logo-img
السیاسات و الشروط
حسين الساعدي - ايسلندا
منذ 5 سنوات

 علامات ظهوره (عجل الله فرجه) (2)

في كتاب غيبة الطوسي عن الامام الباقر (ع) انه قال ((والله لتمحصن يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كمخيض الكحل في العين, لأن صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين, ولا يعلم متى يذهب, فيصبح أحدكم وهو يرى انه على شريعة من أمرنا فيمسي وقد خرج منها, ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها )) وعن الامام الصادق انه قال ((والله لتمحصن, والله لتميزن, والله لتغربلن, حتى لا يبقى منكم الا الاندر ..)) أن هذه الروايات تأتي لتؤكد المفهوم القرآني عن مبدأ التمحيص ((وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين )) ((أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون )) ان مبدأ التمحيص لا يفارق الانسان حتى آخر لحظة في حياته بل ربما يكون التمحيص الاكبر هو في أواخر العمر وكم وكم لاحظنا من يفوز بالتمحيص الاخير لينطلق الى امجاد التزكية الكبرى كما هو الحال في زهير بن القين والحر بن يزيد الرياحي في موقفهما يوم الطف . وكم رأينا من نجح في تمحيصات عسيرة ولكنه سقط في التمحيص الاخير كما هو حال عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الذي نكث بيعته للامام الحسن السبط (ع) مع انه كان قائد جيشه, والتحق بأبن الطلقاء معاوية مع انه قتل زوجته واطفاله. ملخص القول من هذه المقدمة ان اختلاف الشيعة ناجم عن خلط في فهم ما اراده اهل البيت (ع) وهو جزء اساسي من عملية التمحيص فالبعض يعتبر ان التمسك بالمرجعية الدينية الحقيقية هو تمسك بأئمة الهدى والبعض يعتبر انه فوق المرجعية وان المرجعية مهمتها فتاوى فقهية فقط, لذلك سنشهد هذا الاختلاف مع دخول الامام المهدي (عج) الى الكوفة حيث سيجد ثلاث رايات شيعية تستطرع واكيد ان واحدة منها متمسكة بالمرجعية واخرى معادية لها والثالثة مذبذة لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء .. اما قول المعصومين ان الخير كل الخير في هذا الاختلاف فأكيد ان مثل هذه الفتن تظهر الناس على حقائقهم فالذهب الحقيقي لا يبرز خصائصه الا بالنار والمؤمنين الحقيقين لا يبرزون الا بتفادي الفتن ..


الأخ حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عند مطالعة روايات اختلاف الشيعة في آخر الزمان لا نجد ذكرا لسبب الاختلاف واما ما تفضلتم به من ارجاع سبب الاختلاف الى الخلط في فهم نصوص اهل البيت (عليهم السلام) فلم نعثر على شاهد يؤيد هذا المعنى نعم الاختلاف الفقهي بين العلماء قد يكون ناتج عن التفاوت في فهم نصوص المعصومين (عليهم السلام) ولكن روايات اختلاف الشيعة لا تحصر هذا الاختلاف عند العلماء وكذا ان رواية الثلاث رايات لا تذكر سبب الاختلاف ولا يوجد شاهد بان الاختلاف هو في الايمان بالمرجعية الدينية فلاحظ نص الرواية في كتاب الارشاد 2/380 في رواية عمرو بن شمر عن ابي جعفر (عليه السلام)  قال : ذكر المهدي فقال : (يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصغو له، ويدخل حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة، فيأمر أن يخط له مسجد على الغري ويصلي بهم هناك، ثم يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين عليه السلام نهرا يجري إلى الغريين حتى ينزل الماء في النجف، ويعمل على فوهته القناطير والأرحاء، فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء ") . ودمتم في رعاية الله