الإشارة المتكررة في القرآن لنطفة الرجل وتكوين الإنسان
لماذا دائماً يذكر القرآن في شأن خلق الإنسان نطفة الرجل ولا يذكر بيضة الأنثى؟ على الرغم من أن الطفل يتكون من إتحاد البيضة بالنطفة، يقول تعالى:
-﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَاب ثُمَّ مِن نُّطۡفَة ثُمَّ مِنۡ عَلَقَة ثُمَّ يُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا﴾
- ﴿إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاج﴾
- ﴿خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَة﴾
- ﴿إِنَّا خَلَقنَٰكُم مِّن تُرَاب ثُمَّ مِن نُّطفَة ثُمَّ مِنۡ عَلَقَة ثُمَّ مِن مُّضۡغَة مُّخَلَّقَة وَغَيۡرِ مُخَلَّقَة لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡ وَنُقِرُّ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ﴾
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
مرحباً بكم في تطبيق المجيب.
ابنتي الكريمة، ذكر بعضهم أن النطفة والبويضة (نطفة الرجل وبويضة المرآة) وصفت في بعض الآيات في قوله تعالى: ﴿من نطفة أمشاج﴾ والأمشاج هي الأخلاط المجتمعة من الجنسين، وهي البويضة المخصبة.
ويقول صاحب كتاب الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج١٩، الصفحة ٢٤٤، في تفسير الآية المباركة: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً}:
"أمشاج": جمع مشج، على وزن (نسج) أو (سبب)، أو أنه جمع "مشيج" على وزن (مريض) بمعنى المختلط.
ولعل ذكر خلق الإنسان من النطفة المختلطة إشارة إلى اختلاط ماء الذكور والإناث، وقد أشير إلى ذلك في روايات المعصومين (عليهم السلام) بصورة إجمالية(١).
نذكر بعضها تيمناً وتبركاً:
عن عبد الله بن مسعود قال: إذا جئناكم بحديث أتيناكم بتصديقه من كتاب الله. إن النطفة تكون في الرحم أربعين، ثم تكون علقة أربعين، ثم تكون مضغة أربعين، فإذا أراد الله أن يخلق الخلق نزل الملك فيقول له: أكتب، فيقول: ماذا أكتب؟ فيقول: شقياً أو سعيداً، ذكراً أو أنثى، وما رزقه وأثره وأجله، فيوحي الله بما يشاء ويكتبه الملك. ثم قرأ عبد الله: ﴿إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه﴾ ثم قال عبد الله: أمشاجها عروقها (٢).
وعن ابن عباس، في قوله: ﴿من نطفه أمشاج﴾ قال: ماء الرجل وماء المرأة حين يختلطان (٣).
وغيرها الكثير من الروايات.
ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.
مع الاعتذار عن التأخير لكثرة الأسئلة.
________________________________
(١) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج٥٧، الصفحة ٣٥٤.
(٢) الدر المنثور، ج٦، ص٢٩٧.
(٣) الدر المنثور، ج٦، ص٢٩٧.