السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أمالي الصدوق عن أبي ذر الغفاري: قال: "كنت آخذا بيد رسول الله (ص) ونحن نتماشى جميعا، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت: يا رسول الله، أين تغيب؟
قال: في السماء، ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا، حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة..."
هل هذا الحديث صحيح ؟ وهل يمكن تأويله بحيث لا يصطدم مع قطعيات العلم الحديث؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بالسائل الكريم
أولاً: الرواية مرسلة.
ثانياً: متنها على فرض صحته فهو من الغيبيات المختص برسول الله (صلى الله عليه واله)، ومن أذن له الرحمن، فعلمه عند أهليه.
ثالثاً: وردت في كتاب (الامالي) للصدوق، صفحة (٥٤٩).
متن الرواية هو ، (( … عن أبي ذر الغفاري (رحمة الله عليه)، قال: كنت آخذا بيد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونحن نتماشى جميعا، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت: يا رسول الله، أين تغيب؟
قال: في السماء، ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا، حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة، فتسجد معها الملائكة الموكلون بها، ثم تقول: يا رب، من أين تأمرني أن أطلع، أمن مغربي أم من مطلعي، فذلك قوله عز وجل: ﴿والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم﴾ يعني بذلك صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه.
قال: فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار، في طوله في الصيف، أو قصره في الشتاء، أو ما بين ذلك في الخريف والربيع. قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه، ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها.
قال النبي (صلى الله عليه وآله): فكأني بها قد حبست مقدار ثلاث ليال، ثم لا تكسى ضوءا، وتؤمر أن تطلع من مغربها، فذلك قوله عز وجل: ﴿إذا الشمس كورت * وإذا النجوم انكدرت﴾ والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في أفق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد، تحت العرش، وجبرئيل يأتيه بالحلة من نور الكرسي، فذلك قوله عز وجل: ﴿هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا﴾.
قال: أبو ذر (رحمة الله عليه): ثم اعتزلت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلينا المغرب)).
ودمتم بحفظ الله ورعايته.