أبو علي الموسوي
منذ 4 سنوات

 علم الرجال عند الشيعة

جاء في كتاب مناقب آل أبي طالب 3 / 264: روى أحمد بن حنبل، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيّب، عن أبي هريرة . وأيضاً روى ابن بطّة في الإبانة بإسناده عن ابن عباس، كلاهما عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : « من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى موسى في مناجاته، وإلى عيسى في سمته، وإلى محمّد في تمامه وكماله وجماله، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل »، قال : فتطاول الناس بأعناقهم فإذا هم بعلي كأنّما في صبب وينحل عن جبل . وكما تلاحظون فان الاسناد صحيح وغير مطعون فيه ابداً لكن المشكلة هي من اين نقل ابن شهر آشوب هذا الحديث عن احمد؟ ذكر في كتابه انه نقل احاديث احمد عن طريق هذه السلسة: « عن أبي سعد بن عبد الله الدجاجي عن الحسن بن علي المذهب عن أبي بكر بن مالك القطيفي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه. » وكل من في السلسلة معروف الاّ أبي سعد بن عبدالله الدجاجي فمن هو وما هي ترجمته وهل صحت روايته عن الحسن بن علي المذهب التميمي؟


الأخ أبا علي الموسوي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سألت عن أبي سعد بن عبد الله الدجاجي ومدى توثيقه عند العامة أو الخاصة. فنقول : انا لم نجد صراحةً اسم أبي سعد بن عبد الله الدجاجي في كتب الرجال بل هناك من يسمى بالدجاجي هو محمّد بن علي الدجاجي وثقه ابن ماكولا في (الإكمال) بتعليقة (4/208) قال : ابن الدجاجي كان ثقة في الحديث وذكره السمعاني في الأنساب في باب الدال والجيم ولا يبعد أن يكون المشار إليه هو أبو سعد الدجاجي ، فإن كثيراً من الرواة تتعدد أسماءهم وكناهم فبعضهم يعرفونهم بالكنية وآخرون بالاسم الصريح . ومهما يكن من شيء فإن ابن شهر آشوب صرّح في مقدمة كتابه (المناقب) أن ما أورده من روايات هذا الكتاب هو ما صحّ عنده وهذه شهادة مهمة على توثيقه لطرق رواياته من الخاصة والعامة ويكفينا قوله: ((فصحّ لي الرواية عنهم بأن أقول : حدثني وأخبرني وأنبأني وسمعت واعترف لي بأنه سمعه ورواه كما قرأته وناولني من طرق الخاصة)) فقد وثّقا من نقل عنه أو سمعه أو أخبره مباشرة ، وكان من هؤلاء أبو سعد الدجاجي الذي نقل عنه كتاب أحمد بن حنبل . فإن شهادة ابن شهر آشوب ترقى إلى مستوى الحس من رجل شهدت له الطائفة بالعلم والزهد والعبادة فضلاً عن معرفته بالرجال. نقل السيد الخوئي في (معجمه/ تحت تعليقه 11332): محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني شيخ هذه الطائفة وفقيهها ... له كتب منها كتاب الرجال ... قاله السيد التفريشي وقال الشيخ الحر ... كان عالماً فاضلاً ثقة . أثنى عليه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ثناءً حسناً وقال عنه بعد مدحه : اشتغل بالحديث ، ولقي الرجال ثم تفقه وبلغ النهاية في فقه أهل البيت . (لسان الميزان 350:5) مما يشعر بأن الرجل كان مقبولاً حتى عند العامة فضلاً عن الخاصة . وأثنى عليه كذلك من العامة : الصفدي في كتابه (الوافي بالوفيات) قال : ووعظ على المنبر أيام المقتفي ببغداد فأعجبه وخلع عليه ، وأثنى عليه كثيراً . وذكره كذلك الفيروز آبادي في (البلغة) والسيوطي في (طبقات النحاة) . وقال شمس الدين بن محمّد علي المالكي في (طبقات المفسرين): ... ونبغ في الأصول حتى صار رحلة . (أي يقصده العلماء من كل مكان). ولا ننسى أن ابن شهر آشوب من علماء الطائفة في القرن السادس الهجري فهو من جملة متقدمي علماء الطائفة مما يعد توثيقه أشبه بالحس منه إلى الحدس ، لذا فان توثيقه لأبي سعد بن عبد الله الدجاجي يعد كافياً لنا ولعله لم يقع بأيدينا مصدراً رجالياً يذكر أبو سعد الدجاجي وهذا لا يعني نفي الرجل ، بل أن كثيراً من الرواة ذكرهم الرجاليون دون أن نعثر عليهم في مكان آخر . وبذلك توثيق أبو سعد الدجاجي مما لا ريب فيه استناداً إلى توثيق وشهادة ابن شهر آشوب . ودمتم في رعاية الله

1