أولاً: قلتم: (بعد ان ذكرنا تمام الرواية لا يمكن الاستدلال بفقرة (كفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم) انه ليس بناصبي وانه لا يستهدف الشيعة).
نحن لم نقل انه لن يستهدف الشيعة, فليس كل من يستهدف الشيعة يكون ناصبياً. ثانياً: قلتم: فلاحظ فقرة(مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس) فانها تدل على ان هناك خطر على الشيعة بعد الشهر او الشهرين من خروجه وكذلك فقرة(يتغيب الرجل منكم عنه، فإن حنقه وشرهه فإنما هي على شيعتنا) فانها تدل بوضوح على ان الشيعة مستهدفين من قبل السفياني بل هو هدفه الرئيسي , فانها تدل على ناصبية السفياني وعداء لشيعة اهل البيت.
هذا الأمر طبيعي, فبمراعاة الظرف الموضوعي فالجيش المحتل عندما يقدم نحو مناطق الشيعة فإنه سيواجه مقاومة ويكونون هدفه الرئيسي لعدم وجود غيرهم, وذلك لا يدل على ناصبيته. ثالثاً: قياسكم على آل فرعون ربما يكون غير دقيق لان قضية فرعون كان لها ظرفها الخاص فهو كان يقتل الأطفال الذكور للسبب المعروف. اما عندما نتكلم عن النواصب فلا يستثنون أحداً خصوصا مع تمكنهم حيث أنهم اسقطوا الحكومة في بغداد ووصلوا الى الكوفة. اما موضوع العيال فالرواية تقول: فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجل منكم عنه، فإن حنقه وشرهه فإنما هي على شيعتنا وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى.
فأنظر كيف ان العيال في مأمن من بطش جيش السفياني وكذلك من لا يقف بوجهه, وانما حنقه وشرهه على فئة معينة من الشيعة, وذلك يدل على إنه يريد العلماء والسياسيين الشيعة وذلك لا يدل على ناصبيته.
اما الرواية: ويدخل جيش السفياني الى الكوفة فلا يدعون احدا الا قتلوه) اليقين لابن طاووس 423
فسندها ضعيف ومتنها مضطرب ولا يمكن الإعتماد عليها. رابعاً: هذه الرواية من نفس المصدر تخبر بمبايعة أهل الكوفة للسفياني: عن علي بن الحسين (ع): (يقتل القائم (ع) من اهل المدينة حتى ينتهي الى الاجفر وتصيبهم مجاعة شديدة، قال فيصبحون وقد نبتت لهم غره يأكلون منها... ثم يسير حتى ينتهي الى القادسية وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني...) بشارة الاسلام ص 334. خامساً: قبيلة كلب التي يتكلم عنها أهل البيت عليهم السلام وعن عدائها لبني قيس وكونهم أخوال السفياني فإن الباحث في تأريخ قبيلة كلب يجد انها عينها قبيلة كلب التي في الشام والتي منهم ميسون أم يزيد لعنه الله وهي ذاتها قبيلة بشار الأسد حاكم سوريا اليوم وهي وإن كانت قبيلة علوية, لكن ذلك لا يمنع ان تكون معادية للمهدي, فإنكم تجعلون كل ما هو معادي للمهدي أو للشيعة نواصبا وهذا غير صحيح. فالشيعة شهدوا عداء من الشيوعية ومن الغرب ومن العلمانين ومن الوهابية النواصب... الخ.
قيادات قبيلة كلب السورية اليوم من الرجال العلمانيين والذين دعموا الإرهاب في العراق ضد الشيعة في باديء الأمر قبل ان تتغير المعادلة الإقليمية ويصبح السوريون حلفاء للحكومة العراقية. فلعل السفياني رجل علماني من العلويين.
كذلك يبين موضوع بيعة السفياني للمهدي عج عدم ناصبية السفياني والا فكيف يقبل المهدي عج بيعة من ناصبي قتل الشيعة في الكوفة وقاتل المهدي عج؟!
الأخ قيس المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أمّا بالنسبة لتعريف الناصبي فقد فصلنا الكلام في ذلك ضمن عنوان (النصب والنواصب)، فليراجع. ثانياً: ان احدى اهداف السفياني هو قتل الشيعة في الكوفة وهذا الفعل بحد ذاته يكون دالا على ناصبيته وعدائه لاهل البيت وليس له هدف غير ذلك حتى نقول ان الذي يقاوم السفياني فانه سيقتله ليصل الى هدفه حيث ان هدفه هو الشيعة فلاحظ ما روي عن ابن حماد ص187: يدخل السفياني الكوفة فيسبيها ثلاثة ايام ويقتل من اهلها ستين الفا ثم يمكث فيها ثمانية عشر ليلة يقسم اموالها ... المزید. ثالثاً: ان القول بان النواصب يقتلون حتى النساء هو امر متوقع ومقبول ولكن نقول ليس دائما فقد تكون هناك موانع من قتلهم للنساء مثل ان قادتهم تأبى ذلك او ان يبقى عندهم شيء من غيرة العرب الذين يعدون الاعتداء على النساء من الجبن او غير ذلك والمهم اننا لا يمكن استفادة قاعدة وقانون كلي ان الناصبي يقتل النساء في جميع الاحوال وكذا لا يمكن لنا القول ان الناصبي لا يقتل النساء في جميع الاحوال وانما ذلك يكون حسب الحالات. هذا ويمكن القول ان السفياني يقتل النساء فيكون ناصبيا (حسب فهمكم للرواية) كما اشارت الى ذلك بعض الروايات فلاحظ ما روي في كتاب الملاحم والفتن ص116: ثم يخرج السفياني فيقاتل حتى يبقر بطون النساء ويغلي الاطفال في المراجل. واما ما ذكرتم من ان رواية (يدخل جيش السفياني الى الكوفة...) من ضعف سندها واضطراب متنها فهذا لا يضر بعد ما كان المتن موافقا لسائر الروايات. رابعاً: ان فقرة (وقد اجتمع الناس في الكوفة وبايعوا السفياني) لا تدل على ان الشيعة تبايع السفياني فالرواية عبرت بكلمة (الناس) ولم تعبر بكلمة (الشيعة) وهي ايضا قد يفهم منها ان الاجتماع صار في الكوفة فقد يكون الناس اتوا من خارجها والا لعبرت بكلمة (اجتمع اهل الكوفة). خامساً: لم تأتوا بدليل على كون قبيلة كلب هي من القبائل العلوية ولازال كلامكم فقط مدعى ونحن لم نقل ان كل شخص يعادي الشيعة هو ناصبي ولكن نقول لا يمكن الجمع بين النصب وبين عدم معاداة الشيعة فكل ناصبي هو معاد للشيعة ثم اننا يمكن ان نتصور قبول بيعة السفياني للامام المهدي (عليه السلام) فتكون نحو من المعاهدة ولو من اجل حفظ المصلحة التي يراها الامام (عليه السلام) كما كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يقبل الصلح والمعاهدة من المشركين.
ودمتم في رعاية الله