علامات الساعة وعلامات المهدي (عجل الله فرجه)
يقول المستشكل على القضية اليمانية المباركة أن اليماني الموعود لابد أن يكون من اليمن كما في الرواية الوارده في كتاب كمال الدين ص 319 عن محمدعن محمد بن مسلم التي جاء فيها عن أبي جعفر (عليه السلام) في ذكر القائم فقال ع ..وأنه...ينصر بالسيف وبالرعب، وأنه لا ترد له راية . وإن من علامات خروجه، خروج السفياني من الشام وخروج اليماني (من اليمن) وصيحة من السماء في شهر رمضان، ومناد ينادي باسمه من السماء واسم أبيه) كتاب كمال الدين ص 319 الجواب: نقول للمستشكل ولغيره ممن خالف هذه الدعوة المباركة وبأجابة موجزة هوناً عليك يا صاح فهل جهل أو تجاهل أن عبارة (من اليمن) موضوعة بين قوسين ولم يشَر الى الهامش في كل الطبعات القديمه عن سبب ذلك الحصر بين قوسين للعبارة لأن هذا الحصر بين قوسين لا يخلو أما تكون هذه العبارة وجدت في نسخة خطيه انفردت بذكر هذه العبارة (من اليمن) فكان يجب الإشارة بالهامش لمثل هكذا أمر سواء من الناسخ أو المحقق أو المؤلف، واما أن تکون قد وضعت من ايادي خفية . فلقد تحققنا بدورنا في أكثرمن طبعة قديمة علي عبارة(من اليمن)المذكورة فلم نجدها في بعض الطبعات القديمة والبعض الآخر ذکرها ووضعها بين قوسين دون انّ يشيرالى مصدرها المؤخوذة منه ولم أجد لها أي تخريج إلا أن يكون قد زجها أحد المؤلفين أو الناسخين من عنده تحت طائلة انه يريد ضبط سياق كلام الرواية كما هو معمول به في مؤسسات النشر في هذا الزمان مع الاسف، اذ لا معني للحصر بين قوسين الا هذا المعني اذا اردنا ان نبين الوجه لهذه العبارة الاجنبية على اصل الرواية او انه يكون قد زجتها الاقلام المأجورة ووعاظ السلاطين خوفاً علي ذهاب عروش اسيادهم الذهبية ومثل التصرف كثير ما يحصل في الكتب والروايات، وأن هذا التصرف ليس في محله وغير مقبول ومحرم التقول علي المعصوم (ع) بشيء لم يقله وبهذا تكون هذه العبارةليست من أصل الرواية وهي أجنبية لا يعتد بها، اما من اشاروا الى من اليمن ووضعوها بين قوسين هم هذا الكتاب والطبعة الوحيدة التي ذكرت عبارة من اليمن وكانت بين قوسين ولم يبين سبب التقويس في الهامش: 1- كتاب : كمال الدين وتمام النعمة المؤلف : الشيخ الصدوق الوفاة : 381 هـ. تحقيق : تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري سنة الطبع : محرم الحرام 1405هـ ق - 1363 هـ ش الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة 2- الکتاب:معجم احاديث الامام المهدي(ع) المؤلف:الشيخ علي الکوراني من اليمن:موجودة بين قوسين من دون الاشارة من اين اخذت هذه العبارة. واليك الان المؤلفات الاخري التي نقلت نفس الرواية المذکورة ولم يذکرفيها عبارة(من اليمن). 1- الكتاب : اعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الوفاة : 548هـ من اليمن: غيرموجودة. 2- لكتاب : كشف الغمة المؤلف : ابن أبي الفتح الإربلي الوفاة : 693هـ من اليمن: غيرموجودة . 3- الكتاب : منتخب الأنوار المضيئة المؤلف : السيد بهاء الدين النجفي الوفاة : 803هـ من اليمن: غيرموجود. 4- الکتاب: إثبات الهداة المؤلف:محمدبن الحسن الحرالعاملي الوفاة:1104هـ أ)ج 3 ص 46 ب19 ف3 ح20 - مختصرا عن كمال الدين . ب)غيرموجودة ج3 ص 468 بالنصوص على امامة صاحب الزمان ف5 ح131 كاملةًعن كمال الدين . ج)غيرموجودة ج3 ص 718 ب34 ف4 ح13 - آخره عن كمال الدين 5- الکتاب:بحارالانوار المؤلف : العلامة المجلسي الوفاة : 1111هـ من اليمن:غيرموجودة.