لقد اقتبست في احد المواقع الوهابية موضوع ينفون العصمة مستدلين بروايات وسندرج لكم ما اقتبسناه تفضلوا : ************************* نفي العصمة من أقوال الأئمة يعتقد الشيعة أن أئمتهم قد عصموا من جميع الأخطاء والذنوب ما ظهر منها وما بطن ومن السهو والنسيان منذ ولادتهم حتى وفاتهم
ولكن حين نتصفح كتبهم نجد أن أئمتهم ينكرون هذه العصمة التي لاتليق إلا بالله عز وجل ويتبرأؤن منها ويقرون بالذنب والسهو ويطلبون المغفرة من الله
فهل نصدق الشيعة أم أئمتهم ؟ فهذا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقر بأنه بشر عرضة للخطأ والنسيان حيث يقول
" لا تخالطوني بالمصانعة، ولاتظنوا بي استثقالا في حق قيل لي، ولا التماس إعظام النفس، بأنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي" نهج البلاغة شرح محمد عبده ص412-413، شرح أبي الحديد ج11ص102 ويدعو ربه أن يغفر له ذنوبه وزلاته
" اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني فإن عدت فعد علي بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له وفاء عندي، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ وسهوات الجنان وهفوات اللسان " نهج البلاغة شرح أبي الحديد ج6 ص176 ومن دعائه رضي الله عنه واقراره لربه بالخطأ وطلب المغفرة منه
" إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك، إلهي أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي " أمالي الصدوق، 48 البحار، 41/11،12 المناقب، 2/124 ولايدعي علم الغيب
سئل: كم تتصدق ؟ كم تخرج مالك ؟ ألا تمسك ؟ قال: إني والله لو أعلم أن الله تعالى قبل مني فرضا واحدا لأمسكت، ولكني لا أدري أقبل سبحانه مني شيئا أم لا " بحار الأنوار، 41/138، 71/191 وينفي العصمة أيضا عن ولده الحسن رضي الله عنهما عندما أوصاه بقوله
" فإن أشكل عليك من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنك أول ما خلقت جاهلا ثم علمت وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحير فيه رأيك ويضل فيه بصرك ثم تبصره بعد ذلك" نهج البلاغة شرح محمد عبده 2/578 ط مؤسسة المعارف بيروت ونجد الامام علي بن الحسين زين العابدين يدعو بهذاالدعاء : " الهي وعزتك وجلالك وعظمتك, لو ا ني منذ بدعت فطرتي من اول الدهرعبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة وكل طرفة عين سرمد الابد بحمد الخلائق وشكرهم اجمعين, لكنت مقصرا في بلوغ ادا شكر اخفى نعمة من نعمك علي,ولو ا ني كربت معادن حديد الدنيا بـانـيـابـي, وحـرثت ارضها باشفار عيني, وبكيت من خشيتك مثل بحور السماوات والارضين دما وصـديـدا, لـكـان ذلك قليلا في كثير مايجب من حقك علي, ولو ا نك الهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الـخـلائق اجـمـعين,وعظمت للنار خلقي وجسمي, وملات جهنم واطباقها مني حتى لا يكون في النارمعذب غيري, ولا يكون لجهنم حطب سواي, لكان ذلك بعدلك علي قليلا في كثيرما استوجبته من عقوبتك " أمالي الصدوق المجلس 60 بحار الانوار 94: 90/2 وكان الامام جعفرالصادق يدعو بهذا الدعاء : " الهي كيف ادعوك وقد عصيتك, وكيف لا ادعوك وقد عرفت حبك في قلبي وعينا بالرجا ممدودة, مولاي انت عظيم العظما, وانا اسير الاسرا, انا اسير بذنبي, مرتهن بجرمي, الـهي لئن طالبتني بذنبي لاطالبنك بكرمك, ولئن طالبتني بجريرتي لاطالبنك بعفوك, ولئن امرت بي الـى الـنـارلاخـبـرن اهـلـهـا انـي كنت اقول : لا اله الا اللّه, محمد رسول اللّه, اللهم ان الطاعة تـسـرك,والـمـعـصـيـة لا تـضـرك, فـهـب لـي مـا يـسـرك, واغـفـر لـي مـا لا يـضرك, يا ارحم الراحمين " . آمالي الصدوق المجلس 57 بحار الانوار 94: 92/5 وقيل للإمام الرضا وهو الإمام الثامن من الأئمة المعصومين عند الشيعة ( إن في الكوفة قوماً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال : كذبوا - لعنهم الله - إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو ) بحار الأنوار ج25 /350 وكان الامام أبو الحسن موسى الكاظم يدعو فيقول :" رب عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لأخرستني، وعصيتك ببصري ولو شئت لأكمهتني، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لأصممتني ". بحار الأنوار 25 /203 *************************
الأخ محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله
ان ما ذكرته من نصوص يدور حول مسألتين : الاولى جواز صدور المعصية من المعصوم والثانية ان علم المعصوم بالصورة التي يذكرها الاثنا عشرية غير ثابت . اما الاولى فهي الى البطلان اقرب بلا شك لان ما ورد في كلامهم (عليهم السلام) وادعيتهم ومناجاتهم مما يشعر بصدور المعصية يمكن توجيهه بما يلي :
1- انها خطابات تعليمية لاتباعهم وشيعتهم لافاضة روح التعليم والتأدب .
2- لسيت الغواية من الشيطان فقط بالايقاع في المعاصي حتى يقال ان هذا يتعارض مع العصمة بل في كل طرق التكامل فان الشيطان يريد ان يبعد الانسان عن الدرجات الافضل والاعلى حتى لو لم يوقعه في المعصية بل ان محاولة الشيطان فقط يصدق عليها الاغواء وان لم تصدر من العبد معصية .
3- ان نسبة الخطيئة من قبل المعصوم الى نفسه دليل على ان المراد بالخطيئة غير المعصية بمعنى مخالفة الامر المولوي فان الخطيئة والذنب مراتب تتقدر حسب حال العبد في عبوديته كما قيل (حسنات الابرار سيئات المقربين) فالخطيئة او الذنب من مثلهم هي اشتغالهم عن ذكر الله بما تقتضيه ضروريات الحياة كالنوم والاكل والشرب ونحوها وان كانت بنظر اخر طاعة منه(عليه السلام), واما ما يخص قولك (وينفي العصمة ايضا عن ولده الحسن ... المزید) فتجد الجواب عنه تماما في صفحتنا/ الاسئلة العقائدية / كلام الامام علي(عليه السلام) للامام الحسن(عليه السلام) لا يقدح بالعصمة . واما المسألة الثانية (التشكيك في علم المعصوم) فمصيرها البطلان ايضا لان هكذا روايات وكذا روايات التشكيك بالعصمة اما ان تحمل على التقية او نقول بتأويلها او تطرح لموافقتها لما عليه العامة او ترد لان عصمتهم وعلمهم ثابتين بالادلة القطعية . ويمكنك لاستيضاح ذلك مراجعة صفحتنا : علم المعصوم, العصمة . كما ينبغي ان تلتفت الى مسألتين :
الاولى : ليس كل ما في كتبنا الحديثية نقول بحجيته اذ لسنا كأصحاب الصحاح وانما هناك دراسة معمقة للنصوص الواردة ينتج عنها قبول بعضها ورد البعض الاخر وامر ذلك موكل الى اهل الاختصاص.
الثانية : هناك فرق بين القول بان المعصوم يعلم الغيب بذاته وبين القول بانه يعلم بتعليم من الله تعالى ونحن نقول بالثاني .
ودمتم في رعاية الله