هنا طرح اشکال في ما تقوله في جوابک المتقدم وهو في الروايه التاليه " في رواية عن الصادق (عليه السلام) انه لما خرج طالب الحق باليمن قال له بعض الاصحاب نرجوا ان يكون هذا هو اليماني فاجابهم بقوله: لا اليماني يتوالى عليا وهذا يبرأ منه (الامالي للطوسي:661) " هنا الروايه تتکلم عن امر متشابه ولکن الامام الصادق عليه السلام يجيب في سوال اصحابه علي انه الذي يکون طالب حق هو ليس اليماني لذا هذا الذي يکون طالب حق يبرء من علي عليه السلام کما تقول الروايه. وينفي ما تقوله انت لان انت تقول الروايه تصرح علي ان اليماني في هذه الروايه يکون من اليمن والحال نري الاصحاب يسئلون الامام الصادق ع هل هو هذا اليماني؟ (اي هل الطالب الحق يکون اليماني) ويقول: لا.
بل اليماني موالي لعلي وهذا (اي طالب الحق) يبرأ من علي عليه السلام
ويمکن ان تقول کيف طالب حق ويبرأ ؟ نقول: هذا طالب حق وليس صاحب الحق لان اليماني هو ياتي بالحق مهما کان وطالبون الحق العوام وليس هو بل هو صاحب الحق.
الأخ مهدي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجب أن تفهم بأن ادعاء كون هذا الرجل الخارج باليمن بأنه طالب حق او اطلاق هذه الصفة عليه من قبل الناس لا يصيّره من اهل الحق فعلا، ولا يكون دليلا على أنه محق في دعواه وليس مبطلا، مع أنه لم يرد في الخبر ما يُعلم منه ماهية ذلك الحق الذي يطلبه، هل هو حق أهل البيت عليهم السلام المغصوب أم حق آخر؟ ومن أين أخذ هذا الرجل الإذن بطلبه لهذا الحق؟ أم أن هذا الحق الذي يطلبه حق آخر شخصي أو اجتماعي أو سياسي أو غير ذلك؟ فكل ذلك غير مبين في الرواية المذكورة. وأما اليماني الموعود فإن الاخبار تشير إلى كون رايته راية حق، يعني أنه من اهل الحق فعلا وليس مجرد طالب للحق. وموضع الشاهد من رواية طالب الحق التي ذكرناها في جوابنا ليس هو التحقيق في المراد من الحق الذي يطلبه هذا الخارج في اليمن، بل موضوع الشاهد هو ما تضمنه الخبر من وجود قرينة تدل على أن اليماني الموعود هو من اهل اليمن لا كما يدعي البعض، فإن اشتباه امر هذا الرجل الذي خرج في اليمن بين أن يكون هو اليماني الموعود أم غيره يعد قرينة على يمانية اليماني الموعود، وتوضيح ذلك: لو لم يكن اليماني الموعود يمانيا لكان جواب الامام غير تام والعياذ بالله، لأنه قد سُئل عن أمر هذا اليماني الخارج في اليمن، والسائل معتقد سلفا بأن اليماني الموعود هو من أهل اليمن، والإمام عليه السلام في جوابه قد أقرّه على هذا الاعتقاد، وإلا لو لم يكن اليماني الموعود من أهل اليمن لكان الاولى بالإمام أن يبين للسائل أو يشير إلى فساد ذلك الظن والاعتقاد، ولما رأينا أنه قد اقرّه على ظنه فإنه على دليل أن اليماني الموعود هو من اهل اليمن كذلك. فهذا هو موضع الشاهد الذي على اساسه سقنا الرواية المذكورة، وليس موضع الشاهد كون ذلك الرجل اليماني هو بالفعل طالب حق أم لا، مع أن طلب الحق -كما اوضحنا- يفتقر إلى معرفة أي الحقوق هو، وإذا كان هذا الحق المطلوب هو حق اهل البيت عليهم السلام فمن أذن لهذا الرجل بطلبه؟ فضلا عن أن الوصف قد يكون مجرد تسمية أو لقب تسمى به هذا الرجل من قبل الناس ولا دلالة له على الواقع، مثلما لُقِّب احد ابناء المنصور الدوانيقي بالمهدي، فهل هذه التسمية قد جعلته مهديا بالفعل؟
ودمتم في رعاية الله