logo-img
السیاسات و الشروط
باقر أحمد - الإمارات
منذ 5 سنوات

 معنى العقل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد، ما معنى هذه الرواية: سئل الإمام الرضا عليه السلام: ما العقل؟ فقـال: التجرع للغصّة ومداهنة الأعداء ومداراة الأصدقاء. أرجو التفصيل في الشرح. دونا جزاكم الله خيرا وشكرا ونسألكم الدعاء والسلام.


الأخ باقر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المداهنة اظهار خلاف ما تضمر وهو قريب من معنى المداراة , والغصة بالضم ما يعترض في الحلق وتعسر اساغته ويطلق مجازاً على الشدائد التي يشق على الإنسان تحملها وهو المراد هنا (وتجرعه) كناية على تحمله وعدم القيام بالأنتقام به. (بحار الأنوار ج1 ص116، 130). والمداراة ضدها المكاشفة, وتحصل المداراة نتيجة الاعتدال في القوة الغضبية والمقصود ان مداراة الأصدقاء وترك مجادلتهم ومناقشتهم عاقلاً كان أو جاهلاً من صفات العاقل ويظهر ذلك جلياً في الإعتبار بحال الأنبياء والأوصياء والأولياء ثم الأمثل فالأمثل على تفاوت مقاماتهم وتفاضل درجاتهم هذا إذا قصروا في حقوقه، واما إذا قصروا في حقوق الله تعالى فوجب تقويمهم واسترجاعهم بالحكمة والموعظة الحسنة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وان افتقر إلى الغلظة جاز على قدر الضرورة من المواعظ الحسنة في استجلاب طبايع الجهال إلى الحق وتأنيسهم به ان لا يحمله عليهم دفعة فإن ذلك مما يوجب نفارهم عنه وفساد نظام أموالهم بل ينبغي أن يحمله ويأنسهم به على التدريج قليلاً قليلاً وربما لم يمكنه تأنيسهم به لغموضه بالنسبة إلى افهامهم أو لقوة اعتقادهم في ضده فينبغي أن يخدعهم عن ذلك ويميلهم إليه بحسب ما يقتضيه الحكم وربما يحتاج إلى اظهار الحق بصورة الباطل كاستدلال إبراهيم (عليه السلام) بأفول الكوكب بعد قوله (( هذا ربي )) على نقصها المنافي لألهيتها. والمكاشفة من رذائل الأخلاق للجاهل ومن فروع الأفراط في القوة الغضبية وهي الخشونة والمناقشة واظهار العداوة واعلانها المؤدي للمخاصمة والمجادلة والمقابلة إلى غير ذلك من المفاسد والشدائد الموجبة لفساد أحوالهم وبطلان نظامهم. (انظر شرح أصول الكافي للمازندراني ج1 ص257). ودمتم في رعاية الله

2