خادم قنبر - لبنان
منذ 4 سنوات

 حدود العصمة

في بعض ماكتبتم من أجوبة عن معصية النبي آدم على وعلى آله أفضل الصلاة والسلام وعلى النبي آدم أنه خالف الأولى والسؤال هو إذا كان النبي خالف الأولى فلا يخلو من أمرين إما لعدم علمه بالأولى وهذا ينافي كمال...


الأخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مخالفة الأولى أو ترك الأولى ليست معصية، فالنبي قد يفعل الفعل الذي ليس بأولى، أن مخالفة الأولى تقع في دائرة الممكنات المسموح للنبي باختيار أحدها، فإن المصير إلى أي ممكن من هذه الممكنات ولو لم يكن أولى لا يكشف عن صدور خطأ بمعنى الذنب من الأنبياء سواء أكان صغيرا أم كبيرا ومنه الخطأ في تبليغ الأحكام، ولكن توجد عند الأنبياء فسحة لفعل الأولى أو تركه، فما ذكرتموه من وجود احتمالين أحدهما جهل النبي بالأولى والثاني مخالفة كمال النبوة مردود بأن النبي وإن سلمنا بعدوله عن الأولى إلى غيره فليس ذلك لعدم علمه بالأولى بل لأمر آخر كالمشقة المترتبة على فعل الأولى أو صعوبته، فيختار غير الأولى للتخلص من تلك المشقة، كما أن ذلك لا ينافي كمال النبوة بعد أن أعطاه الله تعالى الاختيار في مقام الفعل للأولى والترك له، بل إن أولوية الأولى كاشفة عن مقبولية مخالفته على مستوى إرادة النبي واختياره، إذ لو لم تكن كاشفة عن المقبولية لكان المفروض كونه أولى هو ليس بأولى وهذا خلف. على أن كمال النبوة المشار إليه هو فرع النبوة وفرض قدح ترك الأولى بكمال النبوة يترتب عليه القدح في النبوة نفسها. فظهر أن ترك الأولى أو مخالفته إلى بعض الممكنات التي ليست بأولى لا يلزم عنه الجهل ولا الخروج عن كمال النبوة. ودمتم في رعاية الله