السلام عليكم
أنا فتاة عمري ١٦ سنة، وأردت الخدمة في ضريح مولاي الإمام الحسين (عليه السلام) التي هي (الخدمة التشريفية) في العتبات المقدسة، فلا أجد ما أخدم به أهل البيت (عليهم السلام) في محرم الحرام، ووجدها الأمثل لأني استطيع بها أن أزور وأتعبد هناك وأبقى فترة؛ ولكن أبي لا يقبل أن اذهب لوحدي وحينما يرفض أشعر بالحزن الشديد، علماً منذ أربع سنوات لم أزر الأئمة (عليهم السلام).
كيف أقنع والدي مع خجلي منه وأتوتر عند الكلام معه؟
أشكركم على كل جهودكم، وإنه لبرنامج رائع، وفقكم الله تعالى، وأرجو الرد.
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، صانكم الله من الطيش والهوى والميل إلى ما يخالف العقل والدين، وزينكم الله بالعلم والإيمان.
يا طيبة الروح، خدمة أهل البيت (عليهم السلام) لا تقتصر على أن يكون الإنسان في مكان معين أو زمانٍ كذلك، بل يمكن للإنسان أن يقوم بخدمتهم (عليهم السلام) ولو كان في جزيرة لوحده، أو حتى لو كان على القمر، أو بين الأعداء والوحوش!!
هذا، ولذلك يلزمكم أن تحافظوا على هدوئكم وإيمانكم وتلتزموا بكلام أبيكم ولا تخالفوه إلى الخروج والعمل والبقاء خارج البيت وإن كان في العتبات ودون إذنه، ولعلّ خوف أبيكم من الذئاب التي تتحين صيد الفرائس الضعيفة!!
صحيح أنت سليمة القلب وطيبة النية، ولكن هناك من هو خبيث السريرة، وفاسق من الداخل، ويمكنه أن يُوقعكم في المعصية والحرام، بسبيلٍ وطريق ومكرٍ شيطاني، فالحرم مقدس!!! ولكن لا يعني ذلك أن يكون ما حوله مقدسين، بل قد يكون بعضٌ منهم من أشدّ العصاة.
وعليه، يا روحانية القلب، لو أردتم أن تخدموا أهل البيت (عليهم السلام)، فهناك مجالاتٍ كثيرة للخدمةِ، منها:
١- صناعة النفس من حيث الإيمان والتقوى حتى تكون ممن تؤنس أهل البيت (عليهم السلام)، وخصوصاً إمام الزمان (عليه السلام).
٢- يمكنم أن تُقيموا العزاء والحزن عليهم ومجلساً ولو مع نفرين فقط.
٣- يمكنكم أن تنشروا ثقافة أهل البيت (عليهم السلام)، وذلك بتعلم علومهم ونشرها.
٤- يمكنكم أن تخدموهم أيضاً بصلاح حالكم وتكونوا في مرتبة عالية، حتى تكونوا مصدر خير للناس.
هذه وغيرها هي الخدمة لهم، وليس فقط الكنس أو التنظيف أو ما شابه ذلك يكون خدمةً فقط.
رزقنا الله خدمة أهل البيت (عليهم السلام) حقاً.
ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.