بهاء الدين - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 علم الرجال عند الشيعة

السلام عليكم ما هي ترجمة هشام ابن الحكم؟ هل كان شيعيا؟ هل هو تلميذ الامام الكاظم ع؟


الأخ بهاء الدين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال النجاشي في رجاله ص 433: هشام بن الحكم أبو محمد، مولى كندة . وكان ينزل بني شيبان بالكوفة، انتقل إلى بغداد سنة تسع وتسعين ومائة ويقال : إن (إنه) في هذه السنة مات ..... وأما مولده فقد قلنا الكوفة، ومنشأه واسط، وتجارته بغداد . ثم انتقل إليها في آخر عمره ونزل قصر وضاح . وروى هشام عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليهما السلام، وكان ثقة في الروايات، حسن التحقيق بهذا الامر . وفي اختيار معرفة الرجال ج 2 ص 526 قال : في أبى محمد هشام بن الحكم 475 - قال الفضل بن شاذان : هشام بن الحكم أصله كوفي، ومولده ومنشؤه بواسط، وقد رأيت داره بواسط، وتجارته ببغداد في الكرخ، وداره عند قصر وضاح في الطريق الذي يأخذ في بركة بني زرزر حيث تباع الطرايف والخلنج، وعلي بن منصور من أهل الكوفة، وهشام مولى كندة، مات سنة تسع وسبعين ومائة بالكوفة في أيام الرشيد . 476 - وقال أبو عمرو الكشي : روي عن عمر بن يزيد : كان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهمية خبيثا فيهم، فسألني أن دخله على أبي عبد الله عليه السلام ليناظره، فأعلمته أني لا أفعل ما لم أستأذنه فيه، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنته في ادخال هشام عليه، فاذن لي فيه . فقمت من عنده وخطوت خطوات فذكرت ردائته وخبثه، فانصرفت إلى أبي عبد الله عليه السلام فحدثته ردائته وخبثه، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا عمر تتخوف علي، فخجلت من قولي وعلمت أني قد عثرت، فخرجت مستحيا إلى هشام، فسألته تأخير دخوله وأعلمته أنه قد أذن له بالدخول عليه . فبادر هشام فاستأذن ودخل فدخلت معه، فلما تمكن في مجلسه سأله أبو عبد الله عن مسألة فحار فيها هشام وبقي، فسأله هشام أن يؤجله فيها، فاجله أبو عبد الله عليه السلام فذهب هشام فاضطرب في طلب الجواب أيامه فلم يقف عليه، فرجع إلى أبي عبد الله عليه السلام فأخبره أبو عبد الله عليه السلام بها، وسأله عن مسالة أخرى فيها فساد أصله وعقر مذهبه، فخرج هشام من عنده مغتما متحيرا، قال، فبقيت أياما لا أفيق من حيرتي . قال عمر بن يزيد : فسألني هشام أن أستأذن له على أبي عبد الله عليه السلام ثالثا، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنت له، فقال أبو عبد الله عليه السلام : لينتظرني في موضع سماه بالحيرة لألتقي معه فيه غدا انشاء الله إذا راح النهار، قال عمر : فخرجت إلى هشام فأخبرته بمقالته وأمره، فسر بذلك هشام واستبشر وسبقه إلى الموضع الذي سماه . ثم رأيت هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما ؟ فأخبرني أنه سبق أبا عبد الله عليه السلام إلى الموضع الذي كان سماه له فبينا هو، إذا بأبي عبد الله عليه السلام قد أقبل على بغلة له، فلما بصرت به وقرب مني : هالني منظره وأرعبني حتى بقيت لا أجد شيئا أتفوه به، ولا انطلق لساني لما أردت من مناطقته . ووقف علي أبو عبد الله عليه السلام مليا ينتظر ما أكلمه، وكان وقوفه علي لا يزيدني الا تهيبا وتحيرا، فلما رأى ذلك مني ضرب بغلته وسار حتى دخل بعض السكك في الحيرة . وتيقنت أن ما أصابني من هيبته لم يكن الا من قبل الله عز وجل من عظم موقعه ومكانه من الرب الجليل . قال عمر : فانصرف هشام إلى أبي عبد الله عليه السلام وترك مذهبه ودان بدين الحق، وفاق أصحاب أبي عبد الله عليه السلام كلهم، والحمد الله . قال : فاعتل هشام بن الحكم علته التي قبض فيها، فامتنع من الاستعانة بالأطباء، فسألوه أن يفعل ذلك، فأجابهم إليه، فادخل عليه جماعة من الأطباء، فكان إذا دخل الطبيب عليه وأمره بشئ : سأله فقال يا هذا هل وقفت على علتي ؟ فمن بين قائل يقول لا، وبين قائل يقول : نعم، فان استوصف ممن يقول نعم وصفها، فإذا أخبره كذبه ويقول علتي غير هذه، فيسأل عن علته، فيقول : علتي قرح القلب مما أصابني من الخوف، وقد كان قدم ليضرب عنقه فأقرح قلبه ذلك حتى مات رحمه الله .  477 - أبو عمرو الكشي قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد الخالدي، قال : أخبرني محمد بن همام البغدادي أبو علي، عن إسحاق بن أحمد النخعي، قال : حدثني أبو حفص الحداد وغيره، عن يونس بن عبد الرحمن، قال : كان يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام بن الحكم شيئا من طعنه على الفلاسفة، وأحب أن يغري به هارون ويضريه على القتل . قال : وكان هارون لما بلغه عن هشام مال إليه، وذلك أن هشاما تكلم يوما بكلام عند يحيى بن خالد في أرث النبي صلى الله عليه وآله فنقل إلى هارون فأعجبه، وقد كان قبل ذلك يحيى يشرف امره عند هارون ويرده عن أشياء كان يعزم عليها من آذائه، فكان ميل هارون إلى هشام أحد ما غير قلب يحيى على هشام فشيعه عنده، وقال له : يا أمير المؤمنين اني قد استبطنت أمر هشام فإذا هو يزعم أن لله في أرضه إماما غيرك مفروض الطاعة، قال : سبحان الله، قال : نعم، ويزعم أنه لو أمره بالخروج لخرج، وانما كنا نرى أنه ممن يرى الالباد بالأرض . فقال هارون ليحيى : فاجمع عندك المتكلمين وأكون أنا من وراء الستر بيني وبينهم، لا يفطنون بي، ولا يمتنع كل واحد منهم أن يأتي بأصله لهيبتي، قال : فوجه يحيى فاشحن المجلس من المتكلمين، وكان فيهم ضرار بن عمرو، وسليمان بن جرير، وعبد الله بن يزيد الأباضي، وموبذان موبذ، ورأس الجالوت . قال، فتسألوا وتكافوا وتناظروا وتناهوا إلى شاذ من مشاذ الكلام، كل يقول لصاحبه لم تجب ويقول قد أجبت، وكان ذلك من يحيى حيلة على هشام، إذ لم يعلم بذلك المجلس واغتنم ذلك لعله كان أصابها هشام بن الحكم . فلما أن تناهوا إلى هذا الموضع، قال لهم يحيى بن خالد : ترضون فيما بينكم هشاما حكما ؟ قالوا : قد رضينا أيها الوزير فانى لنا به وهو عليل، قال يحيى : فأنا أوجه إليه فأسأله أن يتجشم المجيئ، فوجه إليه فأخبره بحضورهم، وأنه انما منعه أن يحضره أول المجلس اتقاء عليه من العلة، فان القوم قد اختلفوا في المسائل والأجوبة، وتراضوا بك حكما بينهم، فان رأيت أن تتفضل وتحمل على نفسك فافعل . فلما صار الرسول إلى هشام : قال لي : يا يونس قلبي ينكر هذا القول، ولست آمن أن يكون هيهنا أمر لا أقف عليه، لان هذا الملعون يحيى بن خالد قد تغير علي لأمور شتى، وقد كنت عزمت ان من الله علي بالخروج من هذه العلة أن أشخص إلى الكوفة وأحرم الكلام بتة وألزم المسجد، ليقطع عني مشاهدة هذا الملعون - يعني يحيى بن خالد - . قال : فقلت : جعلت فداك لا يكون الا خيرا، فتحرز ما أمكنك، فقال لي : يا يونس أترى أتحرز من أمر يريد الله أظهاره على لساني أنى يكون ذلك، ولكن قم بنا على حول الله وقوته . فركب هشام بغلا كان مع رسوله، وركبت أنا حمارا كان لهشام، قال : فدخلنا المجلس فإذا هو مشحون بالمتكلمين، قال : فمضى هشام نحو يحيى فسلم عليه وسلم على القوم وجلس قريبا منه، وجلست أنا حيث انتهى بي المجلس . قال : فأقبل يحيى على هشام بعد ساعة، فقال : ان القوم حضروا وكنا مع حضورهم نحب أن تحضر، لا لان تناظر بل لان نأنس بحضورك إذ كانت العلة تقطعك عن المناظرة وأنت بحمد الله صالح ليست علتك بقاطعة عن المناظرة، وهؤلاء القوم قد تراضوا بك حكما بينهم . قال : فقال هشام للقوم : ما الموضع الذي تناهيتم به في المناظرة ؟ فأخبره كل فريق منهم بموضع مقطعه، فكان من ذلك أن حكم لبعض على بعض، فكان من المحكومين عليه سليمان بن جرير فحقدها على هشام . قال : ثم إن يحيى بن خالد قال لهشام : انا قد غرضنا من المناظرة والمجادلة منذ اليوم، ولكن ان رأيت أن تبين عن فساد اختيار الناس لامام، وان الإمامة في آل الرسول دون غيرهم ؟ قال هشام : أيها الوزير العلة تقطعني عن ذلك، ولعل معترضا يعترض فيكتسب المناظرة والخصومة . فقال : ان اعترض معترض قبل أن تبلغ مرادك وغرضك فليس ذلك له، بل عليه أن يتحفظ المواضع التي له فيها مطعن فيقفها إلى فراغك ولا يقطع عليك كلامك، فبدأ هشام وساق الذكر لذلك وأطال، واختصرنا منه موضع الحاجة . فلما فرغ مما قد ابتدأ فيه من الكلام في فساد اختيار الناس للامام، قال يحيى لسليمان بن جرير : سل أبا محمد عن شئ من هذا الباب، فقال سليمان لهشام : أخبرني عن علي بن أبي طالب مفروض الطاعة ؟ فقال هشام : نعم . قال : فان أمرك الذي بعده بالخروج بالسيف معه تفعل وتطيعه ؟ فقال هشام : لا يأمرني . قال : ولم إذا كانت طاعته مفروضه عليك وعليك أن تطيعه ؟ قال هشام : عد عن هذا فقد تبين فيه الجواب . قال سليمان : فلم يأمرك في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه ؟ فقال هشام : ويحك لم أقل لك أني لا أطيعه فتقول ان طاعته مفروضة، انما قلت لك لا يأمرني . قال سليمان : ليس أسألك الا على سبيل سلطان الجدل ليس على الواجب أنه لا يأمرك، فقال هشام : كم تحول حول الحمى، هل هو الا أن أقول لك ان أمرني فعلت، فينقطع أقبح الانقطاع، ولا يكون عندك زيادة، وأنا أعلم بما تحت قولي وما إليه يؤل جوابي، قال، فتمعر هارون، وقال هارون : قد أفصح . وقام الناس، واغتنمها هشام فخرج على وجهه إلى المدائن . قال : فبلغنا أن هارون قال ليحيى : شد يدك بهذا وأصحابه، وبعث إلى أبي الحسن موسى عليه السلام فحبسه، فكان هذا سبب حبسه مع غيره من الأسباب، وانما أراد يحيى ان يهرب هشام، فيموت مختفيا ما دام لهارون سلطان، قال : ثم صار هشام إلى الكوفة وهو بعقب علته، ومات في دار ابن شرف بالكوفة رحمه الله . قال، فبلغ هذا المجلس محمد بن سليمان النوفلي وابن ميثم وهما في حبس هارون، فقال النوفلي : ترى هشاما ما استطاع أن يعتل ؟ فقال ابن ميثم : بأي شئ يستطيع أن يعتل وقد أوجب أن طاعته مفروضة من الله ؟ قال : يعتل بان يقول الشرط علي في إمامته أن لا يدعو أحدا إلى الخروج حتى ينادي مناد من السماء، فمن دعاني ممن يدعي الإمامة قبل ذلك الوقت علمت أنه ليس بامام، وطلبت من أهل هذا البيت ممن لا يقول أنه يخرج ولا يأمر بذلك حتى ينادي مناد من السماء فأعلم انه صادق . فقال ابن ميثم : هذا من حديث الخرافة، ومتى كان هذا في عقد الإمامة، انما يروي هذا في صفة القائم عليه السلام وهشام أجدل من أن يحتج بهذا، على أنه لم يفصح بهذا الافصاح الذي قد شرطته أنت، انما قال : إن امرني المفروض الطاعة بعد علي عليه السلام فعلت، ولم يسم فلانا دون فلان، كما تقول : ان قال لي طلبت غيره فلو قال هارون له وكان المناظر له : من المفروض الطاعة ؟ فقال له أنت، لم يمكن أن يقول له فان أمرتك بالخروج بالسيف تقاتل أعدائي تطلب غيري وتنتظر المنادي من السماء، هذا لا يتكلم به مثل هذا، لعلك لو كنت أنت تكلمت به . قال : ثم قال علي بن إسماعيل الميثمي : انا لله وانا إليه راجعون على ما يمضي من العلم ان قتل، فلقد كان عضدنا وشيخنا والمنظور إليه فينا . وفي خلاصة الأقوال للعلامة الحلي ص 288قال: هشام بن الحكم، أبو محمد، مولى كندة، وكان ينزل ببني شيبان بالكوفة وانتقل إلى بغداد سنة تسع وتسعين ومائة، ويقال ان في هذه السنة مات، ومولده كان بالكوفة ومنشأه واسط وتجارته بغداد، ثم انتقل إليها في آخر عمره ونزل قصر وضاح، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام )، وكان ثقة في الروايات، حسن التحقيق بهذا الامر، ورويت مدائح له جليلة عن الامامين الصادق والكاظم (عليهما السلام)، وكان ممن فتق الكلام في الإمامة، وهذب المذهب بالنظر، وكان حاذقا بصناعة الكلام حاضر الجواب . وقال الكشي : انه مولى كندة، مات سنة تسع وسبعين ومائة بالكوفة في أيام الرشيد، وترحم عليه الرضا (عليه السلام) . وروى الكشي عن العياشي محمد بن مسعود، عن جعفر، عن العمركي، عن الحسين بن أبي لبابة، عن داود أبي هاشم الجعفري، قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : ما تقول في هشام بن الحكم، فقال : رحمه الله ما كان أذبه عن هذه الناحية . ورويت روايات اخر في مدحه، وأورد في خلافه أحاديث ذكرناها في كتابنا الكبير واجبنا عنها، وهذا الرجل عندي عظيم الشأن رفيع المنزلة ودمتم في رعاية الله