مرتضى - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 حدود العصمة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته وردت روايات معدودة, لعلها أربعة أو خمسة روايات رأيتها في هذا المضمون, من أن الإمامين الحسنين صلوات الله وسلامه عليهما كانا يلعبان, أو أنهما صلوات الله وسلامه عليهما كانا في بعض الأحيان يبولان على صدر رسول الله صلى الله عليه وآله, أو أنه جاء عن الإمام الصادق عليه السلام حينما كان طفلا كان يؤذي الخطاف في صحن مسجد الحرام ونهاه إمامنا السجاد أو الباقر عليه السلام عن ذلك الفعل, وغيرها وغيرها من الروايات التي تدل على اللعب أو التبول وغيرذلك من الأمور التي لا تناسب مقام الإمامة والعصمة, كما جاء في وصف الإمام عليه السلام في خطبة الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه, أوما جاء في قرآن الكريم عن أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم وطفولتهم مثل نبي الله عيسى أو يحيى أو يوسف أو سليمان على نبينا وآله وعليهم أفضل الصلاة والسلام, فكيف جاءت هذه الروايات التي مضمونها اللعب والتبول والإيذاء وغير ذلك من المضامين التي لا تناسب مقام الإمامة؟ أليس ورد عندنا أن من علامات الإمام عليه السلام : " طهارة الولادة، وحسن المنشأ، ولا يلهو ولا يلعب " أو تعرّض له أمير المؤمنين علي عليه السلام من خصائص وعلامات الاِمام المعصوم عليه السلام، فقال : « والإمام المستحق للاِمامة له علامات فمنها : أن يعلم أنّه معصوم من الذنوب كلّها صغيرها وكبيرها، لا يزلّ في الفتيا، ولا يخطئ في الجواب، ولا يسهو، ولا ينسى، ولا يلهو بشيء من أمر الدنيا », ولقد كان من أئمتنا عليهم السلام من تسلم مقاليد الإمامة بأبي هو وأمي وهو لا زال في سن صغير, مثل إمامنا الجواد صلوات الله وسلامه عليه وإمامنا الحجة صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله فرجه الشريف, ونخاطبهم في الزيارة الجامعة الكبيرة بمثل هذه الصفات السامية : " ... اصطفاكم بعلمه وارتضاكم لغيبه واختاركم لسره واجتباكم بقدرته وأعزكم بهداه وخصكم ببرهانه وانتجبكم لنوره وأيدكم بروحه ورضيكم خلفاء في أرضه وحججاً على بريته وأنصاراً لدينه وحفظةً لسره وخزنةً لعلمه ومستودعاً لحكمته وتراجمةً لوحيه وأركاناً لتوحيده وشهداء على خلقه وأعلاماً لعباده ومناراً في بلاده وأدلاء على صراطه عصمكم الله من الزلل وآمنكم من الفتن وطهركم من الدنس وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيراً فعظمتم جلاله وأكبرتم شأنه ومجدتم كرمه وأدمتم ذكره ووكدتم ميثاقه ... " ونحن نعتقد بما جاء في نهج البلاغة الشريف في عصمة الرسول الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم منذ الطفولة، يقول أمير المؤمنين عليه السلام واصفا النبي الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم وعلاقته به: "ولقد قرن الله سبحانه به من لدن ان كان فطيما اعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن اخلاق العالم ", أرجوا التفصيل في المسئلة, لأن هذه الشبهة أصبحت تتداول في أوساط الشيعة, وقد قام بعض من ينسب نفسه زورا إلى التشيع إلى التقليل والقدح في مقام الإمامة السامي من خلال هذه الروايات, فلم يعد عنده قدر الإمام سوى أنه مبلغ ومفتي شرعي لا غير سواء أنه لا يعدو كونه مسددا في بعض المسائل الشرعية والمهمة ليس إلا كما يقول أبناء العامة. أرجوا التفصيل الكثير والدقيق في المسئلة بشكل تدحض هذه الشبهة من الأساس . وشكرا لكم


الأخ مرتضى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بملاحظة بعض الروايات التي تشير الى لعب الحسن والحسين (عليهما السلام) نجد ان الراوي هو الذي يتصور ان هذين الغلامين يلعبان فهو يتصور ان هذه الحركات هي حركات غير هادفة فيقول عنها انها لعب في حين ان حقيقتها شئ آخر لايدركه الراوي . فمثلا ينقل بعض الرواة انهما صلوات الله عليهما كانا يلعبان ثم يقول الراوي انه (راى الحسن يصيح بنخلة فتجيبه بالتلبية وتسعى اليه كما يسعى الولد الى والده) ونحن نقول ان الذي يصدر منه مثل هذا الفعل كيف نصف افعاله هذه باللعب بل لعل مراده صلوات الله عليه هو هداية من ينظر اليه برؤيته لهذه المعجزة. واما روايات التبول فلابد من ردها وعدم قبولها اما من جهة معارضتها مع الادلة القطعية او كونها روايات غير معتبرة السند . واما رواية الخطاف فالفعل الصادر من الامام يمكن فهمه بانه كان يريد ازالة الاذى المتصور من هذا الحيوان ولذلك علل الامام السجاد بعد ايراده للنهي بانهن لايؤذين شيئا.  دمتم في رعاية الله