للبيهقي هو تلميذ (ك) المرموز به للحاكم فكيف يقدم التلميذ على شيخه في الذكر ؟ ولاسيما وكتاب شيخه معدود في " الصحاح "، بخلاف " شعب البيهقي " . ولأن (ص) المرموز به لسعيد بن منصور، هو أعلى جميع المرموز لهم، فكيف يؤخر عنهم وهو مقدم عليهم ؟ ! ولكن الصواب كما ذكرنا (ض)، وهو رمز للضياء المقدسي في " المختارة " . فلو كان عند الشيعي معرفة بتراجم أئمة الحديث لكان ذلك كافيا في صيانته من هذا الخبط العجيب السؤال : 1) ما هو مذهب الألباني ؟ 2) هل يعد تبيينه لهذه (النكتة) انتصارا لمذهبه على مذهب الشيعة؟ 3) هل هناك من الشيعة من أرى الناس هذه (النكتة) ؟ 4) هل تعد هذه (النكتة) في صف الألباني وعبقريته وذكائه ؟ أرجو الجواب
الأخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الالباني من المحدثين المتاخرين وهو على مذهب اهل السنة والجماعة. وعلى فرض صحة ما يقول فان هذا لا يغير شيئا فالحديث اعترف هو بصحته واورده في السلسلة الصحيحة من الاحاديث ولكن لما اعيتهم الحيلة في الرد على الحديث بدؤا يبحثون عن هذه الجزئيات التي لا تغير شيئا وهذا كثيرا ما يحصل منهم فيقال انكم ايها الشيعة تكذبون فنقول لهم كيف ذلك؟ فيقولون ان هذا الحديث موجود في الصفحة الكذائية لا الصفحة الكذائية او يقولون انه موجود في البخاري مثلا وليس في مسلم ونحن نقول ان الذي يحترم عقله لا يناقش في هذه المطالب الجانبية التي وقع الخلل فيها بكتبهم فالاحرى بالاعتراض ان يكون على صاحب الكنز لا على صاحب المراجعات، هذا كله على فرض صحة ما يقوله الالباني والا فهناك من يرى ان تعليقات الالباني واعتراضاته الكثير منها باطلة ففي كتاب تناقضات الالباني الواضحات للسقاف ج1 ص16 قال: الألباني يخطئ المحدثين والحفاظ في عزوهم أحاديث لبعض كتب السنة صراحة أو إشارة ويوهمهم مع كون تلك الأحاديث موجودة فيها اعلم أن الألباني يعيب أو يخطئ الحافظ السيوطي فضلا عن غيره من أكابر الحفاظ عزوهم للحديث إلى كتاب معين مع أنهم مصيبون في ذلك، لكن يقع له ذلك لقصور نظره وعدم الاهتداء لمكان وجوده وقال في ج1 ص23 : الألباني يعزو الحديث إلى بعض كتب الحديث مع كون الحديث غير موجود فيها وليعلم أن الشيخ الألباني يعزو في مواضع كثيرة الأحاديث إلى كتب ومراجع مع أن الأحاديث غير موجودة فيها، وخصوصا في (صحيح الجامع وزيادته) و (ضعيف الجامع وزيادته) تابعا ومقلدا في ذلك الحافظ السيوطي والشيخ النبهاني دون تمحيص أو تحقيق ! علما بأنه تدارك ذلك في أحاديث قليلة جدا فنبه عليها في الحاشية، وأما القسم الأكثر والأكبر فقد تابع غالطا فيه أصحاب الأصل، فلو قال هذا ليس غلطي هو غلط صاحب الأصل ! قلنا له : ليس كذلك، لأنك وضعت اسمك عليه وادعيت أنك مؤلف الكتاب ؟ ! فأنت ملزم بصحة وغلط كل شئ ورد فيه، ولنمثل على ذلك فنقول : أولا : يقول الألباني في كتاب (صفة الصلاة) الطبعة السادسة ص (170) عن حديث وائل بن حجر الذي ذكر فيه وضع اليدين في التشهد فقال : (ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها) ما نصه : (رواه أبو داود . . .) اه . قلت : ليس كذلك، والحديث لم يروه أبو داود، وإنما رواه غيره . . . قصور اطلاع الألباني في مواضع لا تحصى وأمثلة ذلك العجيب الغريب أن الشيخ الألباني يزدري كثيرا من العلماء المحدثين ويعيبهم بقصور الاطلاع إما تصريحا أو إيماء ! وينصب نفسه مرجعا ما عليه من مزيد ! ويحاول أن يتشبه بالحفاظ السابقين بقوله عن بعض الأحاديث (لم أقف على سنده) أو نحوها من العبارات ! وكذا يرمي كثيرا من جهابذة الحفاظ بالغفلة مع أنه هو الموصوف بذلك ولنمثل على ذلك فنقول : مثال: