logo-img
السیاسات و الشروط
( 15 سنة ) - العراق
منذ سنة

عقيل بن أبي طالب

السلام عليكم ما صحة ما يقال بأن عقيل بن أبي طالب كان معادياً لأخيه الإمام علي (عليه السلام)؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب إنّ عقيل بن أبي طالب موقفه ليس فيه ما يشين، وما يقال من أنه ذهب إلى معاوية فهناك اختلاف في الأمر بين من يقول أنه ذهب إلى معاوية بعد شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) وحينما صار الصلح بين الإمام الحسن (عليه السلام) ومعاوية لعنه الله، ومن قال بأنه ذهب إلى معاوية في حياة أمير المؤمنين ( عليه السلام)، وإذا كان قد ذهب قبل شهادة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فهناك روايات تشير إلى إن عقيلاً (رضوان اللّٰه عليه) كان يكتب الكتب لأخيه أمير المؤمنين (عليه السلام) يخبره فيها بما كان ينوي معاوية أو أصحاب معاوية فعله أو بما فعلوه، إذن نستطيع أن نقول بأن عقيلاً ممكن أن يكون عيناً وعوناً في نفس الوقت للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ويلاحظ أنه استطاع أن يرد على معاوية في أكثر من مرة ويوبخه، وكان يصرح في مجلس معاوية أني مررت بمعسكر أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان كمعسكر رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله) لا نسمع فيه إلا تالياً للقرآن الكريم او متهجداً يصلي لله ما بين قائم وراكع ومررت بمعسكرك -ويخاطب بكلامه معاوية- فلم أجد إلا أبناء الطلقاء وممن نفر برسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله) في يوم العقبة، وكان يسأل معاوية من هذا الذي يجلس على جانبك فيجيبه معاوية أنه عمرو بن العاص فيقول عقيل هذا الذي اختصم فيه ستة نفر من قريش فغلب عليهم جزارها (العاص)، ثم يقول فمن هذا إلى يسارك فيقول معاوية هذا أبو موسى الاشعري فيقول هذا ابن السراقة فيغتاض القوم بأجمعهم، ثم يحاول معاوية أن يتدارك الموقف فيقول وأنا ماذا تقول فيَّ؟ فيقول اعفني فيصر معاوية فعند ذلك يقول له عقيل أتعرف حمامة؟! ثم يخرج عقيل من ذلك المجلس فيستدعي معاوية نسابة فيسأله عن حمامة فيقول له النساب لي الأمان؟ فيقول لك الأمان فقال له إنها أم أبي سفيان وكانت من ذوات الرايات (بغية). وذات مرة يرسل في طلب عقيل (رضوان اللّٰه عليه) فيدخل فيحاول معاوية الاستهزاء به فيقول يا أهل الشام إن هذا الرجل عمه أبو لهب الذي قال فيه القرآن ( تبت يدا أبي لهب) وهنا يبادر عقيل: يا أهل الشام إن من قال فيها القرآن (وامرته حمالة الحطب) عمة معاوية. ويلح معاوية عليه بسب أمير المؤمنين (عليه السلام) فيصعد عقيل ويقول إن معاوية بن أبي سفيان أمرني أن ألعن علي بن أبي طالب فألعنوه ونزل فما زاد ولا نقص فاعترض عليه معاوية بأنه لم يبين على من اللعن كان. وهكذا ثم يصرح عقيل يقول: علي مع الحق والحق مع علي وعلي معه الدين، ومعك يا معاوية الدنيا فيعطيه معاوية مئة ألف دينار ويقول هل يعطيك علي مثل عطائي فيقول له: إنك تعطي مما ليس لك وعلي يعطي من ماله -ويقصد أن علياً امير المؤمنين أكرم من معاوية إذ إن الإمام (صلوات اللّٰه عليه) لما رأى حالة أخيه واحتياجه وعسره قال انتظرني أعطيك من عطائي الشهري. فكانت دراهم علي (عليه السلام) عند عقيل أكثر من عطاء معاوية كما صرح له لأن معاوية يعطي مما ليس له. ثم بعد ذلك يرمي هذه المئة ألف دينار في وجهه ويخرج. ويصرح معاوية بأن وجود عقيل قد أفسد مجالسهم ولذا فإن المتتبع لأخبار عقيل (رضوان اللّٰه عليه) يجد أن عقيلاً لا لأهل الشام بل عليهم وموقف آل عقيل أجلى من أن يذكر في تفانيهم ودفاعهم عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وكذلك الإمام السبط الحسن (عليه السلام) وسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). وهنالك كثير من المصادر تشير إلى ذلك. ودمتم في رعاية اللّٰه. [مركز الأبحاث العقائدية]

6