ما نظرية تعدد الأكوان وهل يوجد عالم موازي وما معنى قوله تعالى ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) وما المقصود (بشر الدواب )هل من الممكن أن تكون هناك مخلوقات بأبعاد مختلفة أو في جوف الأرض؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ما تفضلتم به أنّ العلم الحديث أثبت الأكوان المتعددة ليس دقيقاً فإنّ فكرة الأكوان المتعددة لا تعدو الفرضية فضلاً عن أن تكون نظرية وغاية ما في الأمر أنّ ثمة ظواهر لم يتمكن العلم من تفسيرها كسلوك الألكترونات في الذرة أو الطبيعة الجسيمية والموجية للفوتونات في آنٍ معاً والبقعة الفارغة في الكون وغيرها تم تفسيرها بافتراض وجود أكوان أو عوالم متوازية وكيف ما كان فإنّ الإشكالية ليست كما يتصورها جنابكم في قضية الفائدة من هذه الأكوان بل الإشكالية هي إمكان التولد الذاتي للأكوان من دون الحاجة إلى خالق وهذا لو سلمنا به جدلاً لا ينفي وجود الخالق لأنّ الكلام ليس هو في أنّ الكون وجد من العدم وأنّ التولد الذاتي أوجد الكون وعندها لا يحتاج إلى خالق أو وجد من المادة الأولى فيحتاج إلى خالق بل الكلام هو أنّه من أذن للكون أن يوجد بعد إن لم يكن موجوداً فمن قرر أن يوجد في وقت وجوده الذي يدعونه أنّه وجد من العدم هنا نحتاج إلى جواب فإنّ الأبعاد التي ذكروها الأحد عشر هي التي اجتمعت وكونت الكون سؤالنا هذه الأبعاد من الذي عمد إلى أن توجد الكون وقتئذ تولد الكون من العدم كما يقولون فلابد هناك من إذن أن يوجد.
وكيف ماكان فإلى الآن الإنسان غير قادر أن يحلل كل ما في هذه المعمورة وهو قاصر عن أن يقدم منظومة متكاملة عن هذا الكون الفسيح وهو في حيص وبيص وبين قرن وقرن من الزمان يأتي من يقول أنّ النظرية السابقة باطلة وأنّ النظرية الصحيحة هي هذه وأيضاً بعد زمن يأتي من يبطلها وهكذا وتبقى الحقيقة الناصعة من بين كل هذه المحاولات أنّ عظمة الخالق هي التي تهيمن على كل هذا الوجود وأنّ كم تشرقون أو تغربون فلن تخرجوا عن ملكه وذكره الله في كلمتين في كتابه الكريم: ((فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ)) (التكوير: 26) وقوله تعالى: ((وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ)) (البقرة: 115) .
وكونوا على إيمان كبير أنّهم: ((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)) (التوبة: 32).
ودمتم بحفظ الله ورعايته