هل قانون الجذب صحيح وواقع في علوم اهل البيت (ع) وان سلمنا بذلك على اساس كل متوقع آت.. او تفاؤلوا بالخير تجدوه او انا عند حسن ظن عبدي... الخ، مما يرجع اليه اهل نظرية السر، فهل عندما ادعو ربي ويدعو الكافر باسم قانون الجذب يعطيه الله ويعطيني باعتبار ان الله قد سخر الطبيعة لخدمة البشر!!!ارجو التفصيل في الجواب لانني وقعت في حيرة شديدهدوما ماكنت استمع الى فيديوات الجذب واعجبت بها لكن في داخلي شيئا يناقضها واقول دونا لنفسي انا يجب ان ادعو الله لاان اترجى من الكبيعة تطابق ذبذباتي معها!!!
الأخ نعمت المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالايمان بما يسمى (قانون الجذب وعلم الذبذبات) لا ينبغي ان يكون ايماناً مجرداً عن مسببه وجاعله بناموس وسنة كونية وهو الله تعالى. نحن ندرك ان بعض دعاة الحداثة من الغربيين يروجون لهذا القانون يحاولون ان يجعلوا منه بديلاً عن الإيمان بالله تعالى، ولذلك فإنك نادراَ ما تقرأ في كتبهم التي ينشرونها ذكراً لله تعالى وكأنهم يتعمدون إغفاله مع الإشارة إلى هيمنة هذا القانون وسطوته والدعوة إلى الايمان به بشكل مطلق، فلا تكاد تعثر في منشوراتهم وكتبهم إشارة إلى الله تعالى (إلا في حالات نادرة)، بل تراها مشحونة بتمجيد هذا القانون وتعظيم تأثيره بمعزل عن الله او انه ليس بأمر الله ولا من نعمه.
والحق اننا قد لاحظنا في بعض كتب ما يسمى بـ(التنمية البشرية) التي تنشر هذه الأيام مثل هذا التوجه المتجاهل لله تعالى وللدين، حيث يجعل مؤلفو هذه الكتب تلك الظواهر النفسية والروحية (الموصوفة بأنها قدرات عقلية او نفسية او باراسيكولوجية) على عهدة العقل الباطن او اللاوعي او قانون الجذب او الادراك الحسي الفائق او الحدس او قوى الدماغ ونحوها، وقلما يرجعونها الى الله تعالى، إما لانهم لا يؤمنون بالله وإما لانهم لا يرون له سبحانه وتعالى تأثيراً في حدوث هذه الظواهر فيتجاهلونه ... المزید ولذلك نحن نؤيد ضرورة عدم الاطمئنان الى ما ينشر في هذه الكتب، وإذا كنا قد أيّدنا في الجملة صحة هذا القانون فبعد رجوعنا مضمون ما ورد في بعض الأخبار وخاصة التي تحض على التفاؤل واجتناب التطير، وبعض الوصايا الأخلاقية الداعية الى المحبة والسلام والوئام وتخليص القلب من النوايا السيئة والاصغاء الى فطرة التوحيد التي فطر الله الناس عليها ونحو ذلك، فهذه الأخبار والوصايا بمجملها لا تعارض قانون الجذب بالصيغة المعتدلة وليس بالصيغة المبالغ فيها التي يروجون لها في الإعلام المعاصر لأغراض قد تكون مادية كالربح الذي يأملونه من بيع كتبهم ومنشوراتهم، أو لأغراض آيديولوجية يمهدون بها الى ضرب الإيمان بالله تعالى او معارضة الرسالات السماوية ولاسيما الاسلام، فثمة سموم فكرية مسكوت عنها في ثنايا ما ينشرونه، وعليه يتوجب توخي الحذر من ترويج بعض هذه الكتب بين اوساط أنصاف المتدينين ممن لم تترسخ عندهم أصول الدين وعقائد الإسلام الحنيف. إذ اتضح لنا ان كثيراً مما يتم نشره تحت عنوان (التنمية البشرية) يستبطن توهيناً للدين والعقائد الحقة. وأما في الحالة الاعتدالية التي هدفها إصلاح النفس البشرية وتنمية القدرات النفسية والذهنية فلا بأس بها ولا إشكال، ويمكن ادراجها حينئذ تحت (علم تهذيب الأخلاق) او مطالعتها في سياق هذا العلم وليس بمعزل عنه، فإن تلك الظواهر (كقانون الجذب وقوى الادراك الحسي الفائق) لا تخرج عن كونها مواهب ربانية تفضل الله بها على عباده، فالفضل كله يرجع إلى لله تعالى وليس الفضل يرجع الى نفس ذلك القانون ولا الى الطبيعة ولا الى النفس من حيث هي ولا الى العقل ولا الى الدماغ... هكذا ينبغي ان نفهم هذا القانون وتلك الظواهر النفسية والماورائية، وإلا فإنها تصبح حجاباً للحق وطريقاً الى الضلال.ودمتم في رعاية الله