م/خالد - السعودية
منذ 4 سنوات

 علم الرجال عند الشيعة

انني تعجبت من امر كيف خفي عليك .. وهو أنك وفي ضوء استشهادك بكتب أهل السنة قد اختلط عليك أمر مهم وهو أنك ذكرت مصادر لعلماء لا يعدون من أهل السنة والجماعة .. بل ربما عدوا من الشيعة وهذا كما تعلم لا يصح في مقام الإستدلال على المحاور المخالف .. فاستشهدت بكتاب ينابيع المودة / 180 ب 56 أقول :مؤلفه هو سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي, المتوفى سنة : 1294 هجريةمن يتأمل كتابه يعلم أنّ مؤلفه شيعي إثني عشري وإن لم يصرّح علماء الشيعة بذلك لكن آغا بزرك طهراني عدّ كتابه هذا من مصنفات الشيعة في كتابه (الذريعة إلى تصانيف الشيعة 25/290) ولعل من مظاهر كونه من الشيعة الإثني عشرية ما ذكره في كتابه ينابيع المودة 1/239 عن جعفر الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: كان على عليه السلام يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت, وقال له: لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوة, فإن لم تكن نبياً فإنك وصي نبي ووارثه, بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء. وروى عن جابر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) : " أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين, و إن أوصيائي بعدي إثنا عشر أولهم علي و أخرهم القائم المهدي ". ( ينابيع المودة 3 / 104 ) وعن جابر بن عبد الله أيضاً قوله : قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) : " يا جابر إن أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي, ثم الحسن, ثم الحسين, ثم علي بن الحسين, ثم محمد بن علي المعروف بالباقر - ستدركه يا جابر, فإذا لقيته فأقرأه مني السلام - ثم جعفر بن محمد, ثم موسى بن جعفر, ثم علي بن موسى, ثم محمد بن علي, ثم علي بن محمد, ثم الحسن بن علي, ثم القائم, اسمه اسمي و كنيته كنيتي, محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها, ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من إمتحن الله قلبه للإيمان " ( ينابيع المودة : 2 / 593, طبعة المطبعة الحيدرية, النجف / العراق ). فإنّ من يروي مثل هذه الروايات لا يمكن أن يكون سنياً


الأخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قولك بانّ صاحب كتاب ينابيع المودّة شيعي فهو غير ثابت لبطلان الدليلين اللذين تقدمت بهما. أما الاول: وهو إنّه ذكر في الذريعة الى تصنيف الشيعة 25 / 290، وكل مَن ذكر في الذريعة فهو شيعي اذاً فالقندوزي شيعي. والجواب عن هذا القياس الذي اضمرت كبراه: بانّا نمنع الكبرى بدليل أن الطهراني ذكر من كان صابئياً فضلاً عن يكون شيعياً أو سنياً وذلك في (ج3 من الذريعة ص211) في تاريخ آل بويه كتاب ((التاجي)) قال صاحب الذريعة ما نصّه : كتاب (التاجي لمؤلفه أبو إسحاق ابراهيم بن هلال الصابئي وايضاً هناك من العامّة مثل صاحب (فرائد السمطين الحمويني ج16 من الذريعة ص135 الى ص136)، قال صاحب الذريعة: والحمويني من العامة، فمع اعترافه بأنّه من العامّة ومع ذلك يذكر كتابه، وذلك لأن الطهراني اورد في كتابه الكثير من كتب أهل السنه التي روت فضائل أهل البيت (عليهم السلام) أو شروح نهج البلاغة لعلماء أهل السنة, وان كان عنوان الكتاب يدل على ان الكتاب مختص بالمؤلفين الشيعة, ولكنه ذكر بعض الكتب التي تصب في أهل البيت (عليهم السلام) وان كان مؤلفوها من علماء السنه, وذلك من باب المسامحة والتجوز. وأما الثاني: وهو انّ الذي يروي هذه الروايات لا يكون سنياً فهذا غير مطرد فهناك الكثير من السنّة المعتدلين غير المتعصبين قد ذكر فضائل أهل البيت (عليهم السلام) ونقل رواياتهم وهم من ابناء السنة المعروفين ولك بعض هؤلاء: أ- الامام أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي صاحب كتاب ((الام)). فانّ قوله في حبه لآل الرسل ما نصّه: ان كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان اني رافضي ومع ذلك القول هل يمكن لاحد أن يقول مذهب صاحب كتاب (الام) هو الامامية. ب- ومن الذين نقلوا حديث الثقلين بلفظ ((عترتي)) لا بلفظ ((سنتي)) امثال: 1- عبدالله بن محمد بن عبد العزيز البغوي في كتاب (مسند ابن الجعد ج2 ص972) وهو من أبناء العامة راجع ترجمة حياته في (تذكرة الحفاظ ج2 ص737 وفي العبر ج2 ص107 وفي طبقات الحفاظ 312) من كتب العامة. 2- أبو عبدالله الضبي المحاملي في كتابه الأمالي وهو من ابناء العامة راجع ترجمة حياته في (الكامل ج8 ص139 وفي العبر ج2 ص222 وفي تاريخ بغداد ج8 ص19 وفي طبقات الحفاظ 343). 3- دعلج السجزي اخرج روايته لحديث الثقلين الحاكم من مستدركه على الصحيحين (ج3 ص109 الى ص110) وهو من العامّة الذين لا يعدل عنهم عند ابناء العامة راجع ما يقول عن الامام الذهبي في (تذكرة الحفاظ ج3 ص881 وفي كتاب العبر في خبر من غبر ج6 ص291). 4- الحاكم النيسابوري في كتابه (المستدرك ج3 ص109) وهذا من كبار علماء العامّة راجع ما يقول عنه الذهبي في (تذكرة الحفاظ ج3 ص1039) وفي كتاب (تراجم الحفاظ ،وفي وفيات الاعيان ج3 ص408 وفي طبقات الاسنوي ج1 ص405 ...)الخ من المصادر. 5- أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره لقوله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعاً )) في كتاب (الكشف والبيان)، ولا يخفى ان الثعلبي من كبار علماء العامة راجع الاسنوي في (طبقات الشافعية ج1 ص429) والسبكي في (طبقات الشافعية ج4 ص58) والداودي في (طبقات المفسرين ج1 ص65) وان شئت ان اذكر لك المئات منهم وعلى نقلهم لحديث الثقلين بلفظ عترتي وهذا ليس بدليل على تشيعهم بل هم فقط نقلوا لنا ذلك نعم لو صرّحوا بأنّ هذا مذهبنا أو هو مذهب اصحابنا لدلّ على انهم شيعة. ودمتم في رعاية الله

1