logo-img
السیاسات و الشروط
..... ( 19 سنة ) - لبنان
منذ سنة

غيرة الرجل في الجنة وتأثيرها على المرأة

السلام عليكم هل يغار الرجل على نسائه في الجنة كنت قد أرسلت لمركز الابحاث العقائدية ان هناك موقع فسر اية مقصورات في الخيام بأنه الحور لا تخرج من الخيمة كما تخرج النساء الآن وتتبعها نظرات الشهوات فأجابني المركز انه غيرة الرجل لا تسمح بأن يرى الناس وجه زوجته فما رأيكم . بغض النظر سواء كانت المرأة مشمولة بالحور العين ام لا فالنتيجة صارت واحدة ستحبس المرأة في مكان ما بسبب غيرة الرجل ويحق للرجل ان يذهب الى اصحابه وجيرانه بينما هي لا !؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ١- (حور مقصورات في الخيام ) هو كناية عن العفة والاحتشام وليس معناه محبوسة لا يراها احد . ٢- نعيم الجنّة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر بقلب احد ، وهو عام شامل للرجال والنساء الذي يُنعم الله عليهم بكرمه ويُدخلهم الجنّة ، وليس الجنّة حكرا على صنف دون صنف (وَ مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَ لا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) النحل ٩٧ ٣- (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) الروم ١٥ كلمة «‍يحبرون‍» مأخوذة من مادة «حبر» علی زنة «قشر» و معناها الأثر الرائق الرائع، كما يطلق هذا التعبير علی حالة السرور و الفرح التي يظهر أثرها علی الوجه أيضا، و حيث أن قلوب أهل الجنّة في غاية السرور و الفرح بحيث أن آثارها تظهر في وجودهم قاطبة، فقد استعمل هذا التعبير لهذه الحالة أيضا. ‏و «الروضة» معناها المكان الذي تكثر فيه الأشجار و الماء، و لذلك تطلق هذه الكلمة علی البساتين النضرة بأشجارها و اخضرارها .. و قد جاءت هذه الكلمة هنا بصيغة التنكير لغرض التعظيم و المبالغة، أي إنّهم في أفضل الجنان و أعلاها التي تبعث السرور، فهم منعمون، بل غارقون في نعيم الجنّة. الطريف هنا أنّه في شأن أهل الجنّة استعملت كلمة «‍يحبرون‍» و تدلّ علی منتهی الرضا من جميع الجوانب لدی أهل الجنّة .)(١) وكل الايات التي تتحدث عن نعيم الجنة هو يشمل للذكر والانثى وكذا ما ذُكر في الروايات عن علي بن الحسين عليه السلام قال : إذا صار أهل الجنّة في الجنّة ، ودخل ولي الله إلى جنانه ومساكنه ، واتّكأ كلّ مؤمن منهم على أريكته ، حفته خدّامه ، وتهدلت عليه الثمار ، وتفجّرت حوله العيون ، وجرت من تحته الأنهار ، وبسطت له الزرابي ، وصفقت له النمارق ، وأتته الخدّام بما شاءت شهوته من قبل ان يسألهم ذلك ، قال ويخرج عليهم الحور العين من الخبان ، فيمكثون بذلك ما شاء الله. ثمّ انّ الجبّار يشرف عليهم فيقول : أوليائي وأهل طاعتي وسكان جنّتي في جواري الأهل انبّؤكم بخير من ما أنتم فيه ؟ فيقولون : ربّنا وأي شيء خير ممّا نحن فيه ، ... المزید فيقول لهم تبارك وتعالى : رضاي عنكم ومحبّتي لكم خير وأعظم ممّا أنتم فيه ، فيقولون : نعم يا ربّ رضاك عنّا ومحبّتك لنا خير لنا وأطيب لأنفسنا. ثمّ قرأ علي بن الحسين عليه السلام هذه الآية : ( وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ).(٢) وعن الباقر عليه السلام قال : انّ أهل الجنّة يحيون فلا يموتون أبداً ، ويستيقظون فلا ينامون أبداً ، ويستغنون فلا يفتقرون أبداً ، ويفرحون فلا يحزنون أبداً ، ويضحكون ولا يبكون أبداً ، ويكرمون فلا يهانون أبداً ، ويأكلون فلا يجوعون أبداً ، ويُروون فلا يظمئون أبداً ، ويكسون فلا يعرون أبداً ، ويركبون ويتزاورون أبداً ، ويسلّم عليهم الولدان المخلّدون أبداً ، بأيديهم أباريق الفضّة وآنية الذهب أبداً ، متّكئين على سرر أبداً ، على الأرائك ينظرون أبداً ، ويأتيهم التحيّة والتسليم من الله أبداً ، نسأل الله الجنّة برحمته انّه على كلّ شيء قدير.(٣) و أما غيرة المؤمن فهي صفة كمالٍ له إذا كانت في ضمن الحدود المقبولة عند الله تعالى فتكون موجودة عند الرجل في الجنة،و لكنها لا تمنع من تجوال زوجته في الجنة مادامت بعين الله و في حدود رضاه، وأما نظر الآخرين لها بشهوة فهو يخالف كمالهم وكل ما خالف الكمال لا يتصف به أهل الجنة، وعليه فلا مانع من تجوال النساء و الرجال في الجنة بما يتناسب مع كمالهم، وأما النظر بشهوة لغير الزوج أو الزوجة فهي صفة نقص تنفر عنها نفوس أهل الجنة كما ينفر الانسان في الدنيا من الروائح الكريهة. جعلنا الله واياكم من اهل كرامته ومتعنا في جنانه ، وحشرنا مع محمد و ال محمد . ودمتم بحفظ الله ورعايته. ————— ١- تفسير الامثل ج١٢ ص ٤٨٤ ٢- بحار الأنوار ج ۸ ص ۱٤۱ ٣- بحار الأنوار ج ۸ ص ۲۲۰