ج51ص218ح16 عن کمال الدين 6- الكتاب : إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب المؤلف :الشيخ علي اليزدي الحائري الوفاة : 1333هـ من اليمن:غيرموجودة.ج1ص197 7- الكتاب : بشارةالاسلام المؤلف : السيد مصطفي الکاظمي الوفاة : 1336 هـ الطبعة:قم- مکتبةالامين من اليمن:غيرموجودة ص140 8- الكتاب : مكيال المكارم المؤلف : ميرزا محمد تقي الأصفهاني الوفاة : 1348هـ من اليمن:غيرموجودة ج1ص71 9- كتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ المؤلف : السيد لطيف القزويني الوفاة : معاصر من اليمن:غيرموجودة ص275. وبهذا العرض الاستقرائي التام يتضح حقيقة عبارة (من اليمن) بأنها ليست من اصل الرواية فأذا كان کل الذين نقلوا الرواية من کتاب كمال الدين لم يجدوا عبارة(من اليمن) في وقت النقل فكيف وجدت بعد ذلك ياتري؟ فهذا ممايدل علي عدم وجود هذه العبارة في اصل الكتاب عن محمد بن مسلم قال دخلت على أبي جعفر عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد فقال ... وانه لا ترد له راية وان من علامات خروجه خروج السفياني من الشام وخروج اليماني وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي باسمه واسم أبي... ه ). وكما تلاحظون لا وجود لعبارة (من اليمن) في هذه الرواية. ونقلها الشيخ الطبرسي كذلك في إعلام الورى بأعلام الهدى - ج 2 - ص 233: محمد بن مسلم الثقفي قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي مبتدئا يا محمد بن مسلم، إن في القائم من آل محمد ...، وأنه لا ترد له راية، وإن من علامات خروجه : خروج السفياني من الشام، وخروج اليماني، وصيحة من السماء في شهر رمضان، ومناد ينادي باسمه واسم أبيه ).ووردت أيضاً في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 51 - ص 217 - 218 وهنا أيضاً لا وجود لعبارة (من اليمن). إكمال الدين : الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن سليمان بن داود، عن أبي بصير، وحدثنا ابن عصام، عن الكليني، عن القاسم بن العلا، عن إسماعيل بن علي، عن علي بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله فقال .............وأن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام وخروج اليماني وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي باسمه واسم أبيه ). شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي - ج 13 ولعل هذا الناسخ قد شد من عزمه ورود عبارة (من اليمن) في الرواية الأولى التي ذكرناها آنفاً، ولكنه احتمال ضعيف للغاية، لأننا نقرأ هذه الرواية الأولى نفسها في شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي - ج 13 - ص 342، نقلاً عن الفصول المهمة، وليس فيها عبارة ( اليماني من اليمن )، بل لا ذكر فيها لليماني البتة، يقول السيد المرعشي: اما الشبهه الملقات هي ان هنالك يماني من اليمن فالرد عليها في هذه الرواية السفياني يخرج من الشام واليمن، ولعل من يخرج من اليمن سفيانياً آخر غير سفياني الشام ولكنه منحرف مثله، ولذلك جمع بينهما بوصف السفياني، فعن أبي جعفر قال :( … ثم يسير إليهم منصور اليماني من صنعاء بجنوده وله فورة شديدة يستقبل الناس قتل الجاهلية، فيلتقي هو والأخوص، وراياتهم صفر، وثيابهم ملونة، فيكون بينهما قتال شديد، ثم يظهر الأخوص السفياني عليه، …) شرح إحقاق الحق ج29 ص 515. عن نعيم ابن حماد في كتاب الفتن ص174 وعن كعب : (لابد من نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض، ولا بد أن يظهر بين يديه علامات