زهير عبد الله
منذ 4 سنوات

 حدود العصمة

ورد عن وهابي في احد المنتديات الكلام التالي: الإمام معصوم أما النبي فلا عن أبي جعفر قال: " إن الله عز وجل أوحى إلى داود عليه السلام أن ائت عبدي دانيال فقل له: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك، فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك... فلما كان في السحر قام دانيال فناجى ربه فقال: فوعزتك لئن لم تعصمني لأعصينك ثم لأعصينك ثم لأعصينك" (الكافي 2/316 كتاب الإيمان والكفر باب التوبة). هذه الرواية فيها التصريح بأن دانيال عصى الله عدة مرات. وهذا يتناقض مع عقيدة الشيعة بعصمة الأنبياء والأئمة. وهذه واحدة من الروايات التي تطعن في الأنبياء وربما كانت أحد أدلة الشيعة في تفضيل الإمام على النبي. إذ كيف يقبل الشيعة هذه الرواية التي تزعم أن نبيا من أنبياء الله يخاطب الله بهذه الجرأة قائلا لأعصينك يا رب ثم لأعصينك ثم لأعصينك…!!! أنتظر منكم الرد وشكرا


الاخ زهير المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الثابت عند الإمامية ـ أعزّهم الله ـ الاعتقاد بعصمة الانبياء (عليهم السلام) وتنزيههم عن الكبائر والصغائر وما يخل بمروءتهم (عليهم السلام)، وهذه العقيدة يمكن مراجعتها في كل الكتب التي تناولت عقائد الإمامية وتطرقت إلى عصمة الأنبياء(ع). والرواية الوارده في (الكافي) بحق نبي الله دانيال (ع) فهي تحمل كما يحمل معنى قوله تعالى: (( وَعَصَى آدَم رَبَّه فَغَوَى )) (طه: 121)، على ترك الأولى بعد الثبوت القطعي لعصمة الأنبياء (عليهم السلام). وأما قول نبي الله دانيال(ع): (( فوعزتك لئن لم تعصمني لأعصينك..)). فهو أقر بالتقصير واعترف بالعجز عن مقاومة النفس وكمال الانقطاع إلى الرغبة في العون والمد الإلهي في ان لا يكفله الله إلى نفسه طرفة عين أبداً ، لأنه سيعصيه عندئذ لا محالة، فهو ـ وكأن هذا هو لسان حال دانيال ـ ان لم يرحمه الله ويعصمه من الزلل فهو واقع في المعصية لا محالة، وهذا اللسان هو نفسه أو قريب منه الذي تكلم به نبي الله يوسف ـ كما يحكي ذلك القرآن الكريم عنه ـ حين قال: (( وَإلَّا تَصرف عَنّي كَيدَهنَّ أَصب إلَيهنَّ وَأَكن منَ الجَاهلينَ )) (يوسف:33) . ودمتم سالمين

2