أثر سيدنا علي رضوان الله تعالى عليه : (إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولى ومن شهد فليشفع بخير) . قال الألباني في (إرواء الغليل) (6 / 251 برقم 1847) في تخريجه : (لم أقف على إسناده) اه أقول : كذا قال ! ولو كان جهبذا لعرف أنه في سنن البيهقي (7 / 121)، وهذا سنده هناك : قال الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى : أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الحميد حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن معاوية بن سويد قال وجدت في كتاب أبي عن علي رضي الله عنه أنه قال : (إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولى ومن شهد فليشفع بخير) . وإذا كان قد وقف عليه طالب علم مثلي لا يزال مبتدئا في هذا العلم ! فكيف يخفى على من نعته المفتونون به ب (حافظ العصر)، و (محدث الديار الشامية) !! . مثال ثاني: قال الألباني في (إرواء الغليل) (3 / 283) : (حديث ابن عمر (القبلات ربا) لم أقف على سنده) اه قلت : كذا قال !! مع أنه مذكور بسنده في فتاوى الشيخ ابن تيمية المصرية (3 / 295) : (قال حرب ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي حدثنا سعيد عن جبلة سمع ابن عمر يقول : (القبلات ربا) اه . وهؤلاء الرجال رجال الصحيح، وحرب الذي في أول سنده هو الكرماني . فهل هذا دليل الحفظ والاطلاع والاستقراء يا هؤلاء ؟ ! . مثال ثالث: حديث سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا : (أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع) قال الألباني في تخريج (مشكاة المصابيح) (1 / 80 رقم 238) بعد أن عزاه مصنف كتاب (مشكاة المصابيح) (1) لشرح السنة ما نصه : (لينظر في أي مكان رواه في (شرح السنة) فإني راجعته في (العلم) وفي (فضائل القرآن) منه فلم أره) اه أقول : كذا قلت !! ولو كنت راجعته حقا في (العلم) لوجدته في (باب الخصومة في القرآن) من (شرح السنة) (1 / 262)، وقد رواه ابن حبان في صحيحه برقم (74) وأبو يعلى في (مسنده) (5403) ومسند أبي يعلى عنده منه مصورة عن الأصل، والطحاوي في (شرح مشكل الآثار) (4 / 172)، والبزار (3 / 90 كشف الاستار) . وذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد) (7 / 152) وعزاه للبزار وأبى يعلى والطبراني في (الأوسط) وقال : رجال أحدهما ثقات . مثال رابع: قال الشيخ الألباني في صحيحته (1 / 230) أثناء كلامه على حديث رقم (149) وهو : (ليس المؤمن الذي يشبع . . .) ما نصه : (وأما حديث عائشة فعزاه المنذري (3 / 237) للحاكم نحو حديث ابن عباس، ولم أره في مستدرك الحاكم الآن بعد مراجعته في مظانه) أقول : كذا قال !! ويا شيخ ناصر لا توهم المفتونين بأنك أوسع دائرة وأكبر علما من المنذري ، فإن الحديث موجود في المستدرك (2 / 12) فانظره هناك ، ومنه يتبين أن الشيخ لا يحسن مراجعة الحديث من مظانه، أو لا يتقن استعمال فهارس الكتب التي جل علمه بهذا الفن مرتبط بها، ولازم لها !! . ومن أدلة ذلك قوله في (صحيحته) (2 / 476) قوله عن حديث (أبو بكر مني بمنزلة السمع . . .) : (فلم أره في فهرس الحلية) اه قلت : هو فيه وكذا في الحلية (4 / 73) ! . مثال خامس: قال الشيخ في صحيحته (1 / 638 حديث 365 طبعة رابعة) : (ويحيى بن مالك هذا، قد أغفله كل من صنف في رجال الستة فيما علمنا، فليس هو في التهذيب ولا في التقريب ولا في التذهيب) اه قلت : كذا قال !! وليس كذلك، بل هو مذكور فيها، انظر (تهذيب التهذيب) للحافظ ابن حجر (12 / 19 طبعة دار الفكر) في الكنى (أبو أيوب المراغي) !! . وتأمل ! . ودمتم في رعاية الله