قيس المهندس - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 ما روي في اختلاف الشيعة قبل الظهور

هنالك رأي يقول أن السفياني ليس ناصبي وهو يقدم أدلة روائية وتأريخية وعقلية قاطعة تؤكد هذا الأمر ومن تلك الروايات ما ورد عن الامام الباقر عليه السلام بقوله : كفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم. وعنهم عليهم السلام : ليس على النساء والعيال بأس منه. وكذلك بقرينة بيعة اهل الكوفة له. والادلة التأريخية تشير الى انه من قبيلة كلب وقبيلة كلب اليوم قبيلة علوية. ... الخ من الادلة المذكورة في محلها. فما هو رأيكم؟


الأخ قيس المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: لكي تتضح اجابتنا لابد ان نذكر تمام رواية الامام الباقر (عليه السلام) لان التقطيع في الروايات وابراز بعض فقراتها للاستدلال دون بعض هو امر قد يعطي نتائج خاطئة كما هو الحال في مقامنا ونذكر نص الرواية التي رواها الشيخ النعماني في كتابه الغيبة ص311 :حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال : حدثنا علي بن الحسن التيملي في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال : حدثنا الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، قال :" سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول : اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد في طاعة الله، فإن أشد ما يكون أحدكم اغتباطا بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد الآخرة وانقطعت الدنيا عنه، فإذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنة، وأمن مما كان يخاف، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق، وإن من خالف دينه على باطل، وإنه هالك فأبشروا ثم أبشروا بالذي تريدونه، ألستم ترون أعداءكم يقتتلون في معاصي الله، ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم، وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم، وهو من العلامات لكم مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم . فقال له بعض أصحابه : فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟ قال : يتغيب الرجل منكم عنه، فإن حنقه وشرهه فإنما هي على شيعتنا، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى . قيل : فإلى أين يخرج الرجال ويهربون منه ؟ فقال : من أراد منهم أن يخرج، يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان، ثم قال : ما تصنعون بالمدينة، وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم، وإنما فتنته حمل امرأة : تسعة أشهر، ولا يجوزها إن شاء الله) وبعد ان ذكرنا تمام الرواية لا يمكن الاستدلال بفقرة (كفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم) انه ليس بناصبي وانه لا يستهدف الشيعة وذلك لان هذه الفقرة تدل على ان السفياني يتصارع مع جهة اخرى غير الشيعة مثل جماعة الابقع والاصهب وقيس ... فليس الشيعة هم العدو الوحيد له, والفقرة لا تدل على انه يقتل الشيعة فالموقف من قبيل ان الله جعل بأسهم بينهم ثم ان بقية فقرات الرواية تدل على ان السفياني ضد الشيعة وانهم هدف له فلاحظ فقرة (مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس) فانها تدل على ان هناك خطر على الشيعة بعد الشهر او الشهرين من خروجه وكذلك فقرة (يتغيب الرجل منكم عنه، فإن حنقه وشرهه فإنما هي على شيعتنا) فانها تدل بوضوح على ان الشيعة مستهدفين من قبل السفياني بل هو هدفه الرئيسي, فانها تدل على ناصبية السفياني وعداء لشيعة اهل البيت . ثانياً: واما فقرة ( واما النساء فليس عليهن بأس ان شاء الله تعالى ) فانها لا تدل على عدم ناصبيته فان عادة المجرمين انهم يقتلون الرجال والابناء ويستحيون النساء فمثله مثل ال فرعون حيث كانوا يقتلون الذكور ويبقون النساء, قال تعالى (( وَإِذ أَنجَينَاكُم مِن آلِ فِرعَونَ يَسُومُونَكُم سُوءَ العَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبنَاءَكُم وَيَستَحيُونَ نِسَاءَكُم وَفِي ذَلِكُم بَلَاءٌ مِن رَبِّكُم عَظِيمٌ )) (الاعراف:141). ولم نعثر على ما يدل استثناء قتله للعيال بل الشواهد على خلاف ذلك فمثلا ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام)(....ويدخل جيش السفياني الى الكوفة فلا يدعون احدا الا قتلوه) اليقين لابن طاووس 423 . ثالثاً: واما ما ذكرتم من بيعة اهل الكوفة للسفياني فلم نعثر على شاهد يدل على ذلك بل الشاهد على خلافه فان هناك مبايعة للامام المهدي (عليه السلام) من اصحاب الرايات السود المتواجدة في الكوفة ( ... وتبعث الرايات السود بالبيعة الى المهدي) الفتن ص187 . رابعاً: ان الروايات تشير الى ان السفياني من بني امية واخواله من كلب واما ما ذكر ان قبيلة كلب علوية فمن مجرد الدعوى بل تدل الرواية انها معادية للمهدي(عليه السلام) وانها تحرض السفياني على نقض استسلامه للمهدي (عليه السلام) (.... ثم تأتيه كلب بعد ذلك، فيقولون : ما صنعت ؟ انطلقت إلى بيعتنا، فخلعتها وجعلتها له، فيقول : ما أصنع ؟ أسلمني الناس، فيقولون : فإنا معك، فاستقل بيعتك..) معجم احاديث الامام المهدي(عليه السلام)1/502 نقلا عن عقد الدرر ص71 وغيره . ودمتم في رعاية الله