وفتن. فأول ما يخرج ويغلب على البلاد الأصهب، يخرج من بلاد الجزيرة، ثم يخرج من بعده الجرهمي من الشام، ويخرج القحطاني من بلاد اليمن، قال كعب الأحبار: بينما هؤلاء والثلاثة قد تغلبوا على مواضعهم بالظلم، وإذ قد خرج السفياني من دمشق ). شرح إحقاق الحق - للمرعشي ج29 ص530. من هاتين الروايتين يتضح أن اليماني الذي يخرج من بلاد اليمن شخص آخر غير اليماني الموعود، فاليماني الموعود رايته راية هدى، وهي أهدى الرايات، بينما اليماني أو القحطاني الذي يخرج من بلاد اليمن يستقبل الناس قتل الجاهلية، ويتغلب بالظلم. وعلى أي حال وردت روايات أخرى يستشف منها تعدد شخصية اليماني فقد روي عن عبيد بن زرارة، قال: (ذُكر عند أبي عبدالله السفياني فقال: أنى يخرج ذلك ولما يخرج كاسر عينيه في صنعاء)(غيبة النعماني: 277 وروى الطوسي في الغيبة عن محمد بن مسلم: (يخرج ق...بل السفياني مصري ويماني) (غيبة الطوسي/447). من يتأمل هذه الروايات يخرج بنتيجة تكاد تكون حتمية مفادها تعدد شخصية اليماني. فنحن نعلم أن خروج اليماني والسفياني يتم في يوم واحد وشهر واحد وسنة واحدة، كما تنص الرواية الواردة عن الباقر (ع) بينما تنص الرواية أعلاه المنقولة عن الطوسي على تقدم المصري واليماني على السفياني. الأمر الذي يدل على أن اليماني المذكور فيها شخص آخر غير اليماني الموعود. والأمر نفسه يقال بالنسبة للرواية الواردة عن عبيد بن زرارة، فهي تؤكد على أن خروج السفياني لابد أن يسبقه خروج رجل من صنعاء. ويعلق الشيخ الكوراني على هذه الرواية قائلاً: (( ويحتمل أن يكون هذا الذي يظهر قبل السفياني يمانياً ممهداً لليماني الموعود)) (عصر الظهور: 115). أي إنه يفترض كونه شخصاً آخر غير اليماني الموعود، ويرى أنه شخصاً مهتدياً طالما كان يمهد لليماني الموعود، وعليه يكون ثمة أكثر من يماني يخرج في بلاد اليمن وحدها، لأننا علمنا مما تقدم بخروج رجل من اليمن تلقبه الروايات باليماني أو القحطاني وهو شخص منحرف. ولا بأس هنا من الإشارة إلى ما ورد عن النبي (ص): (... وسيخرج من هذا - أي علي (ع) - فتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى اليمني، فإنه يُقبل من المشرق، وهو صاحب راية المهدي).(المهدي المنتظر الموعود/ ب4: 107). فالرواية تقول إن الفتى اليمني يقبل من المشرق، والمعروف إن حركة اليماني تستهدف الوصول الى الكوفة، فقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : ( اليماني والسفياني كفرسي رهان ) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - ص 253. ومن ينطلق من اليمن تكون الكوفة الى جهة المشرق بالنسبة له، ويكون مجيئه لها من قبل المغرب لا المشرق كما نصت الرواية، فيتحصل أن الفتى اليمني لا ينطلق من بلاد اليمن. عن الصادق (ع) في حديث تعقيب صلاة الظهر في علامات الظهور قال : خروج راية من المشرق وراية من المغرب، وفتنة تظل أهل الزوراء، وخروج رجل من ولد عمي زيد باليمن، … ) مستدرك سفينة البحار ج 7 ص47 / فلاح السائل ص170-171.
الأخ قاسم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: ان التشكيك في وجود كلمة (من اليمن) في رواية كمال الدين لا يجدي نفعا لاثبات مدعى من يقول ان اليماني ليس من اليمن اذ هناك بعض الروايات الصريحة والصحيحة السند التي تنص على ان خروج اليماني يكون من اليمن من قبيل ما رواه الفضل بن شاذان بسند صحيح ينتهي الى زرارة عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال : استعيذوا بالله من شر السفياني والدجال