السلام عليكم ما حقيقة الاقوال المنسوبة للامام علي عليه السلام فيما يخص المرأة وذم المرأة مثل (ناقصات عقل ودين وحظوظ) و (شاوروهن وخالفوهن) (وان النساء همهن زينة الحياة الدنيا والفساد فيها) و...الخ وهذه الاحاديث بعضها موجود في نهج البلاغة وهو من اهم الكتب المعروفة فهل هي صحيحة؟ من ناحية السند والمعنى وهل فعلا يمكن ان يذم امير المؤمنين المرأة واذا كان الكلام موجه لامرأة معينة لماذا يكون بصيغة التعميم؟سألت كثيرا ولم يوضح لي احد، فقط وجدت بحث لاحد المراجع في الانترنيت ينفي قول ناقصات عقل ودين وحظوظ عن الامام ويشرح الاسباب لان نقص الدين لايعتبر نقص لان الله كلفها بذلك ف المراة في اوقات تركها للصلاة والصيام تكون ملتزمة بتكليف الله لها بذلك وكذلك الحظوظ في بعض الاحيان يكون حظ المراة في الارث اكثر من الرجل فبذلك يكون القول لايناسب بلاغة وعلم الامام سلام الله عليه ارجو التوضيح منكم بشكل مفصل فاحيانا نواجه اشخاص يتحججون بهذه الاقوال للانتقاص من المرأة واحتقارها ولا نملك الدليل القوي للرد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قبل الجواب على سؤالكم ننقل لكم وضع المرأة قبل الإسلام، فقد جاء في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج٨ ص ٢٠٨ و ٢٠٩ ( وقد عرفت المرأة بالكيد بين الجاهليين، ونظروا إليها نظرتهم إلى الشيطان وليست هذه النظرة العربية إلى المرأة هي نظرة خاصة بالجاهليين، بل هي نظرة عامة نجدها عند غيرهم أيضًا. بل هي وجهة نظر الرجل بالنسبة للمرأة في كل العالم في ذلك الوقت. وهي نظرة نجدها عند الحضر بدرجة خاصة، لما لمحيط الحضر من خصائص التجمع والتكتل، والتصاق البيوت بعضها ببعض، ولما لهم من حياة اجتماعية واقتصادية وسياسية، وقد تجبر المرأة على دس أنفها، والاتصال بالغرباء، فنشأ من ثم هذا الرأي بين أهل الحضر أكثر من الأعراب.
وعرفت المرأة عندهم بالمكر والخديعة. إذ كان في وسعها استدراج الرجل والمكر به. وهم يتمثلون بمكر "الزبّاء". واستدراجها "جذيمة الأبرش" إليها، ثم فتكها به. على نحو ما ورد من قصص عنها في كتب أهل الأخبار. غير أنهم يروون في الوقت نفسه قصة "قصير" معها، وكيف تمكن من الأخذ بثأره منها، في حيلة ومكر ومكيدة، حتى فتك بها في قصة من قصص المكر والخديعة، ضرب بها المثل. وعُدَّت المرأة كالحيّة في المكر.
ونظر الرجل إلى رأي المرأة على أن فيه وهنًا وضعفًا وأنه دون رأيه بكثير، وتصور أن مقاييس الحكم عندها، دون مقاييسه في الدقة والضبط، ولهذا رأى العرب أن من الحمق الأخذ برأي المرأة. فكانوا إذا أرادوا ضرب المثل بضعف رأي وخطله قالوا عنه: "رأي النساء" وقالوا: شاوروهن وخالفوهن، لما عرف عن المرأة من تأثر بأحكام العاطفة عندها. حتى ذهب البعض إلى عدم وجود رأي للمرأة، ولهذا قالوا: يقال للرجل "الفند" إذا خرف وخف عقله لهرم أو مرض، وقد يستعمل في غير الكبر وأصله في الكبر. ولا يقال "عجوز مفندة، لأنها لم تكن في شبيبتها ذات رأي أبدًا فتفند في كبرها. وفي الكشاف: ولذا لم يقل للمرأة مفندة لأنها لا رأي لها حتى يضعف. قال شيخنا: ولا وجه لقول السمين إنه غريب، فإنه منقول عن أهل اللغة. ثم قال: ولعل وجهه أنّ لها عقلًا وإن كان ناقصًا يشتد نقصه بكبر السن".
