عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب
التفسير اللغوي:
ما ذكره المرتضى، قدس الله روحه، أنّ الذنب مصدر والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول معا، فيكون هنا مضافا إلى المفعول، والمراد ما تقدم من ذنبهم إليك في منعهم إياك عن مكة، وصدهم لك عن المسجد الحرام، ويكون معنى المغفرة على هذا التأويل الإزالة، والنسخ لأحكام أعدائه من المشركين عليه أي: يزيل الله تعالى ذلك عنك، ويستر عليك تلك الوصمة، بما فتح لك من مكة، فستدخلها فيما بعد. ولذلك جعله جزاء على جهاده، وغرضا في الفتح، ووجها له، قال: ولو أنّه أراد مغفرة ذنوبه، لم يكن لقوله: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك) معنى معقول، لأنّ المغفرة للذنوب لا تعلق لها بالفتح، فلا يكون غرضا فيه، وأما قوله: ما تقدم وما تأخر، فلا يمتنع أن يريد به ما تقدم زمانه من فعلهم القبيح بك وبقومك.
التفسير الروائي:
ما رواه المفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) قال: سأله رجل عن هذه الآية فقال: والله ما كان له ذنب، ولكن الله سبحانه ضمن له أن يغفر ذنوب شيعة علي عليه السلام ما تقدم من ذنبهم وما تأخر.
وروى عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) عن قول الله سبحانه (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) قال: ما كان له ذنب، ولا هم بذنب، ولكن الله حمله ذنوب شيعته، ثم غفرها له (١).
وفقكم الله لكل خير.
___________________________
(١)_ (يُنظر مجمع البيان، ج٩، ص١٨٤، ص١٨٥).