فاضل - الجزر العذراء البريطانية
منذ 4 سنوات

 حدود العصمة

ما هو معنى المشارطة (في حديث عائشة اوما علمت ما شارطت عليه ربي) وكيفيتها وهل تصح في عصر الغيبة؟ هل هي دعاء ام نذر ام شي اخر؟ السؤال عن المشارطة الواردة في الحديث التالي في صحيح مسلم عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح وحدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما (مسلم)


الأخ فاضل المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: المشارطة هنا بمعنى التعاقد والمعاقدة والتعاهد بين النبي(صلى الله عليه وآله) و الله عز وجل با ن كل باطل وإساءة تصدر من النبي(صلى الله عليه وآله)يغفر الله تعالى بها لمن ارتكبت تلك الإساءة تجاهه من النبي(صلى الله عليه وآله) وقد ورد هذا المعنى في طرق هذه الرواية المتعددة و المختلفة فمرة تروى بلفظ ( شارطت عليه ربي ) واخرى يقول فيها (صلى الله عليه وآله): اللهم اني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه . ثانياً: لا يمكن ان تقع مثل هكذا مشارطة من النبي(صلى الله عليه وآله)او الامام المعصوم(عليه السلام) لكثرت المحاذير الباطلة اللازمة منها كونها منافية للعصمة بل لادنى درجات العدالة والاستقامة والتقوى. ثالثاً: هناك بعض المحاذير الخطيرة التي تلزم من نسبة صدور مثل هذه الامور من النبي (صلى الله عليه وآله) منها: أ‌- تصوير النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) صاحب الخلق العظيم سبابا لعانا وبغير حق مع نهيه الشديد للناس العاديين عن فعل ذلك مع نعت الصحابة له(صلى الله عليه وآله) بأنه لم يكن لعانا ولا سبابا . ب‌- جعل النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ظالما متهورا متسرعا في اصدار الاحكام والسباب واللعن على غير مستحقيها. ت‌- تناقض مثل هذه الروايات المكذوبة مع ما قاله النبي (صلى الله عليه وآله) لعبد الله بن عمرو بن العاص كما ورد في الحديث الذي رواه احمد وابو داود والدارمي والحاكم وصححه الالباني في سلسلة أحاديثه الصحيحة برقم( 1532 )حيث قال عبد الله بن عمرو ( كنت اكتب كل شيء اسمعه من رسول الله(صلى الله عليه وآله) فنهتني قريش وقالوا : أتكتب كل شيء ورسول الله(صلى الله عليه وآله) بشر يتكلم في الغضب والرضى ! فأمسكت عن الكتاب فذكرت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك فأومأ بإصبعه الى فيه فقال : ( اكتب فوا الذي نفسي بيده ما يخرج منه الا حق ) . فكيف نتصور مع هذا الحديث وهذه الحقيقة ان النبي (صلى الله عليه وآله) يسب ويلعن أناسا صحابة مؤمنين غير مستحقين لسب او لعن وانه اعطي حقا في ذلك بمشارطته ومعاهدته مع الله عز وجل ان لا يؤاخذه على ذلك لكونه متسرعا ويغضب ويوزع سبابا ولعنا على امته وأصحابه غير المستحقين لذلك ثم يجزيهم الله عن هذه الأخطاء الفادحة المخلة بالعصمة والعدالة والتقوى بالثواب والرحمة و تكفير الذنوب !؟ فأي دين هذا وأي نبي هذا وأي رب يقر بهذا ! ؟ وهل أرسل الله تعالى الرسل وجعلهم قدوة وأسوة ليفعلوا ذلك ويعلموا الناس مثل هذه الترهات ؟ ! . ودمتم في رعاية الله

1