ويكني العرب عن المرأة ب "الدُّمية". والدمية الصنم، وقيل: الصورة المنقشة: العاج ونحوه. وقيل هي الصورة. وقول الشاعر:
والبيض يرفلن في الدُمي ... المزید والريط والمذهب المصون). انتهى كلامه.
ثم أن الأمم القديمة لم تعط المرأة من المكانة والشرف مثل ما منحها الإسلام، وحتى بعد ما جاء الإسلام بقى الواقع الخارجي على ما هو عليه من عدم احترام المراة والانتقاص منها، فقد عُقد في أوربا مؤتمراً يبحث هل المرأة إنسان أو حيوان وخرج بالنتيجة التالية "أنَّ المرأة إنسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل، وتخلو روحها من الروح الناجية من عذاب جهنَّم ما عدا أم المسيح".
ونرجع إلى سؤالكم والجواب عنه يتكون من عدة نقاط.
1 _ يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار أن الإسلام أعز المرأة وأكرمها بعد أن كانت سلعة تباع وتشترى وليس لها أي احترام، وكانت بعض البنات يدفن وهن أحياء وظاهرة وأد البنات كانت موجودة، قال تعالى ( وَإِذَا الْـمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) يقول بعض المفسرين: كانت المرأة في الجاهلية إذا ما حان وقت ولادتها، حفرت حفرة وقعدت على رأسها، فإن ولدت بنتا رمت بها في الحفرة، وإن ولدت غلاما حبسته، وقال شاعرهم مفتخرا
سميتها إذا ولدت (تموت) * والقبر صهر ضامن ذميت.
2 _ يوجد بحث في صحة سند العبارات المذكورة.
3 _ لو سلمنا بصحة سندها، فبعض العبارات المذكورة ناظرة إلى زمن معين، فبعضها صدر في واقعة خارجية ولا يراد منها كل من أنثى، ويعلم السائل الكريم أن معركة الجمل كان سببها تحشيد المرأة التي جيشت الجيش ضد الإمام عليه السلام، فالتقية موجودة في حياته عليه السلام. و ( ال ) المذكور من القريب لا تفيد العموم بل هي عهدية ترجع إلى المراة المذكورة ولا يشمل جميع النساء إلى أخر الدخر.
ونظير ذلك _ أي الذم ليس للكل وليس للأبد- مثل ذم أهل البصرة
(كنتم جند المرأة، وأتباع البهيمة).
فالمقصود هو مرأة معينة، وفئة معينة كذلك.
ولا يفهم أن كل أهل البصرة من ذلك الزمان إلى زماننا هذا أناس غير جيدين.
4 _ إن المرأة بطبيعة خلقتها عاطفية ولها مقومات يفتقدها الرجل، فيوجد اختلاف جسدي ونفسي مع الرجل، وهذا الاختلاف له اثاره في حياتها فمثلاً تحملها الآلام من أجل الأطفال لا توجد عند كثير من الرجال، نعم في بعض العلوم لا يوجد فرق في تعلمها وحفظها بين الرجل والمرأة.
5_ من العقائد الإسلامية الثابتة أنه سبحانه وتعالى حكيم وعادل ولا يفعل شيئاً ولا يشرع عبثا ولا يظلم أحداً حاشاه تعالى، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف، وعليه فإن علمنا بحكمة تشريعه فهو وإلا فنحن نُسلم له ونذعن لكل ما أمر به تعالى.
وفق الله الجميع لكل خير.