السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صاحب مهنة يأتيني عمل لكني أتكاسل عن القيام به فما الحل؟ ولما هذا التكاسل؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إياكم والكسل إن ربكم رحيم يشكر القليل، وإن الرجل ليصلي الركعتين يريد بهما وجه الله عزّ وجلّ فيدخله الله بهما الجنة، وأنّه ليتصدّق بالدرهم تطوعاً يريد به وجه الله فيدخله الله به الجنّة).
فالكسل تمقته النفس السليمة ويبغضه العقلاء، وهو مرض تميل معه النفس إلى الفتور والتثاقل عن العمل وعن تحمّل المسؤولية، وعن اداء الواجبات والتكليف، وله نتائج وخيمة على الفرد والمجتمع؛ لأن الأهداف السامية للإنسانية في الدنيا والآخرة لا يوصل إليها إلا بالعمل.
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): إني لأبغض الرجل أن يكون كسلان عن أمر دنياه، ومن كسل عن أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أكسل.
فلابد من التخلص من الكسل بالجد والعمل ومعالجة اسباب الكسل وتبديلها بدوافع ومحركات للإنسان نحو العمل والحركة المنتجة والمحسنة للوضع الشخصي والاجتماعي.
ومن اسباب الكسل:
1ـ قد يكون السبب (ضعف الإرادة)، والعلاج يكون بتقوية الإرادة واقتحام الصعاب والإقلال من النوم والاستيقاظ باكراً، وعدم التعيّب بالعمل مهما كان، والإستعانة على ذلك بالله القوي القادر والمعين.
2- قد يكون السبب (العُجب والتغنج بدلال بعمله) مما يسبب عدم الإستمرار أو عدم الإبداع، والعلاج يكون بالإعتراف بالتقصير بالعمل أمام شكر الله تعالى على ما أنعم، وأنّ عمله قابل للتكامل مع احتمال أن يكون عمل غيره أفضل من عمله.
3- قد يكون سببه أنه تربى على( الاتكالية ) على غيره، وهذا يعالج بإدراك هذه التربية السيئة بعواقبها وليتذكر المثل القائل : (علمني صيد السمك ولا تعلمني أكل السمك).
4- قد يكون السبب (عدم ترتيب الأولويات) فينشغل بغير المهم ويتكاسل عن المهم وهذا علاجه بنظم الوقت وترتيب الأولويات.
5- وإن كان السبب هو (غلبة الخيال على واقعه) ، فعليه أن يكثر من الاستشارة ويتأمل ويتفكّر ويقارن بين سيئات الكسل ومنافع وحسنات الاجتهاد، وليعلم أن أهداف الدنيا والآخرة لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال العمل ولا جنّة من دون عمل، ومن أراد أن يكون ناجحاً في شخصيته وفي القيام بدوره في داخل الأسرة وفي المدرسة والعمل عليه بالنشاط وبترك الكسل وعليه بالحيوية وعدم الملل.
منقول بتصرف.