أحمد جعفر - البحرين
منذ 4 سنوات

 حدود العصمة

الاخوة العاملون في مركز الأبحاث العقائدية بعد السؤال عن صحتكم و عافيتكم .. في مطالعتي لكتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام .. وجدت هذه الرواية في باب علامات الإمام بالجزء الأول من المجلد , فيها إثبات السهو والنسيان للإمام عليه السلام : وفي حديث آخر إن الإمام مؤيد بروح القدس وبينه وبين الله عمود من نور يرى فيه أعمال العباد وكلما احتاج إليه لدلالة اطلع عليه ويبسطه فيعلم ويقبض عنه فلا يعلم و(( الإمام يولد ويلد ويصح ويمرض ويأكل ويشرب ويبول ويتغوط وينكح وينام وينسى ويسهو )) ويفرح ويحزن ويضحك ويبكي ويحيى ويموت ويقبر ويزار ويحشر ويوقف ويعرض ويسأل ويثاب ويكرم ويشفع ودلالته في خصلتين في العلم واستجابة الدعوة وكل ما أخبر بهمن الحوادث التي تحدث قبل كونها فذلك بعهد معهود إليه من رسول الله (ص) توارثه وعنآبائه عنه (ع) ويكون ذلك مما عهد إليه جبرئيل (ع) من علام الغيوب عز وجل و جميعا لأئمة الأحد عشر بعد النبي (ص) قتلوا منهم بالسيف وهو أمير المؤمنين والحسين.فما هو شرح هذه العبارات , بالرغم ان لها احتمالين .. أنها غير مسندة , أو ان لها اسنادا نفس اسناد الرواية التي سبقتها ؟ هل هناك روايات عن أهل البيت المعصومين عليهم السلام فيها نفس السهو والنسيان عن المعصوم عليه السلام ؟


الاخ الكريم أحمد جعفر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد التحقيق تبين أنّ هذه الرواية الموجودة في كتاب (عيون أخبار الرضا (ع)) قد وقع فيها خطأٌ من قبل النساخ الذين قاموا بنسخ كتاب (عيون أخبار الرضا (ع)) وعلى النحو التالي: أولا: الكلام الذي يبدأ من قوله: (انّ الإمام مؤيد بروح القدس ... الى إطلع عليه) إنما هو من حديث الإمام الرضا (ع) باب علامات الإمام (ع). ثانيا: أما الكلام الذي يبدأ من قوله: (ويبسطه فيعلم... الى آخره) فهو من قول الإمام الصادق (ع) كما في كتاب (الخصال للشيخ الصدوق ص 577) وهو خالف من جملة (وينسى ويسهو). ثالثاً: إن جملة (وينسى ويسهو) لا توجد في أكثر نسخ (عيون أخبار الرضا (ع)) وفي بعض النسخ فيها أنّ الإمام (لا ينسى ولا يسهو)، راجع كتاب (بحار الأنوار/ للشيخ المجلسي ج 35 / 117). رابعاً: عبارات الحديث واضحة ولا تحتاج الى شرح. أما سؤالك بأنه هل هناك روايات عن أهل البيت المعصومين فيها نفي السهو والنسيان . فنقول: نعم توجد بعض الأحاديث التي ظاهرها يدل على السهو والنسيان ولكنها من أخبار الآحاد, حيث انّ بعضها ضعيف السند والبعض الآخر يمكن حمله على التقية أو تأويله, وعلى فرض التسليم بظاهر الروايات التي تدل على السهو أو النسيان فستعارضها الروايات المستفيضة التي هي نص في نفي السهو والنسيان, ولا يقف الظاهر أمام النص خاصة إذا كان مستفيضاً فلا تعارض وإنما يفقدّم النص على الظاهر. ثم إذا سلمنا بالتعارض فيأتي دور تطبيق الروايات العلاجية الخاصة بباب التعارض التي فيها الآخذ بما يوافق القرآن وطرح المخالفة له, وأخبار نفي السهو موافقة للعصمة الثابتة بالقرآن. وفيها الآخذ بما يخالف العامة ومن الواضح أن نفي السهو والنسيان خلاف رأي العامة. هذا فضلاً عن معارضتها لحكم العقل الثابت بالأدلة الكثيرة, فيجب أن تصرف عن ظاهرها وتأول لأنه لا معارضة للظهور أمام حكم العقل. ودمت في رعاية الله