سيف الدولة - الإمارات
منذ 4 سنوات

 علم الرجال عند الشيعة

روى الكشي عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول للمفضل بن عمرالجعفي: «يا كافر ، يا مشرك مالك ولاِبني» ـ يعني : إسماعيل بن جعفر ـ وكان منقطعاً إليه يقول فيه مع الخطابية، ثمّ رجع عنه. الكشي: الرجال: 321 برقم 581 ، في ترجمة المفضل بن عمر . فكيف احتل المفضل هذه المنزلة الرفيعة عند الشيعة مع لعن الإمام له ؟ وهذا وقد نقل عنه الشيعة كتاب التوحيد كما له كتاب أمالي الإمام الصادق ؟


الأخ سيف المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالنسبة للمفضل بن عمر فقد وردت في حقّه جملة في الروايات الصحيحة المادحة وكذلك هناك روايات ذامة، وأيضاً وردت لا ذامة ولا مادحة، وبحسب الصناعة المتبعة في علم الرجال التي هي ملاحظة الأسانيد لهذه الروايات وإعمال المرجحات فيها من أجل الوصول إلى القول الفصل في المسألة. فمثلاً عندما نلاحظ الروايات الواردة في ذمّه نجد منها ما هو ضعيف السند فهي من هذه الناحية لا قيمة لها وهناك ثلاث روايات ، الروايات الذامة تامة السند فهذه يمكن توجيهها ببيانين. الأول: لو وضعت هذه الروايات الثلاث التامة السند أمام الروايات الكثير المتضافرة الواردة في مدحه، فان هذه الروايات الكثيرة تتفوق عليها عدداً ومع كثرتها وتضافرها لا يبعد العلم الإجمالي بصدورها الأمر الذي ينبغي معه تأويل الروايات الذامة وعدم حملها على ظاهرها لو فرض العلم بصدورها وهو ما سنذكره في البيان الثاني. الثاني: ان تحمل هذه الروايات كما حملت الروايات الواردة في ذم زرارة ومحمد بن مسلم وأمثالهما. ويؤكد هذا المعنى ان الروايات الذامة وردت كلها عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وأما ما روي عن الإمامين الكاظم والرضا (عليهما السلام) فهي كلها مادحة... الأمر الذي يعني ان هناك ظروفاً خاصة حملت الإمام الصادق(عليه السلام) على ان يتحدث بتلك الأحاديث الذامة للمفضل في تلك الظروف كما هو الشأن في زرارة ومحمد بن مسلم حين ذمهما حفاظاً عليهما هذا كله بالنسبة للروايات. أما أقوال الرجاليين فيه فقد وثقه الشيخ المفيد وعدّه من الفقهاء الصالحين، وهذا القول في المفيد يعاضده ما تقدم من الروايات المادحة التي لا يبعد العلم الإجمالي بصدورها وهو بهذا اللحاظ يتفوق على اي قول آخر يعارضه في المقام. وأما نسبته إلى التفويض والخطابية فهي لم تثبت فان الذي ذكرها هو ابن الغضائري، ونسبة الكتاب إلى ابن الغضائري لم تثبت الأمر الذي يعني انه لا يمكن الاعتداد بهذه النسبة المدعاة في حق المفضل. وكذلك قول الكشي بان المفضل كان مستقيماً ثم صار خطابياً لا شاهد عليه, ويؤكد هذا قول النجاشي في ذلك إذ عبر عنه بكلمة (قيل)، قال: ((وقيل أنه كان خطابياً)) الأمر الذي يشعر بعدم ارتضائه له. وانه قول قاله قائل ولا دليل عليه. فالنتيجة التي ينتهي إليها المحقق في علم الرجال بحق المفضل: بأنه رجل جليل ثقة. (انظر: معجم رجال الحديث للسيد الخوئي (قده) 19: 328). ودمتم في رعاية الله

1